انتقل التوتر بالأمس الى المخيمات الفلسطينية بدءًا من نهر البارد وصولاً الى عين الحلوة، ومن اسباب هذا التوتر عوامل أمنية واجتماعية كثيرة، لعل ابرزها عدم وجود مرجعية فلسطينية واحدة تتباحث بمختلف مشاكلها مع الجانب اللبناني.


بيروت: انتفضت المخيمات الفلسطينية، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، مبدئيًا. عبّر أهلها عن امتعاضهم بعد مقتل شاب في مخيم نهر البارد أمس، خلال تشييع شاب قتل قبل أيام برصاص الجيش في المخيم ذاته. وفي خلفية التحركات، غضب من ممارسات الجيش على مداخل البارد، ولا سيما سياسة التوقيف على الحواجز وتفتيش جميع المارين، ومنع من لا يملك تصريحاً من دخول المخيم.

جندي لبناني يتلقى العلاج بعد اصابته في الاشتباكات مع الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان

في هذا الصدد، يرى معن بشور ( المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية) أن توقيت الاضطرابات في نهر البارد وصولاً الى عين الحلوة لا يمكن تحديد اسبابه سوى أن هناك حادثة حصلت، مع وجود احتقان في المخيمات يعود الى أسباب عديدة، بعضها يرتبط باهمال الجوانب الحياتية والانسانية، للفلسطينيين في لبنان، وهذا ما نبَّه اليه الكثيرون منذ فترة طويلة، ثم هناك مشكلة مستمرة في نهر البارد، منذ ما تعرض المخيم الى ما تعرض اليه، عام 2007، ويشعر اهله أنهم دفعوا ثمنًا كبيرًا جراء ماحصلوهمليسوا مسؤولين عنه، ولم تجرِ معاملتهم، كجماعة منكوبة، ينبغي الاسراع في حل مشاكلها، فكل شيء جرى ببطء شديد، في ما كان التعاطي الامني معهم يتصرف على اساس أنهم جميعًا متهمون، بما جرى في المخيم، من اعتداء آثم على الجيش اللبناني. من دون شك، يضيف بشورquot;أن غياب مرجعية واحدة للفلسطينيين في لبنان، وانعكاس حال الانقسام السياسي عليهم، جعلا المخيمات عمليًا من دون قيادة قادرة على أن تحاور السلطة اللبنانية، لحل كل المشاكل القائمة، وعلينا أن نتذكر أن مخيم نهر البارد في الشمال ويقع في منطقة تعيش توترات منذ اشهر طويلة، واعتقد أن هذه التوترات تنعكس من دون شك على حال المخيم، كما على حال الجيش نفسه، الذي يواجه هجمة شرسة على كل المستويات، هنا يجب الا نستبعد وجود عناصر لها مصلحة في توتير الاجواء، وربما تريد أن تثأر لما جرى لتنظيمات معينة في ظروف سابقة.

انفجار كامل

كل هذه الاضطرابات هل يُخشى منها أن ينفجر الوضع كليًا في لبنان؟ يجيب بشور:quot; انا من الذين يعتقدون أن الوضع في لبنان بشكل عام،لا يزال تحت السيطرة، وأن أي مشكلة تبرز هنا أو هناك، يمكن معالجتها، لأن كل الاطراف المعنية بالوضع اللبناني، داخلية ام خارجية، متفقة على عدم تفجير الاوضاع في لبنان، ولكل واحد في هذا الاطار سببه، لذلك اعتقد أن الانفجار الشامل يحتاج الى جهات ترعاه وتغذيه وتسعى اليه، ولا اعتقد أن هذا الامر متوفر في الوقت الحاضر، لذلك اعتقد، أن وعي السلطات اللبنانية من جهة، واحساس الفلسطينيين بالمسؤولية والمخاطر الناجمة عن مثل هذا التفجير، ستجعل الامر تحت السيطرة بشكل عام دون أن نستبعد تفجيرًا هنا أو هناك، في هذا الاطار.

فعاليات للتهدئة

ما هو دور الفعاليات من الجهتين لتهدئة الوضع الامني في المخيمات؟ يجيب بشور:quot; لا شك أن الفعاليات الفلسطينية واللبنانية يجب أن تلعب دورًا مهمًا، وايضًا ينبغي على السلطات اللبنانية، الا تتعامل مع مسألة المخيمات تعاملاً أمنيًا بحتًا، بل ينبغي أن تستمع إلى المطالب المحقّة، وفي مقدمها معالجة آثار ما جرى في نهر البارد منذ سنوات، في صيدا تلعب الفعاليات اللبنانية والفلسطينية دورًا كبيرًا في تطويق أي حادث أمني، وأعتقد أن الامر نفسه ينبغي أن يجري في الشمال، وإن كنا نعتقد، انه بالاضافة الى مشكلة نهر البارد، هناك مشكلة في الشمال نفسه، ويجب الا ننسى أن تعبئة خطيرة تجري ضد الجيش اللبناني، وهذه التعبئة تتجلى بشكل خاص في الشمال، وهو أمر ايضًا يعقِّد المعالجة.