تحدث الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك عن قمة بغداد الأخيرة، فاعتبر أنها تشكل رد اعتبار للعراق، والمهم اليوم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وخصوصًا اقتراحات أنان، وأكد أن لبنان يتأثر حتمًا بنتائج هذه القمة ولا يستطيع النأي بنفسه لأنه يبقى في عين العاصفة السورية.


بيروت: اختتم مؤتمر القمة العربية أمس أعماله في بغداد بدعوة الرئيس السوري بشار الأسد الى تنفيذ عاجل وفوري لخطة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان، مع تأكيد رفض التدخل الخارجي لحل أزمتها وإعلان إرسال مبعوثين عرب ودوليين الى سوريا لتنفيذ خطة أنان.

وتبنّى المؤتمر نتائج الربيع العربي مرحبًا بالتطورات الديمقراطية في دوله.

يقول الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك لـ quot;إيلافquot; إن قمة بغداد هي قمة الضرورة، وليس بالامكان أفضل مما كان، باعتبار أن الوضع العربي بشكل عام لا يبعث على الارتياح، ويضيف: quot;كانت هذه القمة بالنسبة للعراق رد اعتبار عربي له، فقد حضرها بعض الزعماء العرب وليس كلهمquot;. من جانب آخر، يتابع مالك: quot;الارهاب الذي سيطر على الوضع في العراق، منذ سنوات عدة، ترك أثره وبصماته على القمة، بمعنى أن القمة استمرت لبضع ساعات، فقط كأنها عملية اثبات وجود، لا غيرquot;. اما من ناحية المبدأ فيمكن القول، إن التضامن العربي يحتاج إلى اكثر من قمة، بسبب التغيّرات والتحولات الاساسية التي طرأت.

خلال هذا العام، مع تأخر انعقاد القمة عاماً كاملاً، حصلت quot;ثوراتquot; واطاحت برؤساء كثيرين، ما مدى فاعلية هذه القمة في التأثير عما يجري اليوم في سوريا؟ يجيب مالك:quot; بكل تواضع لا اعتقد أن ما يجري في سوريا سيكون للقمة أي تأثير مباشر له، الا في اطار التمنيات، لأن الوضع خارج عن السيطرة عربيًا وحتى دوليًا، وعلينا أن ندرك أنه عندما تم quot;عزلquot; سوريا من الوضع العربي، كان سابقة لا مثيل لها على الإطلاق، لأن سوريا تقول إنها غير ملتزمة بأي قرار يمكن اتخاذه، الموضوع كله جُيِّر الى ما يسمى حاليًا بالمبادرة العربية والاممية التي قام بها كوفي أنان، لا يزال الوقت طويلاً كي يتم التمكن فعليًا وعمليًا الى أي اختراق للوضع القائم في سوريا، لكن فشل جميع الطروح والحلول يُمكّن دمشق من أن تأخذ نوعًا من المعنويات العالية، اذا جاز التعبير، وفشل الحلول الاخرى يجعلها تعتقد أن أي تأثير خارجي لن يكون له أثر فعلي، لكن على الدول العربية الاخذ فيالاعتبار أن عزل دولة عربية هو سابقة، ولا يجوز أن يحدث هذا الامر بصرف النظر عن كل الاعتبارات التي حتمت هذا الموضوع، ومن ثم الاقتراحات العربية هي دولية اكثر منها عربية. لذلك، أنان ماضٍ في مهمته، وهناك طرحان اساسيان، الاول :quot; الرجل أي بشار الاسد هو مشكلة وهو ايضًا رجل الحل، فريق آخر يقول إنه مشكلة ولا يجب التعاطي معه بهذا الواقع، وأعارض كل من يقول إن الازمة ستستمر اشهرًا قليلة، لان الفترة الزمنية لن تكون قصيرة، وطبعًا تبقى المفاجآت، لكن الوضع كما هو قائم الآن، انحصرت فيه المواجهات العسكرية في الفترة الاخيرة، وكان ظهور بشار الاسد في بابا عمرو بالذات، يشكل رمزية للصدامات المسلحة بين الجيش والاطراف الاخرى، موسكو وبكين اقاما الفيتو الروسي والصيني وقدما نوعًا من غطاء أو مظلة الى النظام في سوريا، لأن هذا الامر لم يعد سيحل الا بمبادرة من روسيا والصين، وإن كان على الاسرة الدولية أن تقدم على أي حل، فلن يكون ذلك الا باعطاء دور اساسي لروسيا.

ولم يعد الحل عربيًا فقط، أو مدولاً، هناك أمر اساسي، كوفي أنان هو مندوب من قبل الجامعة العربية والامم المتحدة، هو تصور جديد أن الامور سيطرأ عليها بعض المفاجآت، ولكن لن يعني ذلك أنه بين ليلة وضحاها سوف يغادر بشار الاسد.

بالنسبة للنقاط التي طرحها كوفي أنان وقبل بها الرئيس السوري بشار الاسد، هذه الخطة هل سيتم تنفيذها؟ يجيب مالك:quot; من خلال التجارب، النظام السوري يحاول أن يوحي أنه متجاوب مع كل الطروحات المقدمة، لكن في حقيقة الامر لديه حل وحيد وهو الاصرار عسكريًا، والحل الامني هو في الوقت الحاضر كانت له الغلبة، لكن الوضع ليس نهائيًا على الاطلاق، وباعتبار أن الحل الدولي ليس له من فاعلية تذكر، هو نوع من تمن، ونلاحظ تحول الموقف الاميركي تجاه سوريا، وهناك تصور جديد في المنطقة، والامر يحتاج الى مشاورات، يتحدثون عن عودة روسيا من البوابة السورية العريضة.

اذا اعتبرنا أن هذه القمة نجحت، ما مدى انعكاس نجاحها على المنطقة ككل ولبنان تحديدًا؟ يجيب مالك:quot; طبعًا لبنان عليه أن يتنبه لقراءة التطورات في سوريا، مهما كانت النتائج التي انتهت اليها القمة العربية،لأنه يتأثر ايجابًا أو سلبًا، بمعنى، لا يكفي لبنان أن يقول إنه ينأى بنفسه عما يجري، هذا تعبير دبلوماسي ليس اكثر ولا اقل،فهو في عين العاصفة السورية، واستمرارية النظام في سوريا ستعطي نوعًا من القوة للمتعاطفين مع سوريا والنظام السوري، وفي حال لم يحصل ذلك على لبنان أن يتنبه كثيرًا، لأن مضاعفات أي فريق يمكن أن تحدث quot;تحولاتquot; في لبنان،كونه أول المتأثرين، وعليه أن يراقب، ولا يكفي أن يقول quot;أنا أنأى بنفسيquot;، لأن هناك بعض الافرقاء يريد أن يورط لبنان من حيث لا يدري.