ماذا لو سقط النظام في سوريا ما مصير حزب الله في لبنان؟ مع العلم أن سقوط النظام في سوريا لا يشبه ابدًا ما حصل في مصر وليبيا واليمن نظرًا لارتباط هذا النظام بأنظمة وأحزاب أخرى منها حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين.


بيروت: نُقل عن مقربين من رئيس جبهة النضال الوطني، النائب وليد جنبلاط، تأكيده أنه لن يغدر بالمقاومة ولن يطعنها في ظهرها اذا رحل نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وأنه لن يستقوي بأي تحول من هذا النوع للانقضاض على سلاح حزب الله، والسؤال الذي يطرح ماذا لو سقط النظام في سوريا، ما مصير حزب الله في لبنان؟ يعتبر الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك أن كل الرهانات التي وضعتها الدول الغربية في ما يتعلق بالنظام في سوريا، كلها سقطت، ويقول: quot; نتذكر كيف أن الرئيس الاميركي باراك اوباما كان يردد في كل يوم أن الرئيس السوري بشار الاسد فقد شرعيته، كان الغرب الاوروبي ايضًا يكرر الشعارات ذاتها، انما الآن بعد مرور 15 شهرًا، النظام لا يزال موجودًا، رغم الاثمان الباهظة التي تكلفه. واللجوء الى التدابير الأخيرة، أي ابعاد الدبلوماسيين السوريين quot; اعتبر بكل صراحة أنه محاولة ارباك لدى الدول الغربية، لأنها لم تفلح، وهي عملية لن تؤثر كثيرًا على سوريا، وبفترة أزمات وحروب العلاقات الدبلوماسية يجب أن تستمر، مقابل فشل الدول الغربية،الذي جعلها تلجأ الى ما ظنت أن بامكانه أن يؤدي الى عزلة النظام السوري، وهذا صحيح من حيث المبدأ. اما من حيث التطبيق، فقد انقضى الوقت الذي كانالرهان فيهعلى اسقاط بشار الاسد محتملاً، أي بعد مرور 15 شهرًا، الآن وصل الوضع في سوريا الى انعدام الحلول فيها، لا النظام قادر على حسم الامر لصالحه ولا المعارضة أو quot;المعارضاتquot; استطاعت أن تكسب ثقة الغرب الاميركي والاوروبي لدعمها في كل الوسائل لتقويض النظام، وحيال انعدام الحلول، وفشل كل الرهانات، على كل من يريد التعاطي مع الازمة في سوريا أن يعيد دراسة رهاناته، بعد اكبر عملية خلط اوراق تمكن النظام بشتى الوسائل وحتى بأرقام مخيفة من الضحايا أن يستمر.

السؤال عن المستقبل بالنسبة للنظام السوري، يتابع مالك: quot; في تقديري أن النظام ما زال حتى الآن quot;ممسكًاquot; بالوضع الداخلي بغض النظر عن الخسائر اليومية، الامر الثاني quot;المعارضاتquot; السورية بين الداخل منها والخارج، لم تنجح في تجميع اهدافها لتشكيل قوة وازنة للضغط على بشار الاسد، الوضع الآن ينتقل من سيىء الى أسوأ، ومجزرة الحولة أوجدت أزمة مستفحلة بين النظام والعالم الخارجيquot;.

حزب الله ومصيره

ماذا لو سقط النظام السوري ما هو مصير حزب الله في لبنان وأي سيناريوهات متوقعة لحزب الله ؟ يجيب مالك:quot; السؤال افتراضي، اذا سقط النظام في سوريا لن يكون كما حدث في مصر أو ليبيا أو اليمن، سوريا لها خصوصية معينة، باعتبار أنها لا تمثل نفسها فقط، وانما ايضًاالتحالفات التي بناها النظام في سوريا خلال السنوات الماضية، باتجاه ايران من جهة، واحزاب مثل حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين وبعض الثوار في العراق من جهة أخرى، أي تغيير جذري في سوريا يؤثر على مجموعة تحالفات عقدها هذا النظام ونحن نتكلم في هذه الحالة عن تغييرات جذرية تتخطى مساحة سوريا، الانظمة والاحزاب المتحالفة مع سوريا سوف تتأثر بالتأكيد بشكل نهائي وقاس اذا حدث تغيير في سورياquot;. ويتابع مالك:quot; لا اتصور أي تغيير للنظام، ليس لأنه مهم، بل لأن هناك مخططات يجري تنفيذها الآن، واذا لم يتمكن بشار الاسد من أن يحكم كل سوريا كما هو الآن، فإنه سيتم التقسيم وسيحكم سوريا الصغرى، هذا من الناحية التحليلية وليست تمنيات على الاطلاق، ولكن مرت الظروف التي كان بامكان أن تحدث متغيّرات، من دون أن يغيب عن بالنا أن الفيتو الصيني يضاف اليه الروسي يشكل مظلة كبيرة للنظام أن يستمر.

لا يمكن أن نحصل على حل في الوضع السوري الا من خلال صفقة بين روسيا والغرب الاميركي والاوروبي.

جنبلاط وحزب الله

رئيس الحزب الاشتراكي في لبنان، النائب وليد جنبلاط، صرح أنه في حال سقط النظام في سوريا، لن يرتد على حزب الله، كيف تتوقع في حال سقط النظام في سوريا أن يكون موقف الفريق الآخر من حزب الله؟ يجيب مالك :quot;اعتدنا مع جنبلاط على اتخاذ مواقف متعارضة من حين الى آخر، وأن يبرر دائمًا المواقف التي يلجأ اليها، وتصريحه الأخير فرّق فيه جنبلاط بين البعد الاقليمي والداخلي، هو انقلب اليوم على النظام لكنه يعلم أن الحليف الداخلي أي حزب الله لا يجوز أن تتأثر العلاقة معه بسبب النظام السوري.

ويبرر جنبلاط أن النظام السوري أمر خارجي وامتدادات حزب الله في الداخل، وحرص جنبلاط على طائفته ومنطقته، من هذا المنطلق يحرص على بناء علاقاته حتى لو اضطر الى أن يغيّر مواقفه بين يوم وآخر.

البعض اعتبر أن حزب الله سيضعف في حال سقط النظام السوري لكنه لن يزول، يوافق مالك على الموضوع ويعلل ذلك بأن حزب الله هو حزب غير عادي بمعنى أنه يعكس صورة مقاومة طويلة، ليس حزبًا ضيقًا وسيبقى له الدور القومي ليلعبه اذا ما ركّز على التعاطي كقوة مقاومة ضد اسرائيل وليس الانكفاء الى زواريب السياسة اللبنانية، كما حدث في 7 أيار/مايو الشهير.