يناقش مجلس الوزراء اللبناني للمرة الأولى جديًا حق اقتراع المغتربين، الذي أقر عام 2008، رغم ذلك يرى الكثيرون أن لا نية جدية لدى وزارة الخارجية بإيلاء الموضوع الاهتمام الكامل، لأن المغترب بالنسبة إليها دجاجة تبيض ذهبًا ولا نية بإشراكه في الحياة السياسية.


بيروت: حرص رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان على أن يكون موضوع اشراك المغتربين بانتخابات 2013 النيابية بندًا أساسيًا على جدول أعمال مجلس الوزراء في جلسته التي سيعقدها اليوم في قصر بعبدا، حيث ينتظر أن يتم البحث في الآلية التي سيصار إلى اعتمادها لوضع المشروع موضع التنفيذ بإشراف وزارة الخارجية، من أجل إشراك المغتربين في هذا الاستحقاق.

والسؤال الذي يطرح اليوم، هل يمكن لمجلس الوزراء أن يحسم أمره ويتخذ القرار بالموافقة على طلب وزارة الخارجية فتح الباب أمام المغتربين للاقتراع في الـ2013، وبالتالي اتخاذ الإجراءات والتدابير الآيلة إلى تجاوز العقبات التي قد تحول دون إنجاز المشروع في موعده؟

يرى النائب عاطف مجدلاني ( تيار المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن العقبات امام ملف اقرار اشراك المغتربين في الانتخابات النيابية، هي عدم وجود ارادة لإشراكهم، من قبل وزارة الخارجية، وهم يبحثون بالوقت الضائع، ولا نية عند الحكومة القيام بأي جهد لتسمح للمغتربين بالمشاركة.

ويعتبر مجدلاني أن موضوع مشاركة المغتربين بالانتخابات مطلب عند الجميع، خصوصًا عند المسيحيين ولكن ليس للاستقواء على بعضنا البعض، والسؤال هل المغترب له الحق أن يشارك بالحياة السياسية مع الوطن، نريد أن يشعر هذا المغترب أنه قريب من لبنان وهذا الأخير قريب منه ايضًا، وأن المسؤولين عن وطنه الأم يهمهم أمره، ويريدون التقرب منه، ويرون أحواله، ولكن عندما تطلع بعض الاصوات بنغمات كهذه، معنى ذلك أن هذه الجهة داخل السلطة، لا تريد الاهتمام بالمغترب وبكل اللبنانيين.

ويؤكد مجدلاني أن السلطة تستفيد اليوم من عدم اقرار ملف تصويت المغتربين، وهي لا تريد للمغتربين حق الاقتراع، والمشاركة بالانتخابات.

ولا يتم النظر الى المغترب اليوم لجهة حقوقه السياسية وهو فقط كدجاجة تبيض ذهبًا بمعنى أننا كلبنانيين نستفيد منه اقتصاديًا، من خلال تحويل مليارات الدولارات لا اكثر ولا اقل، وغير مطلوب من لبنان كما هي الحال اليوم، أي شيء لجهة المغترب.

ويرى مجدلاني أنه لا يملك احصاءات اذا ما كان الاغتراب سيصوت بمجمله لرموز ثورة الارز، ولكن quot;اعتقد أن هناك لبنانيين من جميع الفئات والآراء السياسية، والموضوع المبدئي هو هل نريد للمغترب اللبناني المشاركة بالحياة السياسية ام لا؟

ابي نصر

النائب نعمة الله ابي نصر ( التيار العوني) الذي كانت له مساهماته في ضرورة اقرار مشاركة المغترب في الحياة السياسية يعتبر في حديثه لـquot;إيلافquot; أن العقبة تكمن في وزارة الخارجية بدءًا بمديرها العام، ووزيرها، اللذين لا يريدان اقامة انتخابات واشراك المغتربين، وهذا قرار متخذ سابقًا، وتمت عرقلة القانون، ولكنه بالنتيجة صدر.

ويضيف ابي نصر:quot; طُلب من وزارة الخارجية خلال عام 2009 تجهيز آلية لم تقم بذلك، ولم تروج للموضوع، ولم تضع آلية تتناول الامور اللوجستية والاعلامية، ولديها موقف ضد ذلك، لماذا؟ لا نعرف، بالنسبة لها الاغتراب فقط للّم العائدات أو بالأحرى التبرعات من المغتربين خصوصًا في أفريقيا، بكل أسف لا نية لوزارة الخارجية باقرار هذا القانون، هل يعقل أن في فرنسا هناك شخصاً واحداً يريد أن يقترع من المغتربين، هذه وقاحة، لم يقوموا بتبليغ المغتربين، ولم يشرعوا بالقيام بدعاية للتسجيل، ولم يجهزوا السفارات ابدًا.

اما هل سيتم بحث الامر جديًا اليوم في مجلس الوزراء لإيجاد مخارج وحلول؟ فيجيب ابي نصر:quot; اذا حضر الوزير وقال إنه لا يوجد سوى 3 آلاف مغترب في كل العالم يريدون الاقتراع في السفارات، فالامر لا quot;يحرزquot; برأي الجميع، وسوف يتنصلون من دفع المصاريف والتكاليف، لا نية لديهم باشراك المغترب في الحياة السياسية، هذه الوزارة تهتم بكل الامور ما عدا موضوع الاغترابquot;.

ويضيف ابي نصر:quot; علينا تشويق المغترب للاقتراع، ولن يقوم بالمباردة بنفسه - وهذا العمل لم تقم به الجهات اللبنانية- لأنهسيتكلف، ولن يسعى الى ذلك الا من خلال الدعايةquot;.

ويرى ابي نصر أن المغترب لا يمكن رشوته بسهولة من هنا لا حماس لاقتراعه، اما عندما يبعثون له بالبطاقة ويأتون به الى هنا فيستطيعون رشوته والتحكم بالتالي بالانتخابات.

كيف يمكن اعادة اشراك المغتربين بالحياة السياسية؟ يرى ابي نصر لن يتحقق ذلك الا بتغيير اسلوب وزارة الخارجية.