أسعار الولوج الى منتجعات لبنان السياحية للسباحة خلال الصيف هذا العام مرتفعة اذا ما قورنت بدول أخرى، الأمر الذي يجعل السباحة في شواطئ لبنان للأغنياء فقط، علمًا ان معظم المنتجعات تخالف القانون القاضي بجعل البحر ملكًا للعموم.


بيروت: البارز اليوم أن الولوج الى الشواطئ والمنتجعات السياحية أصبح حكرًا على الأغنياء والسّوّاح فقط، ويدفع هؤلاء مبالغ تكاد تكون خيالية للاستمتاع بالرمال والمياه، اما الفقراء فيكتفون بالسباحة في الجانب الآخر من البحر، حيث عمليات التنظيف شبه غائبة، وحيث الأمان غير متوفر أيضًا، وتتراوح أسعار الدخول الى غالبية المنتجعات الخاصة بين العشرين ألف ليرة وصولاً إلى الستين ألفا، من دون ان ننسى الأسعار الباهظة للمأكولات داخلها، وهناك واقع لا مفرّ منه وهو أن كل هذه المنتجعات على الشواطئ تخالف القانون وتحديدًا المرسوم 4810 الصادر في العام 1966 والذي جعل من الواجهة البحرية ملكًا للعموم، رغم عدم تقيّد المستثمرين بذلك.

تنظر اليّ رنا فرج بكثير من الغضب وتقول لي عندما أسألها عن اسعار المنتجعات السياحية في لبنان :quot; أعتقد ان مسابح موناكو ليست بهذه الأسعار، الأمر لم يعد يطاق، من المفروض أن تؤمن الدولة المسابح المجانية للعالم، من خلال استلام المرافق وتأمين مسابح للجميع مجانًا، واللبناني خلال الصيف ما الذي يمكن ان يعمله غير التوجه الى المسابح؟ ويجب ان يكون البحر للعموم وليس لفئة معينة من الناس.

وتضيف:quot; الغلاء لا ينحصر فقط على تسعيرة المسابح بل ايضًا الاكل داخلها، هناك مسابح تأخذ تسعيرة 25 و35 الف ليرة لبنانية للشخص الواحد، مع عائلة مكونة من 4 أولاد كيف ستتدبر هذه العائلة امرها؟ وداخل المسابح اسعار المأكولات خيالية.

وبرأيها اللبناني لا يستطيع تدبر اسعار المسابح المرتفعة، واصبحت ليس فقط للاغنياء بل لكل من يقوم بتبييض الاموال.

وترى بضرورة وجود رقابة عليها، ويجب إقامة مسابح شعبية مرتبة، كما في فرنسا وأستراليا، وكذلك يجب مراقبة اسعار المأكولات.

منى عون أيضًا ام لولدين تقول انها كانت امس في احد منتجعات السباحة في لبنان، والأسعار خيالية، ومع ولدين سوف يدفعان ما قدره 150 دولارا، وهذا نصف الحد الادنى في لبنان، والمسابح لا ترحم أحدًا، والامر برأيها كفر ان كانت اسعار المسابح او اسعار المأكولات داخلها، ويجب رقابة الموضوع وإيجاد حل له.

وتتساءل منى كيف يمكن للبناني اليوم تأمين كل هذه المتطلبات، فعندما نذهب الى المسبح نقف 3 ساعات كي ندخل من كثرة الوالجين، والناس ينفقون اموالاً طائلة في المسابح، ولا احد يقاطع او يعترض.

وتضيف:quot; بالنسبة إلى أسعار المسابح يمكن القول انها اصبحت للميسورين فقط، ولكننا نرى داخلها ناس من الطبقة الوسطى، لا يريدون ان يحرموا اولادهم منها، ولكن للحقيقة اصبحت هذه المسابح خيالية الاسعار.

ولا يمكن حرمان الاولاد اليوم من الذهاب الى المنتجعات السياحية، خصوصًا ان لبنان لا يملك مسابح شعبية، ولا شيء مجاني.

وترى ضرورة ان يكون هناك رقابة اكثر على المسابح والمأكولات فيها، وتضيف :quot;اذا اردنا شراء بعض السندويشات قد نضع ما يقارب السبعين الف ليرة لبنانية في هذه المنتجعات، والأمر غير مقبول وغير طبيعي، وكأنهم quot;يسلخونquot; الناس بذلكquot;.

نقيب المسابح

ماذا يقول نقيب المسابح جان بيروتي حول شكوى اللبناني من غلاء المسابح في لبنان؟

يعتبر بيروتي ان الناس يشتكون كثيرًا ومن دون سبب، لان هناك اكثر من 80% من المسابح الموجودة في لبنان تعرفتها ليست مرتفعة، في مختلف المناطق، وخمسة مسابح في لبنان فقط أسعارها غالية، ومن يريد الذهاب إليها سوف يدفع كثيرًا، وكل المسابح في لبنان تتمتع بمواصفات عالية الجودة، وسلامة عامة ونظافة وخدمة، وما يفرق اليوم هو الموقع والخدمات.

ومن واجباتنا، يضيف، ان نؤكد على وزارة السياحة ان تكون الاسعار منشورة على المدخل حتى لا يتفاجأ الزبون.

ولدى سؤاله لدى قولك ان هناك فقط 5 مسابح غالية الاسعار رغم ان الوقائع تشير الى اكثر من ذلك، هل هناك رقابة على الخدمات بموازاة الاسعار المطروحة؟ يجيب:quot; كل المؤسسات مراقبة من قبل وزارة السياحة والاقتصاد والصناعة والصحة، الأسعار في لبنان تراقب من وزارة السياحة، ولكنها تبقى حرة، وتبقى كل مؤسسة حرة بوضع سياستها للاسعار داخلها، انطلاقًا من هنا على الزبون ان يختار أين يجب ان يتوجه، وأؤكد مجددًا، انه لا يوجد اكثرمن خمس مؤسسات في لبنان باهظة الاسعار، وهي الاكثر طلبًا من قبل اللبنانيين، لان اللبناني بطبيعته يحب الرفاهية، بحسب مزاجه.

عن اسعار الطعام المرتفعة داخل المنتجعات السياحية يقول فقط في بعض المنتجعات نلاحظ ذلك، لان لديها مستوى عاليًا من الخدمات، وليست كل المنتجعات أسعارها غالية.

كيف اليوم عائلة ذات دخل محدود يمكن ان تتوجه الى تلك المسابح ام فقط اصبحت للاغنياء ؟ يجيب:quot; تسعيرة الدخول ليست كلها غالية، وبعض المؤسسات ذات الاربع نجوم تبقى تسعيرة الدخول اليها مقبولة نسبيًا.

عن الاقبال اليوم على مسابح لبنان يقول ان شهر رمضان المقبل سيؤثر سلبًا لانه يؤخر السياحة البحرية كثيرًا.