بدت الأسواق عشية الأعياد في لبنان خالية من الزبائن بسبب الضائقة الاقتصادية والأوضاع الأمنية التي تحيط بالبلد، وحتى بعض الاخبار الداخلية التي تشل المواطن وتجعله اكثر حرصًا على عدم المجازفة وصرف امواله الا على الأمور الضرورية.


بيروت: المتجول في أسواق بيروت عشية عيد الفصح، لا بد له من ان يلاحظ الحركة الخفيفة فيها، والسبب بحسب الاشخاص الذين التقتهم ايلاف يعود الى أجواء المنطقة المحيطة، والامن الداخلي وحتى البعض ذهب الى الحديث عن الامن الغذائي الذي يجعل المواطن اكثر قلقًا واقل حماسة لشراء المواد الغذائية.

يرى حبيب حلو ان هناك جمودًا اقتصاديًا كبيرًا جدًا، والقوة الشرائية لليرة تدنت، والمتطلبات الحياتية زادت، والوضع الاقتصادي بشكل عام والحرب في سوريا اثرت كثيرًافي لبنان.

ويضيف:quot; الخسائر بدأت تظهر عند التجار، لان هناك مؤسسات وشركات كثيرة بدأت تتخلى عن جزء كبير من الموظفين، ومؤسسات وشركات بدأت تفاوض على طريقة تقديم المعاشات للموظفين.

يعتبر رضوان نصرالله ان ما كان يريد شراءه في السابق لم يقم به، واليوم هناك عملية تقشف، وتخفيض في المشتريات الاساسية، ونشتري فقط الضروري للاولاد.

ويرى انه من الصعب جدًا ان يتحسن الوضع، ويعود اللبناني الى الشراء كما في السابق، لان الأزمة عالمية، وبالاضافة الى وجود حرب استنزاف في جوارنا، وهذا يشكل المتنفس الوحيد للشرق الاوسط من خلال سوريا، وفي الاحوال العادية كان لدينا الكثير من الاخوان العرب الذين يقصدون لبنان، وبوجود الحرب في سوريا، اصبح لديهم نوع من الخوف، لان هناك ايضًا على الاراضي اللبنانية مجموعات مسلحة، ان كانت موالية او معارضة وهي تؤثر سلبًافي الوضع الاقتصادي لان كل يوم نسمع quot;خبريةquot;، والامن ليس مضبوطًا مئة بالمئة على الاراضي اللبنانية، ولا نعرف من قام بالعملية، ربما معارض او موال او اشخاص مستفيدون مما يجري.

موريس عون يؤكد ان ما يجري حولنا من الحديث عن أمن غذائي هو سبب من الأسباب التي تدعو المواطن الى الحذر، وفي لبنان لا ندري متى ينفجر الوضع، من هنا نرى ان من يملك بعض المال، يبقيه، لان لا احد يعرف كيف تمر الازمة، اي الازمة الداخلية التي نمر فيها في لبنان، هي انعكاس للازمات الخارجية المرتبطة بنا، والاقتتال مجددًا للاسف على الاراضي اللبنانية، اي نقل الازمة من منطقة الى اخرى، ولا نزال ارضًا خصبة، في المخيمات وخارجها.

بول خوري يرى ان الامن الغذائي وتطوراته اعطى صورة قاتمة عن لبنان، لذلك اليوم لا حركة تجارية في اسواقه، والامن الغذائي موجود منذ اوائل الحرب حتى اليوم، وللاسف عندما تقوم الدولة اللبنانية بمعالجة هكذا امر، لا يتم ذلك كما يجري اليوم في الاعلام، بل على الارض، من خلال قوانين ضابطة وصارمة، للاسف، كل ما يكون هناك فترة راحة، او انفراج ما وعلى بداية كل موسم صيف، يقومون بخلق هذه الازمات، من أجل تخفيض عدد السياح وبالتالي خلق أزمات مالية في لبنان.

وللأسف، يضيف، رجالات السياسة في لبنان يساهمون في تدمير الاقتصاد اللبناني والسياحة التي هي اساس الاقتصاد.

رندلى جدعون تؤكد انها قصدت الاسواق التجارية بهدف quot;الفرجةquot; وليس التبضع، وكثيرات مثلها، تضيف:quot; لم اشتر شيئًا على الاطلاق هذا العام، لان الاسعار مرتفعة، وقيمة الليرة الشرائية انخفضت، لم يعد مدخولي المالي يسمح لي سوى بشراء المأكل والمشرب.

ريتا خويري ترى ان كل ما يحدث في لبنان من امن وعدم استقرار وحتى الحديث عن الامن الغذائي، كلها امور لا تشجع على الشراء، وتتساءل لماذا فطنوا اليوم التطرق لكل هذه المواضيع لا سيما الامن الغذائي، هل الامر مقصود لضرب لبنان سياحيًا، ولا نفهم السبب، وما هي الخطوات التي تمت لمكافحة ذلك، فقط في الاعلام تم تداول الامر، ولو كنت سائحًا اجنبيًا او عربيًا او حتى مغتربًا لما قصدت لبنان، خصوصًا مع الحديث عن الامن الغذائي المضطرب في لبنان.