مواقف سياسية كثيرة اطلقت في نهاية الاسبوع، إن دلت على شيء انما على قرب انطلاق قطار الانتخابات النيابية اللبنانية، بحيث نرى كل زعيم لبناني يحرر طائفته التي تجبره على مواقف متطرفة كي يرضيها، فيؤمّن اصواتًا اكثر عندما تعلن صناديق الاقتراع حسم شعبية هذا الزعيم.


بيروت: يرى معن بشور ( المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية) في حديثه لـquot;إيلافquot; أنه من الذين يعتقدون أن قطار الانتخابات في لبنان، يبدأ مع انتهاء الانتخابات الاخيرة، والمشكلة أن السياسة في لبنان هي انتخابات، وأي سياسي لا يفكر إلا بالانتخابات، وهذا من اسباب تخلّف الحالة السياسية في لبنان، ومن اسباب بقاء التوتر مخيمًا على العلاقات بين مكونات المجتمع اللبناني، لأن كل طرف لا يتطلع إلا إلى المرآة ليرى نفسه فيها، بدلاً من أن يتطلع إلى مصلحة الوطن، ويفكر بما يجمعه بالأطراف الأخرى، لمصلحة الوطن، ويضيف بشور:quot; لو عدنا إلى خطابات ايار /مايو العام الفائت، لوجدنا اللهجة والنبرة نفسهما، وكذلك الخطاب ذاته، تختلف المواضيع لكن الهم الاساسي هو كيف أحشد اكبر عدد من الانصار لصالح خطي، وغالبًا ما يكون الانصار من طائفة معينة، فأحرص على أن اتحدث باللغة التي تثير مشاعر ابناء الطائفة، وتزيدهم الى جانبي، وإن كان ذلك عن طريق خلق حلقة مفرغة، الزعيم يحرر الطائفة وهذه الاخيرة تجبر الزعيم على مواقف متطرفة كي يرضيها.

كيف ترى المخرج للنفاق المالي الذي ترك الكثير من التصدعات في صفوف الحكومة؟ يجيب بشور:quot; اعتقد أن الحكومة يجب أن تعطي مثلاً للبنانيين على حل خلافاتها بشكل ديموقراطي وقانوني ايضًا، هناك نصوص قانونية يجب احترامها، وهناك اسلوب في التعامل مع حلفاء مفترضين في حكومة واحدة، ايضًا ينبغي احترامه، لا أريد أن ادخل في تفاصيل الحل، ولكنني اعتقد، أن اخراج هذا الملف من المزايدات الاعلامية، والانكباب على دراسته بشكل يخرجه من الجدل القائم، هو السبيل الوحيد مع التمسك بالقانون والدستور، وبالتالي ايجاد المخرج الذي لا يتعارض مع القانون والدستور.

مع اشتداد السجالات والحملات السياسية بين مختلف الافرقاء ما تأثير ذلك على الوضع الحكومي؟ يقول بشور:quot; اعتقد أن وضع الحكومة ثابت حتى اشعار آخر، لأن جملة الظروف المحلية والإقليمية والدولية تفرض الاستقرار الحكومي، واعتقد أن المعارضة قد خاب املها من جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الاميركية، لانه اكد على ضرورة الاستقرار الحكومي، ليس من طرف محلي فاعل أو اقليمي أو دولي مهيَّألكي يرى لبنان من دون حكومة، وبالتالي لبنان مفتوح على كل الاحتمالات، لذلك اعتقد أن الاستقرار الحكومي سيبقى قويًا حتى اشعار آخر، وكل صراع سيبقى تحت سقف الاستقرار الحكوميquot;.

عن احياء تيار المستقبل لذكرى الشهداء وخطاب رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري، يقول بشور:quot; هذا النوع من الخطاب والكلام، لم يعد يفيد مشروع خروج الوطن وتعافيه من أزمته، هذا مشروع ما زال محكومًا باعتبارات فئوية وليست وطنية عامة، والملاحظة الاولى هي ما سمعته من دبلوماسي غربي حين قال كيف أن بعض السياسيين عندكم يرفضون السلاح في لبنان، ويطالبون به في سوريا مثلاً، علمًا أن السلاح في لبنان، بحسب ما قاله لي هذا الدبلوماسي موجه للعدو الاسرائيلي، فيما السلاح في سوريا سيخدم الانزلاق الى حرب اهلية، والامر الثاني كيف يمكن الجمع بين مناسبتين، مناسبة وطنية يجتمع عليها اللبنانيون وهي شهداء السادس من ايار/مايو، رغم ذلك الخطاب لم يقل لأحد كيف استشهد هؤلاء ولماذا استشهدوا، وبين مناسبة أليمة في حياة اللبنانيين، كلما استعدناها كلما زدنا على جرحنا جراحًا، وهو أمر لا يفيد لا لبنان ولا اللبنانيين، واعتقد أن بعض الخطب من الاتجاه الآخر تسير في السياق ذاته، مما يشير على أن مستوى اداء الطبقة السياسية ما زال أدنى بكثير من متطلبات الاستقرار الوطني، والمعالجة العميقة للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يعاني منها اللبنانيون، اعتقد أن المشكلة التي تحرك الجميع اليوم هي قانون الانتخاب، وهذا الخطاب كما غيره جاء في اطار هذا السجال، الذي من خلاله سيتم ابقاء لبنان تحت سقف انتاج الازمة نفسها، قانون انتخابي الجميع يدينه، ثم نجد أن هناك محاولة للاعتراض على أي قانون جديد يطبق ما ورد في الدستور مثلاً فنجد انفسنا امام القانون القديم اياه الذي هو قانون اعادة انتاج النظام الطائفي والازمة السياسية بشكل دائم.