الولايات المتحدة تواجه تحدياً مختلفاً عن العراق في أفغانستان |
يختلف التحدي الذي تواجهه أميركا في أفغانستان عن ذلك الذي واجهته في العراق، ويرجّح قادة عسكريون أميركيون أن بلادهم ستخوض حرباً في أفغانستان أكثر شدة في المرحلة المقبلة، ويخشى عسكريون في كابول من احتمالية فقدانهم للمكاسب التي تم تحقيقها خلال العامين الماضيين.
القاهرة: تواجه الإدارة الأميركية تحدياً مختلفاً تماماً في أفغانستان، إلى جانب مجموعة من المشكلات، التي لم يسبق لها أن واجهتها في الأيام الأخيرة من حرب العراق. فمن المحتمل أن تستمر أعمال القتال المحتدمة في أفغانستان حتى عام 2014، خاصة في المقاطعات الممتدة على طول الحدود الباكستانية، وفقاً لما ذكره مسؤولون عسكريون بارزون.
على عكس الوضع في العراق، سوف تطلب الحكومة والقوات الأمنية الأفغانية مليارات الدولارات سنوياً في صورة مساعدات أميركية خلال المستقبل المنظور. ومن غير المحتمل على ما يبدو أن يشهد ملاذ المسلحين في باكستان حالة من التقلص.
في هذا الصدد، نقلت اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن اللفتنانت جنرال المتقاعد ديفيد بارنو، الذي سبق له أن خدم باعتباره أحد أبرز القادة الأميركيين في كابول، قوله: quot;ستخوض الولايات المتحدة حرباً في أفغانستان أكثر شدة على مدار السنوات القليلة المقبلة مقارنةً بالحرب التي خاضتها في العراق في مرحلة ما بعد عام 2008quot;.
وعقد مسؤولو إدارة أوباما مقارنة بالحرب التي خاضوها في العراق، بينما كانوا يسعون إلى توضيح تعليقات وزير الدفاع، ليون بانيتا، التي أشار فيها إلى أن الولايات المتحدة تأمل أن تنهي مهمتها القتالية في أفغانستان بحلول منتصف العام المقبل، قبل الموعد الذي كان محدداً لذلك بأكثر من عام، وأن تتحول إلى تقديم المشورة إلى القوات الأفغانية.
هنا، قال جاي كارني، متحدث باسم البيت الأبيض: quot;العراق مرجع مفيد في أمر كهذا. وأضاف quot;كما هي الحال في العراق، سيظل المستشارون الأميركيون في البلاد، وسيواصلون المشاركة في المهام القتاليةquot;.
من الجدير ذكره أن القوات الاستشارية الأميركية، البالغ عددها 49 ألف جنديًا، قد تعرّضت لخسائر، لكن القوات العراقية هي التي قامت بتنفيذ الغالبية العظمى من الأعمال القتالية.
وفي أفغانستان، ما زالت تتحكم قوات طالبان بمساحات كبيرة من الأراضي داخل المناطق الشرقية الجبلية الممتدة على طول الحدود، حيث يواصلون قتل القوات الحكومية الأفغانية، ويخيفون القرويين.
مضت الصحيفة تنقل عن أحد القادة الأفغان، الذي رفض الإفصاح عن هويته، قوله: quot;هل نحن مستعدون لتولي زمام الأمور؟، نعم، نحن مستعدون في بعض الأماكن. لكننا غير مستعدين في أماكن أخرى، ولن نتمكن من أخذ الاستعدادات اللازمة خلال عامquot;.
وهو التخوف، الذي عبَّر عنه مسؤولون عسكريون أميركيون كبار في كابول، بتأكيدهم على أن تعليقات بانيتا لا تشير إلى تغيير في السياسة الأميركية أو حتى إلى نقصان مدبر في العمليات القتالية للقوات الأميركية.
كما حذر مسؤولون عسكريون كبار من أن القوات الأميركية ستظل تقوم بدور القيادة في المعارك المتاخمة للملاذات في باكستان، حيث يعتقد القادة أن المسلحين ما زالوا يتلقون المساعدة من مخابرات تلك الدولة.
ثم تابعت الصحيفة بقولها إن المسؤولين الأميركيين والأفغان في أفغانستان يسعون إلى تكوين حالة من الثقة بين المدنيين والجنود والأفغان في قدرة أجهزة الدولة على الحفاظ على الأمن.
يتساءل في غضون ذلك قادة أفغان بشأن ما إن كان تسليم الملف الأمني الذي يلوح في الأفق يعتبر شهادة على تقدمهم أم نتاجًا لسياسة الولايات المتحدةعبر المللمن الحرب.
وقال رائد أفغاني يدعى كوش سادات: quot;لمن يدركون الحقيقة، فقد بعثت التعليقات التي أدلى بها بانيتا برسالة غامضة. وسيتساءل كثيرون: كيف يمكن لنا أن نثق بالولايات المتحدة وهم مستمرون في تغيير أقوالهم؟quot;.
في الوقت الذي ضغط فيه بعض المسؤولين العسكريين الأميركيين من أجل منح الوحدات الأفغانية قدراً أكبر من المسؤولية في وقت قريب لاختبار قدرتهم على التحمّل عند رحيل القوات الأميركية، يخشى مسؤولون عسكريون في كابول من احتمالية فقدانهم للمكاسب التي تم تحقيقها أثناء معارك شرسة خيضت خلال العامين الماضيين.
لكن الكثيرين في واشنطن نظروا إلى التعليقات، التي أدلى بها بانيتا، باعتبارها أحدث إشارة دالة على رغبة الإدارة في وضع نهاية لمهمة الولايات المتحدة القتالية في أفغانستان.
التعليقات