يرى البعض أن ما قام به النائب سامي الجميل بطرح الثقة بالحكومة، أعاد الاعتبار اليها من جديد، بينما يعتبر البعض الآخر ان هذه الخطوة سجلت موقفًا ايجابيًا للجميل من قبل الفريق الآخر، في حين ترى المعارضة أن الجميل اعاد اليوم الحياة الى جثة الحكومة الهامدة.


بيروت: إصرار النائب سامي الجميل على طرح الثقة بالحكومة على الرغم من معرفته المسبقة بنتيجة طلبه، أعاد رسم معادلة الأحجام والأوزان داخل المجلس النيابي، ومع حصول الحكومة على 63 صوتًا مؤيدًا مقابل ثلاثة نواب حجبوا الثقة فقط وهم نواب quot;الكتائبquot; إثر خروج نواب quot;14 آذار/مارسquot; من القاعدة، هذا المشهد اعتبره البعض انه قد يشير ربما الى ان الجميل يريد ان يغرد في المستقبل خارج سرب المعارضة.

يرى النائب السابق فارس سعيد ( 14 آذار/مارس) في حديثه لquot;إيلافquot;أنّ ما قام به سامي الجميل بالطلب بطرح الثقة بالحكومة ليس مهمًا، ويضيف:quot; والتعليق عليه ليس مهمًا، الكل يدرك ماذا جرى وكان من الممكن ان نتجنب ان تستعيد هذه الحكومة ثقتها، وبالتالي لم نتجنب هذا الموضوع، المهم هو التقييم العام لجلسات المناقشة، فقد برز أن موضوع الانهيار الحتمي للنظام السوري انعكس على مداخلات النواب وعبر حزب الله، بلسان حسن فضل الله بان هذا السلاح لا يمزح، وعبر عون بالقول إنه يخاف من أمة المستقبل، وسامي الجميل تكلم عن اعادة النظر باتفاق الطائف، واعتقد أن هذه هي المشاكل الأساسية التي برزت خلال جلسات المناقشة والتي تنذر بأن لبنان مقبل على مرحلة جديدة، وانعكاس النظام السوري في لبنان، يضع بعض الأفرقاء السياسيين في حالة من الرعب، ويجعلهم يتكلمون من خارج الدستور، ومن خارج المصالحة الوطنية التي كرست في العام 2005، بداية سلاح حزب الله يجب أن يخضع كسائر سلاح الميليشيات في لبنان، الى منطق اتفاق الطائف، المنطق الذي تكلم به عون عن أمة المستقبل وخوفه من بروز تبدل في موازين القوى الداخلية في لبنان، نحن نؤكد أن المصالحة الوطنية حصلت اولاً من خلال اتفاق الطائف، وثانيًا من خلال 14 آذار/مارس 2005 الذي كان انصهارًا وطنيًا اثر استشهاد رفيق الحريري، ومصالحة اسلامية مسيحية كبيرة، ولا داعي للخوف او التخوف من بروز تبدل في موازين القوى، وهذه المصالحة الوطنية يلزمها ايضًا اتفاق الطائف، ويضيف:quot; اما سامي الجميل وما قاله عن حياد لبنان والتنوع واللامركزية، بموضوع حياد لبنان، نحن موقفنا واضح، وداعم للثورة السورية ضد الطاغي ونظام بشار الاسد، بموضوع التنوع اللبناني، هذا موقف بصلب ثقافتنا السياسية، وبموضوع اللامركزية الادارية هذا من صلب اتفاق الطائف، فلا داعي للخروج واعطاء الايحاء ان هناك من يريد الخروج من اتفاق الطائف في هذه اللحظة.

ويضيف سعيد:quot; الموضوع مع سامي الجميل ليس موضوع تنسيق، ولا تنظيم او ادارة، بل موضوع موقف، لماذا نريد ان نعطي حياة لجثة ميتة، لماذا الاصرار على جلسة الثقة من اجل ان تنال هذه الحكومة 63 صوتًا، وان يستدعي رئيس المجلس النيابي نبيه بري الاحتياط من منازلهم، مثل ميشال عون وسليمان فرنجية وطلال ارسلان، ما هي الفائدة الاساسية من اعادة اعطاء حكومة اصبحت جثة هامدة، حياة من جديد حتى تأكل الكنافة البارحة في مجلس الوزراء، ما هي الجدوى؟ ان كان تسجيل موقف، قد سجل من قبل النائب سامي الجميل ولكن من دون نتائج سياسية بل بالعكس، النتائج اتت بعكس ما كانت تريده 14 آذار/مارس، اي ان تخرج الحكومة بصورة هزيلة نتيجة مداخلات النواب، خرجت متمتعة بشرعية نيابية مجددة.

اما هل يمكن القول ان النائب سامي الجميل من خلال ما طلبه من طرح الثقة بالحكومة اصبح يغرد خارج سرب 14 آذار/مارس؟ فيجيب سعيد :quot; هذا امر يُسأل لسامي الجميلquot;.

اما اعطاء الثقة للحكومة من جديد وهل يظهر ان المعارضة تريد فقط اطلاق السهام على الحكومة من دون الاستغناء عنها، فيجيب سعيد:quot; هذه الحكومة باقية بسبب عجزين، عجز 14 آذار/مارس عن إسقاطها، وعجز 8 آذار/مارس عن استبدالها، وبالتالي ليست موضوع مزايدات، هذه الحكومة كلنا ندرك أنها اتت بقوة السلاح، وباقية بإرادة السلاح، وبالتالي الديمقراطية، مهما استخدمناها داخل او خارج المجلس لن تسقط هذه الحكومة.

الفريق الآخر

يقول النائب السابق اسماعيل سكرية لquot;إيلافquot; إن ما قام به سامي الجميل في طرح الثقة بالحكومة يشكل تعبيرًا عن ممارسة الديمقراطية، كما قال الجميل، ويرى سكرية انه تم تحميل الموضوع أكثر مما يستأهل، كل هذه النقاشات شكلت سياسة تنفيس، لا اكثر ولا اقل، من خلال فشة خلق في السياسة والمناكفات، وكلها حسابات ضيقة، وحتى الحديث عن ملفات الفساد، لا يحمل صدقية، مع عدم وجود تراكم فقط يستخدم في السياسة في وقته وآنيًا، ويبني لمشروع انتخابي، واستعراض امام الناخبين، وخطوة الجميل، هي للممارسة الديمقراطية، وتحويلها اكثر من ذلك لا يجوز، فالجرعة تظهر بإنتاجية الحكومة ونقطة على السطر.

ويعتبر سكرية ان حزب الكتائب لديه الحيز الخاص وله هامشه في الكثير من المواقف، ونلاحظ انها ليست مندرجة 100% مع قوى 14 آذار/مارس.

ويؤكد سكرية ان اعطاء الحكومة الثقة بهذا الشكل يظهر ان المعارضة فقط تلقي بسهامها على الحكومة ولا تريد الاستغناء عنها بشكل نهائي، فالمعارضة تريد فقط تهشيم الحكومة وتخشى البديل لانها تعرف ألا وجود له، حتى لو سقطت الحكومة فهي اي المعارضة تخشى الفلتان، من هنا لم تطرح الثقة، وانما تطلق السهام على الحكومة من اجل الحصول على اصوات اكثر في الانتخابات النيابية. اما كل الفضائح الكبيرة والانتهاكات فالمواطن لم يشهد سوى صراعات متلفزة.