فيما يقود وزير الدفاع العراقي وكالة سعود الدليمي رحلات مكوكية بين بغداد والأنبار لتنفيذ مطالب المحتجين، يواجه نائب رئيس الوزراء القيادي في العراقية صالح المطلك فشلاً في محاولاته لمسك عصا التناحرات السياسية من وسطها بين قربه الرسمي للمالكي نائبًا له وغضب المتظاهرين في الأنبار المنادين باطلاق سراح المعتقلين الابرياء وتصحيح مسار العملية السياسية واتهامهم له بالتخلي عن طموحات ناخبيه في المحافظة.


أسامة مهدي من لندن، وكالات: ظلّ نائب رئيس الوزراء القيادي في العراقية صالح المطلك على مدى الاسبوع الماضي من تواصل تظاهرات واحتجاجات في محافظته الأنبار، التي سرعان ما توسعت بانضمام متعاطفين من محافظات أخرى، صامتًا يترقب تطور الأوضاع ونتائجها على أمل الخروج من الأزمة من دون خسارة موقعه الرسمي أو أصوات ناخبيه في الوقت نفسه.

لكن المطلك نائب المالكي لشؤون الخدمات ظهر فجأة أمس ليهاجم رئيس الوزراء ويتهمه بالمسؤولية عن الأوضاع المضطربة التي تشهدها البلاد ثم انتقل اليوم إلى ساحة المعتصمين في الرمادي في محاولة لمخاطبة المحتجين وتأكيد دعمه لمطالبهم لكنهم وعلى ما يبدو لم يستريحوا لحركته بصعود منصة الاعتصام لإلقاء كلمة والاعلان عن تأييد مطالب المحتجين فمنعوه من ذلك ورموه بالحجارة.

متظاهرو الانبار يعتدون على المطلك

اعتدى مئات المحتجين في الرمادي الذين يواصلون منذ اسبوع قطع الطريق الدولي الذي يصل بغداد بالاردن وسوريا، على نائب رئيس الوزراء السني صالح المطلك، ما استدعى تدخل الشرطة وادى الى اصابة شخصين على الاقل بجروح.

واندلعت الازمة الاخيرة على اثر اعتقال السلطات العراقية 150 شخصا من حمايات وزير المالية رافع العيساوي القيادي في القائمة العراقية بتهمة الارهاب، قبل ان تفرج عنهم وتبقي 11 في الاعتقال.

واصيب شخصان على الاقل بجروح بالرصاص اثر فتح الشرطة النار في الهواء لتفريق الحشود التي انقضت على المطلك، كما افاد مراسل فرانس برس وبينت صور الفيديو التي التقطها المصورون.

والرمادي عاصمة محافظة الانبار، ومعظم سكانها من السنة. وشهدت المحافظة منذ الاحد تظاهرات احتجاج على رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي.

وقطع المتظاهرون الطريق الدولي، مطالبين بالغاء قانون مكافحة الارهاب واطلاق سراح quot;الابرياء من السجونquot;.

وقال مراسل فرانس برس ان نائب رئيس الوزراء لشوؤن الخدمات صالح المطلك وصل الى تجمع المتظاهرين صباحا وصعد الى منصة الخطابات، لالقاء كلمة.

واضاف انه ما ان بدأ المطلك كلامه بالسلام ثم قال quot;اسمعوني ياشبابquot;، انطلقت صيحات من عدد من الحشد، quot;خائنquot;.

حينها بدأ المتظاهرون يقذفون زجاجات المياه والحجارة والاحذية تجاه المنصة، واجبرو المطلك على النزول منها واحاطوا به، ما دفع حمايته الى اطلاق النار في الهواء لتفريقهم.

واضاف المراسل ان الحشد اجبر المطلك على التوجه الى جهة عكس الجهة التي تقف فيها سيارات موكبه.

ويتزعم المطلك واصوله من الانبار جبهة الحوار الوطني وهي جزء من ائتلاف العراقية الذي يتزعمه اياد علاوي رئيس الوزراء الاسبق.

وقال مراسل فرانس برس ان المتظاهرين هرولوا خلف المطلك لمسافة كليومتر قبل ان تصل قوة من الشرطة الاتحادية التي قامت بدورها باطلاق النار بالهواء وانقاذ المطلك.

وانتزع المحتجون ربطة عنق المطلك الذي تعرض للكمة على فمه، واصيب بنزيف، وفق مراسل فرانس برس.

وقال متحدث باسم المطلك في بغداد انه سليم وهو في طريق عودته الى بغداد.

يأتي هذا الحادث بعد يوم من وصف المطلك تصريح rlm;المالكي الجمعة بأن الخلافات بين السياسيين جعلت العراق quot;مسخرةquot; بين دول العالم بالصائبة، لكنه حمله مسؤولية القسم الأكبر من تلك quot;المسخرةquot;. وقال المطلك إن quot;حديث رئيس الحكومة نوري المالكي الذي أكد أن rlm;خلافات السياسيين جعلت العراق مسخرة بين دول العالم صائبquot;، مستدركًا بالقول quot;لكن المالكي rlm;يتحمل المسؤولية الكبرى عن الخلل كونه جزءاً من هذه التركيبةquot;.rlm;

وأضاف أن quot;الخلافات السياسية تؤثر على عمل المؤسسات والوحدة الوطنية لكن رئيس مجلس rlm;الوزراء لديه قدرة وامكانية للتأثير على كل الامور اكثر من غيرهquot;، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الخلافات rlm;السياسية والتدخلات الخارجية وانتماء البعض وتعامله مع الأجنبي لها تأثيرات أيضًاquot;، كما قال لوكالة quot;المدى بريسquot;.rlm;

وإثر هذا التصريح فقد فتح النائب حسن السنيد رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية القيادي في ائتلاف المالكي النار على المطلك داعياً اياه تقديم اجابات شافية عن اسباب تردي الاوضاع الخدمية في البلاد باعتباره نائبًا لرئيس الوزراء لشؤون الخدمات.

ودعا السنيد مجلس النواب إلى استجواب جميع الوزراء الذين يتولون حقائب خدمية ويشرف على عملهم المطلك لتقديم اجابات مقنعة حول تقصيرهم في توفير الخدمات على الرغم من الاموال الطائلة المنفقة على هذا القطاع.

لكن المطلك عاد وحمل الاجهزة التنفيذية مسؤولية quot;غرق بغداد كمحافظة بغداد وامانتها إضافة إلى الامانة العامة لمجلس الوزراء لأن هناك rlm;اموالاً طائلة صرفت ولا احد يدري اين ذهبتquot; عازيًا السبب إلى quot;عدم وجود اي متابعة لتلك الجهاتquot;.rlm;

وشهدت بغداد وعدد من المحافظات يوم الثلاثاء الماضي امطارًا غزيرة لم تشهدها rlm;البلاد منذ نحو 30 عامًا وادت إلى غرق اغلب احياء العاصمة ووفاة نحو عشرة اشخاص rlm;وخسائر مادية تقدر بملايين الدنانير، بعد أن غمرت المياه العديد من المنازل.rlm;

يذكر أن العراق يشهد تظاهرات واسعة في محافظات متعددة انطلقت في محافظة الأنبار منذ rlm;اسبوع تطالب بتغيير الحكومة الحالية واطلاق سراح المعتقلات والسجينات في rlm;سجون وزارتي العدل والداخلية.rlm;
وتظاهر الآلاف في مدينة الموصل الشمالية الجمعة احتجاجًا على حملة rlm;الاعتقالات التي تشنها الأجهزة الأمنية في المدينة، وفي حين طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين وانسحاب rlm;قوات الجيش والشرطة الاتحادية من المدينة دعوا إلى تغيير مسار العملية السياسية.rlm;

الدليمي يقود وساطة مكوكية بين المالكي ومحتجي الأنبار

يواصل وزير الدفاع العراقي وكالة وساطة مكوكية بين الحكومة ومحتجي الأنبار، حيث حمل قبل يومين مطالبهم إلى بغداد التي سيغادرها عائدًا إلى الأنبار مرة أخرى خلال اليومين المقبلين لحمل ردود بغداد على مطالبهم.

والتقى الدليمي وهو من ابناء محافظة الأنبار الخميس الماضي في الرمادي مع ممثلين عن المتظاهرين وتسلم بعض المطالب لنقلها إلى الحكومة الاتحادية. واليوم قال مجلس محافظة الأنبار إن الدليمي سيعود إلى المحافظة بعد يومين للتفاوض مع المتظاهرين وتسلم مطالب جديدة في وقت يعمل المجلس حاليًا على توحيد مطالب المتظاهرين. قبل تسليمها اليه

وتشهد مدن الأنبار تظاهرات منذ عدة أيام احتجاجًا على اعتقال أفراد من حماية وزير المالية رافع العيساوي وللمطالبة بتصحيح مسار العملية السياسية واطلاق سراح السجينات. وكان المالكي اقر امس خلال اجتماع عقده في بغداد مع وفد يضم عدداً من علماء الدين والوجهاء على رأسهم مفتي اهل السنة الشيخ مهدي الصميدعي في إطار المساعي التي يقومون بها للحوار مع المتظاهرين وتحقيق المطالب المشروعة التي طرحت في الاحتجاجات.. اقر بأن بعض المطالب مشروعة وأنه سيتابع تنفيذها بنفسه وبالأخص ما يتعلق بقضايا المعتقلين والنساء.

وأشار إلى ضرورة quot;تكاتف جميع العراقيين لتفويت الفرصة على المتربصين بالعراق وأهلهquot;، كما نقل بيان صحافي عن مكتبه الاعلامي الليلة الماضية. وقال: quot;يجب إلا يدع المعتدلون والعقلاء وعلماء الدين ورؤساء العشائر وكل القوى الخيرة مجالاً للمتطرفين وأصحاب النوايا الخبيثة أن يأخذوا البلاد لا قدرالله إلى ما لا تحمد عقباهquot; ودعا العلماء إلى تشكيل لجنة تضم، إضافة لهم، عددًا من القضاة لتحري السجون والمعتقلات وتأشير مواطن الخلل ليقوموا هم بإصلاحها فورًا. من جانبهم أكد وفد العلماء أنهم سيباشرون بجمع الأسماء والشكاوى لمتابعتها ميدانيًا واتخاذ اللازم بشأنها.

وعقب ذلك أعلن مجلس محافظة الأنبار موافقة المالكي على نقل المعتقلات من سجون بغداد إلى الأنبار وتشكيل لجنة تحقيق برلمانية بشأن الانتهاكات إن وجدت كما أوعز بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق بشأن الإدعاءات بوجود انتهاكات بحق السجينات. كما امر بتشكيل إدارة نسوية تتولى مهام إدارة السجون النسائية تحسباً لحصول انتهاكات من أي نوع.. معتبرًا موافقة المالكي وإيعازاته هذه مبادرة طيبة تجاه مطالب المعتصمين في الأنبار.