بعد انفجار السجال الكترونيًا على خط بعبدا الرابية بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والعماد ميشال عون، تقف المعارضة لتدعم كل مواقف رئيس الجمهورية الحريص على حياديته، ويرى الكثيرون أن رسالة عون من السجال الالكترونيللرئيس سليمان ألا يحلم بالتمديد.


بيروت: انفجر السجال مجدّدًا على خط بعبدا - الرابية، فالجنرالان، اللذان لا يبدو quot;توافقهماquot; أمرًا يسيرًا وهو الذي لا يصمد لبضعة أيام، اختلفا مجددًا، إلكترونيًا هذه المرّة، على خلفية تعليق لرئيس تكتّل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون اعتبر فيه أنّ التجربة لا تشجّع على القبول برئيسٍ توافقي مرّة أخرى، ورفض فيه منطق تسوّل رئيس الجمهورية بعض الوزراء، الأمر الذي استفزّ رئيس الجمهورية فأتى ردّه بعد أقلّ من ساعتين، ليقول:quot;على الأقل، الرئيس التوافقي لا يتسوّل مركز الرئاسة بل على العكس فالجميع يطلب منه قبول منصب الرئاسةquot;. ما هي خلفيات وتبعات هذا السجال الالكتروني بين الجنرالين؟

يرى النائب زياد أسود ( تكتل التغيير والاصلاح التابع للجنرال ميشال عون) أن لا خلفيات للسجال الالكتروني بين الجنرال ميشال عون ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس الجمهورية برأيه مزعوج ويعتبر نفسه في موقع لا يمس ولا يُنتقد، وكل انتقاد يولد لديه سببًا للمزيد من ردات الفعل التي يعتبرها أنها تزيده قوة وحصانة، فيحين مايجري هو عكس ذلك، الطريقة الوحيدة كي لا يُنتقد، أن تكون الممارسة السياسية من خلال هذا الموقع، تصب في مصلحة اللبنانيين، وتخدم مصلحة المسيحيين في السلطة، والا تكون ممارسة على مستوى شخص في موقع اكبر من شخص، اذا لم يتحقق ذلك سيبقى رئيس الجمهورية يُنتقد، وهذا حق لنا ولغيرنا، وكما يُنتقد رئيس الجمهورية كذلك يتم انتقاد رئيس الحكومة، ولا نوفره عندما يقصر، وكذلك مجلس النيابي لا أحد يوفره ايضًا، والكل لديه الحق بالانتقاد.

ويضيف:quot; الرئيس سليمان يريد القيام بما يشاء وعندما ننتقده يقوم بردة فعل دفاعية ويصبح في موقع الهجوم ويصبح الضحية، وهذا أمر غير صحيحquot;.

عن السجالات الالكترونية على التويتر وغيره، هل هي دليل صحة أم تأخر في لبنان؟ يجيب اسود:quot; لمست امرًا عندما اصبحت نائبًا، هناك قطيعة بين الناس ولا علاقات اجتماعية بين من هم على نقيض بمواقفهم، هذا الامر لم يكن موجودًا في الحياة السياسية السابقة، اسمع أن النواب كانوا ينتقدون بعضهم البعض، ولكن كانت العلاقات والاتصالات تستمر وتبقى، اليوم الامور مفروزة في المجتمع كما في المجلس النيابي، ومفروزة ايضًا الكترونيًا، والانترنت اصبحت إحدى الوسائل للتواصل مع الناس، وتعتمد اليوم نتيجة التطور ولكن هذا لا يعني أنها لوحدها تشكل بابًا للتواصل، والخلافات والانقسامات والاصطفافات لا تحول دون هذا الموضوعquot;.

البعض اعتبر الحرب الالكترونية للجنرال عون ضد سليمان هي استباقية وكأنها رسالة له الا يحلم بالتمديد، يرى اسود:quot; إن كان سليمان يحلم بالتمديد من المفروض أن يفكر مسيحيًا ولبنانيًا، وليس مفترضاً أن يفكر quot;سليمانيًاquot;، وكي يمدد عليه أن يمارس كل صلاحيته المتوفرة بكل قوة وحزم، ولا يساير بالصلاحية كي يمدد، اذا كان يريد التمديد وهو يعلن العكس، يكون يلعب علينا وعلى الرأي العام اللبناني، لذلك التمديد يعني بالنسبة اليه، ارضاء القوى التي تستطيع أن تمدد له، واغراء اللبنانيين بشعارات مبدئية، أنه مترفع، في الوقت الذي يتصرف بطريقة مغايرة، على حساب اللبنانيين والمسيحيين تحديدًاquot;.

وكي يمدد، يضيف اسود، عليه أن ينظر الى المصلحة المسيحية داخل السلطة، وهذه الممارسة التي تحصل من خلال الموقع تدلعلى أن البحث لا يتم لمصلحة المسيحيين وقوتهم ووجودهم، بل كل واحد لمصلحته الشخصية، وهو أمر مرفوض إن كان من الرئيس الحالي أو السابق أو المقبل.

البعض اعتبر أن الرابية تحمل 3 لاءات لرئيس الجمهورية ميشال سليمان: لا للعرقلة في الحكومة، لا للتمديد، لا لخوض الانتخابات بأسلوب المناورة، يحلل اسود الموضوع فيقول في الانتخابات الماضية البلدية والنيابية، تدخّل الرئيس في كل المواقع، وخاض المعركة في بعض المناطق مستترًا، وتحديدًا في البلدية، وموقع الرئاسة ليس لخوض المعارك بالمستتر، وهذه تشكل ازدواجية بتأمين المصالح الخاصة، اما بالنسبة للتمديد، فأعتقد أن كل انسان يفكر بذلك إنما يفكر بنفسه، وحتى يكون له حق بالتمديد يجب أن يكون هناك جدول بالانجازات، وإن كان يسعى إلى التمديد من دون أي انجاز فهذا يعني أنه يسعىلنفسه وليس لمصلحة الوطن.

المعارضة

يرى النائب خضر حبيب ( تيار المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن بداية السجال بين الرابية وبعبدا مرده أن قوى 8 آذار/مارس كانت تحاول أن تنتزع توقيع رئيس الجمهورية لتمويل الحكومة الحالية انتخاباتها النيابية للعام 2013، كانت هذه القوى تريد الـ 8900مليار ليرة لبنانية كي تمول حملاتها الانتخابية، وادرك رئيس الجمهورية ذلك، والنائب وليد جنبلاط ايضًا، وقررا أن يكون الحل شاملاً لكل السنوات الماضية.

العماد عون كان يفتح المعركة مع بعبدا لاعتبارين اساسيين، اولاً للضغط على رئيس الجمهورية لامضاء مشروع الـ 8 مليارات خارج الموازنة، وثانيًا لجس نبضه اذا كان حقيقة سيخوض المعركة النيابية في المنطقة التي يتواجد فيها عون وهي المتن وكسروان وجبيل.

ويضيف:quot; موقف عون وخصوصًا حديثه بالامس عن موضوع quot;الزعرانquot; في المجلس النيابي، فهو بذلك يتهم نصف الشعب اللبناني بالزعران الذين اتوا بنواب quot;زعرانquot; الى المجلس النيابي.

هذا لا يجوز ومعيب بحق كل مواطن لبناني. من ادخل الانحطاط الى الحياة السياسية هو فريق عون، وليسمح لنا من يدعي الاصلاح والتغيير أن يكون حديثه اكثر رقيًا.

ويؤكد حبيب أن المعارضة اليوم تقف داعمة لمواقف رئيس الجمهورية برفضه على التوقيع على القرار 8900 مليار ليرة لبنانية من مبدأ اساسي أنه غير قانوني، وبعيدًا عن مزايدات البعض بالنسبة لصلاحيات رئيس الجمهورية، ندعم موقف رئيس الجمهورية ونثني عليه لأنه من موقع الحرص على حيادية الرئيس.