آخر تحديث 4/2/2012 الساعة 17.50 بتوقيت غرينيتش.

نظمت المعارضة ضد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين يوم تعبئة تضمن تظاهرة ضخمة في موسكو، في وقت تجهد السلطة لاستعادة السيطرة قبل شهر من الانتخابات الرئاسية التي يرجح فيها فوز بوتين. وشكل البرد في درجة حرارة تبلغ 17 تحت الصفر، التحدي الرئيس لتحرّك المعارضين.

يوم تعبئة حاسم للمعارضة الروسية السبت

موسكو:تجمع عشرات الاف الروس السبت بين معارضين ومؤيدين لرئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في موسكو متحدين الصقيع الشديد، وذلك في اول يوم من الحملة التي ستنتهي بالانتخابات الرئاسية في الرابع من اذار/مارس.

وافادت الشرطة ان نحو 140 الفا من مؤيدي بوتين و36 الفا من معارضيه تظاهروا في يوم تدنت الحرارة فيه الى 17 تحت الصفر، لكن لم يتسن التاكد من هذه الاحصاءيات لدى مصدر مستقل.
وقال فلاديمير ريجكوف احد منظمي مسيرة المعارضة ان quot;ما لا يقل عن 120 الف شخصquot; شاركوا في التظاهرة المناهضة لبوتين.

ولم تسمح الصور التي بثتها قنوات التلفزيون باخذ فكرة عن عدد المتظاهرين.
وافاد مراسلو فرانس برس ميدانيا ان تقديرات الشرطة بشان التظاهرة الموالية لبوتين تبدو مبالغا فيها وتلك المناهضة له ادنى من الحقيقة.

وعادة ما تختلف تقديرات المعارضة والشرطة كثيرا خلال التظاهرات بينما في المقابل تتطابق تقديرات الشرطة مع تقديرات منظمي التجمعات الموالية للنظام.

واعتبر المحللون ان هذه التظاهرة الكبيرة الثالثة للمعارضة في موسكو بعد تظاهرتي كانون الاول/ديسمبر، كانت ناجحة جدا وان الحركة الاحتجاجية تمكنت من الاستمرار في سياق حملة الانتخابات الرئاسية التي يعتبر بوتين الاوفر حظا للفوز بها.
واكد نيكولاي بتروف من مركز كارنيغي في موسكو ان quot;الاهم هو ان توقعات الكرملين لم تتحقق وهي التي كانت تترقب ان يبدد البرد الحركةquot; مرجحا ان quot;تزداد الاحتجاجات بعد الانتخاباتquot; الرئاسية.
وكانت الدعوة الى التظاهر اختبارا حاسما لتحالف غير متجانس من المعارضين السياسيين والشخصيات الثقافية و الاعلامية.

وقال غريغوري يافلينسكي مؤسس الحزب الديموقراطي quot;يابلوكوquot; الذي رفضت السلطات ترشيحه الى الانتخابات الرئاسية امام حشود المعارضين ان quot;الحياة لن تتوقف في الرابع من اذار/مارس بل ستبدأ، ربما يدرك خصومنا انه عندما ستبدا مسيرتنا ستنتهي مسيرتهمquot;.
وكتب المعارضون على اليافطات quot;بوتين استقلquot; وquot;نريد انتخابات نزيهةquot; وquot;لن نبردquot;.

وقال فياتسشلاف كومكوف (30 سنة) انه شارك في كل تظاهرات المعارضة منذ الانتخابات التشريعية في الرابع من كانون الاول/ديسمبر التي طعنت المعارضة في شرعيتها على غرار المراقبين المستقلين.
واعرب عن quot;الامل في ان يدرك الناس انه لا يجب التصويت مع بوتين، انه رجل الماضيquot;.

اما تظاهرة الموالين للحكم فان العديد من المتظاهرين نقلوا في حافلات تملكها الشركات العامة مثل البريد وشركة مياه موسكو، على ما افادت وكالة انترفاكس.
وكتبوا على لافتاتهم quot;لا للفوضى، نعم لبوتينquot;.

وافادت عدة شهادات بثت على الانترنت واخرى جمعتها فرانس برس ان موظفين من القطاع العام اضطروا الى المشاركة في التظاهرة الموالية للسلطة نزولا عند ضغط اداراتهم.
واعترف بوتين بضغوط من هذا النوع لكنه اعتبرها حالات معزولة واعرب عن ارتياحه لتعبئة انصاره.

ونقلت عنه الوكالات قوله ان quot;حشد ما بين 134 الى 190 الف شخص استنادا الى موارد الدولة وحدها امر ليس ممكناquot;.
واضاف خلال زيارة الى داخل البلاد quot;ترون ما نفعله، اننا نهتم بمشاكل الناس الحقيقية، ومن هنا تاتي ثقة الناسquot;.

واعتبر محللون ان التعبئة كانت مصطنعة كثيرا وقد تنقلب على النظام لاحقا.
وقال بتروف ان quot;كل ذلك تم على الطريقة السوفياتية المحضة وهذا من ممارسات الماضي، ان السلطات تبدو وكانها مصابة بقصر النظر لان ذلك قد يزيد في تعزيز مشاعر الاستياء من بوتين بين الناس الذين اضطروا الى الخروج في البردquot;.
وتشهد روسيا حركة احتجاج لا سابق لها منذ تولي بوتين السلطة في العام 2000.

وقد تراجعت شعبية عنصر الكي.جي.بي سابقا الذي يتطلع الى ولاية ثالثة بعد ولايتين بين عامي 2000 و2008، لكنه يظل الاوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية.
وشارك خصمه الليبرالي المرشح الى الانتخابات ميخائيل بروخوروف في مسيرة المعارضة في موسكو.

وقد عبأت المعارضة انصارها في نحو عشرين مدينة حيث كانوا نحو ستة الاف في سانت بطرسبورغ حسب فرانس برس (ثلاثة الاف حسب الشرطة).
وفي ايكاترينبورغ تظاهر نحو خمسة الاف شخص حسب مراسلة فرانس برس (ما بين ثمانية الى عشرة الاف حسب المنظمين).

وحشدت المعارضة ايضا الفي متظاهر في تومسك وكراسنويارسك (سيبيريا) و700 في كراسنودار (جنوب) و1200 في اوفا (الاورال) حسب مكاتب فرعية من حركة المعارضة سوليدارنوست في اتصال مع فرانس برس.