تواجه طليعة المراقبين الدوليين في دمشق سهام الانتقادات بعدم جدواها أو فاعليتها، رغم ذلك يرى الكاتب والمفكر اللبناني رضوان السيد أن عملها سيكون أفضل من عمل المراقبين العرب، إلا أنها لن تتوصل الى نتيجة وسيذهب النظام السوري الى النهاية لأنه لا يحتمل التغيير.


بيروت: يقول الكاتب والمفكر اللبناني رضوان السيد لquot;إيلافquot; إنه لا شك أنّ بعثة المراقبين الدوليين مختلفة جوهريًا عن بعثة المراقبين العرب، فهذه أتت نتيجة قرار صادر عن مجلس الأمن من جهة، ثم إنها تمثل نوعًا من التوازن الدولي، حيث روسيا شريكة في ذلك هي والصين، ولذلك لا شك في أن في هذا تدويلاً للأزمة السورية من جهة، ومن جهة اخرى انها بالفعل تقصد ايجاد حل سلمي للمسألة السورية، ان امكن ذلك، ففرصها من حيث انها تمثل توازنًا دوليًا جديدًا، هي افضل بكثير من السابق، إنما برأيي النظام لا يستطيع التجاوب معها، فالنظام، وايران معتمدان على ان الاميركيين لا يريدون حربًا في المنطقة، ولا يريدون تغييرًا جذريًا في المشرق العربي على حدود اسرائيل، وبالذات قبل الانتخابات الاميركية، ويعتمدون على ان المجتمع الدولي بزعامة اميركا وروسيا، يريد أن يعمل مهادنة في العام مع ايران، ويعتقد السوريون انهم يستطيعون الاستفادة من ذلك، في كل الأحوال، سواء مشت مبادرة أنان التي تستلزم بعد وقف العنف، البدء بخطوات سياسية، او لم تمش لأن النظام لا يستطيع ان يحتمل المضي بها، هو لا يريد لا تغييرا سلميا، او عنيفا، في كل الاحوال اظن ان الازمة السورية ستزداد احتدامًا وعنفًا وفي وقت قصير لا يتعدى الشهر الواحد.

ويضيف السيد:quot;اتوقع استمرار العنف في سوريا، وألا تفلح المبادرة رغم انها دولية وجدية، النظام السوري لا يستطيع احتمال التغيير لا السلمي ولا العنفي، وسيذهب الى النهاية، في حربه الابادية، والآخرون سيضطرون من اجل الدفاع عن انفسهم ونصرة الثورة ان ينظموا انفسهم أكثر، وان يعطوا انفسهم وقتًا طويلاً ينتهي بسقوط النظام، انما بتكلفة عالية لسوريا.

عن حل آخر بديل عن العنف لحل الأزمة في سوريا، يقول السيد:quot; الآن مبعوث الامم المتحدة كوفي انان يعرض حلاً حقيقيًا، ويؤدي الى حل تدريجي، يسقط النظام في آخره ويتغير الرئيس وليس في اوله، لكن النظام لا يستطيع لانه لا يستطيع ان يتغير، ولا يريد أن تتفكك تلك السلطة لصالح اخرى ديمقراطية منتخبة، ماذا يبقى له؟، لذلك يخوض حربًا انتحارية لكنه وضع نفسه في أجواء وعقلية انه بهذا الانتحار هناك امكانية مهما كانت نسبتها ضئيلة جدًا في النجاة، ومن جهة اخرى ايران لا تزال تحرّضه على ذلك، ومن مصلحتها استخدام كل اوراقها للوصول الى بداية حل لمسألتها النووية، وينهي عنها الحصار، لذلك تضغط من خلال الوضع في العراق، وفي سوريا ولبنان والبحرين، في كل هذه الاتجاهات كي يلجأ المجتمع الدولي الى حل معها وتنازلات.

الوضع محليًا

محليًا هل تتوقع ان تلقى الازمة في سوريا صداها في لبنان؟ يجيب السيد:quot; لا تزال الحكومة اللبنانية الحالية مفيدة لحزب الله، وللنظام السوري، ولذلك، يقاومون محاولات المعارضة لإسقاطها، والآن هناك جلسات مناقشة الحكومة، وستستمر لثلاثة ايام، وستزداد فيها الحكومة تفككًا وبهدلة لانها فاشلة في الحقيقة في كل الملفات، المحلية والوطنية والعربية العامة، في سياستها الداخلية تجاه الخدمات والملف المالي الكبير، او تجاه الازمة السورية، انمالا تزال تخدم النظام السوري وحزب الله، فهي سترة له، ويسيطر حزب الله على كل الاجهزة والمفاصل، ثم ان الجنرال ميشال عون يطغى ويبغي كما يشاء.

لذلك مهما تبهدلت الحكومة ومهما فشلت، فليس في الافق المنظور امكانية لاسقاطها الا اذا تغيرت الظروف، بمعنى الملف السوري يتسارع من جهة، ومن جهة اخرى يزداد التوتر في المنطقة، انما بضغوط ايرانية او اسرائيلية، او اميركية، وهذا كله لا اراه الآن حاضرًا، من حيث الانهيار السريع للنظام السوري ولا من حيث دخول المنطقة في توتر نتيجة فشل المفاوضات الدولية الايرانية على النووي، لانها نجحت نصف نجاح يوم الاحد والاثنين الماضيين.

عن محاولات الاغتيال التي يشهدها لبنان ومدى علاقة ذلك بالازمة السورية، يقول السيد:quot; يمكن تفسير محاولات الاغتيال هذه باحد الامرين او الامرين معًا:quot; انها تشبه ما حصل بعد عام 2005، حينما بدا ان 14 آذار/مارس في صعود، وان المحور الايراني السوري ازدادت مشكلاته واوشك ان يفقد لبنان، فلجأوا الى هذه الطريقة لإخماد هذه الحركة الاحتجاجية الكبرى والدعوة الى الاستقلال، انما يمكن فهمه ايضًا بالمجابهة الجارية في المنطقة بين المجتمع الدولي والايرانيين من جهة، وبين العرب وايران من جهة اخرى، بمعنى انه من ضمن الضغوط التي يمارسونها في سوريا والعراق والبحرين، ايضًا عادوا يمارسون ضغوطًا في لبنان رغم استيلائهم على الحكومة.