مرة جديدة يتم استبعاد لبنانيين من دولة الامارات، والحديث اليوم عن لائحة إماراتية لطرد الف لبناني من الامارات، مما يطرح اكثر من علامة استفهام حول الاسباب والخلفيات الكامنة وراء استبعادهم، هل هي سياسية، قانونية أم اجتماعية؟.


بيروت: يقول حسين (لبناني مبعد من الإمارات) إنه بقي في الإمارات 14 عامًا، ومن دون أي مخالفة قانونية سجلت بحقه، لافتًا إلى أن ما اقترفه كان مساعدة عدد من اللبنانيين المتعثرين هناك، من خلال تبرعات كان يشارك فيها لبناني يعمل مستشارًا لرئيس الدولة.

ويضيفquot;عندما ذهبت إلى هناك (الامارات) لم تكن لديهم عملة وطنية، فنحن بنينا الدولة معهمquot;.

أحد المبعدين ايضًا، وكان يعمل طبيبًا في الامارات، يؤكد أنه، منذ بدئه مزاولة مهنة الطب في عيادته في الشارقة عام 1994، لم يرتكب أي مخالفة قانونية، لكن ذلك لم يشفع له عند من بيدهم القرار.

أما عن أسباب الكتمان عند البعض الآخر من المبعدين فتعود إلى أن معظم المبعَدين لديهم أقارب لا يزالون في الإمارات، وهم يخشون أن يلقوا المصير ذاته.

ويقول أحد الشبان إن quot;والده أبعد نهاية آب/اغسطس الفائتquot;، رافضًا البحث في تفاصيل ما جرى، لأن شقيقه لا يزال في الإمارات يدير أعمال العائلة هناكquot;.

مرة أخرى يتم استبعاد اللبنانيين من الامارات، هذه الظاهرة التي بدأت ترتفع وتيرتها منذ العام 2009 تطرح اكثر من علامة استفهام حول اسباب وخلفيات استبعاد أي لبناني من دولة خليجية، ومع توجّه رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى الامارات اليوم، تم الحديث عن امكانية بحث مصير المبعدين اللبنانيين من الامارات، بالاضافة الى موضوع منع الامارات رعاياها من التوجه الى لبنان بسبب الوضع الامني فيه.

ويقول النائب قاسم هاشم(عضو كتلة التنمية والتحرير) لـquot;إيلافquot;في الحقيقة لم تتوضح صورة وأسباب استبعاد اللبنانيين من الامارات والخليج، وكانت هناك حجج وذرائع مختلفة، وكانت هناك اتصالات عديدة وحثيثة، العام الماضي للوقوف على حقيقة هذا الموضوع، ولوضع حد له، كي لا تتكرر الامور، ورغم كل الاتصالات وعلى أي مستوى كانت، بقيت الامور عند حدود معينة، ولكننا لا نعرف إن كانت هناك دواعٍ أخرى تتعدى الاصول القانونية للمستبعدين، على امل ألا تكون الامور تتعلق بالمواقف السياسية، وهذا أمر خطير جدًا ولا يجوز التعاطي معه بهذا الشكل، لأن اللبنانيين منفتحون على العالم العربي بكل اقطاره، وبكل انتماءاتهم، ويريدون المساهمة في رفع الحياة للبلدان التي يتواجدون فيها، من هذا المنطلق أن حقيقة الامر يدفعنا الى التساؤل لماذا الاصرار على هذا النحو، ولماذا استبعاد اللبنانيين، ونتمنى ألا تكون هناك اعتبارات غير قانونيةتحكم قضية استبعاد اللبنانيين أو غيرهم في تلك الدولة أو غيرها،وتتعاطى بها دول الخليج، ولكن عدا ذلك نتساءل مع الكثير من الاستياء لدى اللبنانيين بكل مكوناتهم واطيافهم عن الاسباب، على امل أن تتم معالجة هذا الامر بشكل سريع ويتنبهالمسؤولون اللبنانيون الى هذا الامر، بخاصة وأن رئيس الجمهورية على وشك زيارة دولة الامارات، وهو يريد علاقة طيبة واخوية مع الامارات وكل الاشقاء في الخليج، ومن المفترض أن يكون التعاطي على هذا المستوى من العلاقة، بعيدًا عن أي مؤثرات أخرى، وأن تتم معالجة هذا الامر من خلال هذه الصياغة، ورب صدفة أن تكون الزيارة لأسباب أخرى، ولكن ستساهم في الاطلالة على هذه الازمة التي لا مصلحة لا للبنان ولا للعلاقات الطيبة بين ولبنان واشقائه في الامارات ودول الخليج في أن تستمر.

ما هو الامر الذي يخشاه الاماراتيون من وجود اللبنانيين، لاستبعادهم؟ يجيب هاشم:quot; لا اعتقد أن اللبنانيين كانوا يومًا ما منذ نشأت هذه الدول مؤثرًا سلبيًا لها، بل انهم ساهموا في ازدهارها وتطورها وبنيانها، والخليجيون يشهدون على ذلك، واليوم اللبنانيون بكل انتماءاتهم وبكل مناطقهم، متواجدون في كل دول الخليج، ولم يتعاطوا يومًا داخل مناطق تواجدهم من منطلق انتماءاتهم، بل من منطلق البحث عن الرزق والعيش الكريم والكرامة، ولا اعتقد أن اللبنانيين وإن كانوا يحملون انتماءاتهم في بلادهم، هم ذاهبون لترجمة هذه الانتماءات على واقع البلدان التي يتوجهون اليها.

بل على العكس من ذلك، إن اللبنانيين خارج لبنان متقاربون وإن كانوا مختلفين في عقائدهم وانتماءاتهم.

ويتابع هاشم :quot; من المعيب أن يكون هناك استهداف للشيعة في الامارات، لا نستطيع أن نضع كل الناس في اسلوب التعاطي نفسه في الامارات أو غيرها من البلدان، فطبعًا التعاطي مع اللبنانيين أو غيرهم على اساس الانتماء هذا مؤشر سلبي ويثير القلق لدى الجميع وستكون له ارتدادات لدى الجميع.

هل المستبعدون هم بمجملهم ينتمون الى حزب الله؟ يقول هاشم:quot; على ما اعتقد لا علاقة للاكثرية الساحقة على الاقل بحزب الله، وطبعًا لا اعتقد أنه على هذا المستوى يتم التعاطي وبهذا الشكل، وهذه امور شخصية وتخص كل مجموعة وفئة وشخص، ايًا يكن انتماؤه السياسي أو الاجتماعي ولا يجب أن يكون هناك أي ارتباط بين انتمائه وبين نوع عمله أو شروط هذا العمل.