سيطرت قضية استهداف رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع أمس على غيرها من القضايا، وبين أشواك المشككين، والزهرة التي أنقذت حياة جعجع، كثرت الروايات التي حاكتها كلمات المؤيدين لهذا الفريق والمعارضين له، وتبقى الكلمة الفصل في النهاية لنتائج التحقيقات.


بيروت:استعادت رواية رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، روايات سبقتها منذ العام 2005، فهي بنظر قوى 14 آذار/مارس، مؤامرة تستهدف ركنًا اساسًا فيها، بينما شكك الكثيرون في صحة هذه الرواية ووضعوها ضمن اطار حملة انتخابية أو ربما تعزيز موقع جعجع كي يصبح الرئيس الاحادي للمسيحيين في لبنان. يؤكد النائب جوزف المعلوف ( القوات اللبنانية) لـ quot;إيلافquot; أنه من الواضح أن من كان مستهدفًا هو أحد القيادات الابرز بقوى 14 آذار/مارس، ومن الواضح وجود مخطط يدور للذين كانوا يحاولون السيطرة على البلد من خلال الاغتيالات، والاعمال الارهابية السابقة.

وردًا على المشككين في رواية قائد القوات اللبنانية سمير جعجع يرد معلوف:quot; للأسف الانحطاط الاخلاقي الذي وصلنا اليه في البلد، لا يقبله أي انسان عاقل خصوصًا، عندما نمد اليد ونواجه بهكذا رد، ومع حادثة من هذا النوع، بدل أن يقفوا ويقولوا كفى للاجرام تجاه البلد واهله، لأن محاولة اغتيال سمير جعجع، ليست فقط بهدف قتله، بل التأثير على كل الشعب اللبناني، من المؤسف وجود أشخاص وصل مستواهم الاخلاقي الى درجة من الفجور وقلة الاخلاق والتضليل الذي نجده، فعيب عليهم، ونأسف جدًا لوجود سياسيين واشخاص في البلد، يتجهون الى هذا المستوىquot;.

عن بعض الذين رأوا في رواية جعجع فرصة لتعزيز مقامه قبل الانتخابات النيابية، يقول المعلوف:quot; لنسألالذين قاموا بهذه الرواية لماذا فعلوها، الشكر لأن سمير جعجع نجا من هذه المحاولة الشريرة لاغتياله واغتيال البلد معه، ونعتذر عن وجود اشخاص بهذه الذهنية الاجرامية، وليتحولوا عنا لاننا لا نفهمها، ويعتبرون أنهم يستطيعون إلغاء بلد، ويخطفونه، ولن يستطيعوا إلغاء قضية كقضية ثورة الارز، و14 آذار/مارس، باتجاه بناء الوطن الذي نريده، لن يستطيعوا ذلك، ومهما حصل فنحن مستمرون بهذا النضالquot;.

ويرد المعلوف على الذين يؤكدون على أن رواية جعجع الهدف منها تنصيب نفسه رئيسًا احاديًا على المسيحيين في لبنان، فيقول:quot; من دون تعليق، لأنني لا استوعب المنطق والذهنية التي تفكر ضمن هذا الاطارquot;.

هاشم

النائب قاسم هاشم ( عضو كتلة التنمية والتحرير) يؤكد لـ quot;إيلافquot; أنه اذا ما تأكد أن ما حصل مع جعجع محاولة اغتيال فهذا اعتداء وهو مدان، مع كل الابعاد السياسية والاخلاقية والوطنية، ولكن فلننتظر التحقيق ما دامت القوى الامنية باشرت مسؤولياتها منذ اللحظة الاولى، وهنالك قضاء وعندما تنتهي الامور لكل حادث حديث، وتوضع الامور في إطارها الصحيح.

اما اذا افترضنا أنها رواية فيقول هاشم:quot; نحن نعرف هذا لبنان، المركب تركيبة عجائبية بكل ما يدور في حياته السياسية وفي مشهدية التعاطي في حياته اليومية، واذا ما تأكد أنها رواية فذلك لكسب شعبي، ولاعادة خلط الاوراق في مكان آخر، ومحاولة جديدة لاعادة رسم خارطة جديدة، على مستوى المشهد السياسي العام، وإن كانلتسليط الضوء علىمشهد آخر من الحياة السياسية، او باتجاه اعادة توليفة التحضيرات السياسية، هذا يأتي في اطار المشهدية السياسية اللبنانية المتعارف عليها، ولكن لننتظر إن كان ذلك حقيقة أو في اطار الألاعيب السياسية اللبنانيةquot;.

هل يحتاج جعجع الى تلك الرواية لكي يعزز شعبيته؟ يجيب هاشم:quot; قد تكون اسلوبًا أو وسيلة لطالما اعتاد عليها اللبنانيون لاستدرار العطف وتحويل الانظار وتأجيج المشاعر، ولكن اكرر لننتظر اولاً واخيرًا، قبل أن نحدد ونوجه الاتهامات وقبل أن نبعد الامور عن نصابهاquot;.

عن توجيه جعجع اتهامات داخلية كان يشكك فيها من كان يقصد برأيكم؟ يجيب هاشم:quot; اعتدنا منذ العام 2005 حتى اليوم على هذه الاتهامات، وهي مسبقة، وكأن ما حصل مقصود، لتحويل هذه القضية الى المحكمة الدولية، وهذا يزيد الشكوك في ما حصل، وكأن هناك من دبَّر ما حصل من اجل تصويب الانظار وتحريك الامور باتجاهات أخرى على هذا المستوى من المستويات السياسية الداخلية وعلاقاتها بالخارج، فالاتهامات المسبقة، التي تطلق جزافًا اعتدنا عليها، امام كل حادثة، وكل قضية، وما اكثرها في هذا البلدquot;.