توصلت دراسة جديدة الى ان موجة الارهاب محلي الصنع التي كان يُخشى انطلاقها على أيدي اميركيين مسلمين متطرفين لم تتحقق على أرض الواقع فيما انحسرت الاعتقالات بصورة حادة خلال العامين اللذين أعقبا ذروة هذه الاعتقالات في سنة 2009.

وقالت الدراسة التي تُنشر الأربعاء ان 20 اميركيا مسلما واجهوا تهمة الضلوع في مخططات لارتكاب أعمال عنف أو هجمات في عام 2011 بالمقارنة مع 26 اميركيا مسلما عام 2010 وارتفاع الرقم الى 47 اميركيا مسلما عام 2009.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن تشارلس كورزمان الذي أعد التقرير لمركز تراينغل حول الارهاب والأمن الوطني ان ارهاب الاميركيين المسلمين يشكل quot;تهديدا ضئيلا للسلامة العامةquot;. ومن أصل زهاء 14 ألف جريمة قتل ارتُكبت في الولايات المتحدة العام الماضي لم تكن ولا حتى جريمة واحدة منها نتيجة تطرف اسلامي ، بحسب كورزمان استاذ السوسيولوجيا في جامعة نورث كارولاينا.

كما وجد التقرير ان المسلمين المتهمين في قضايا ارهاب العام الماضي لا ينتمون الى جماعة عرقية محدَّدة بل كان ستة ذوي اصول عربية وخمسة من الأميركيين البيض وثلاثة من الأميركيين السود واثنان من اصول ايرانية. ولفت كورزمان الى ان هذا التنوع العرقي يسري على المعتقلين منذ ايلول/سبتمبر عام 2001.

واكتشف كورزمان ان 40 في المئة من الذين وجهت اليهم تهمة في عام 2011 كانوا من الذين اهتدوا الى اعتناق الدين الاسلامي بالمقارنة مع 35 في المئة منذ هجمات 2001. ويستند تقرير كورزمان الى مواصلة البحث الذي أجراه لكتاب نشره العام الماضي بعنوان quot;الشهداء المفقودون: لماذا هناك القليل من الارهابيين المسلمينquot;.

وكان الانخفاض في عدد هذه قضايا العنف منذ عام 2009 موضع ترحيب الأجهزة الأمنية ومسؤولي مكافحة الارهاب. ففي ذلك العام فوجئت السلطات بسلسلة من المخططات الارهابية بينها مقتل 13 شخصا في قاعدة فورت هود بولاية تكساس على يد الطبيب العسكري المختص بالتحليل النفسي الرائد نضال حسن الذي اعتنق افكارا متطرفة باسم الاسلام.

ودفع ارتفاع عدد المخططات الارهابية في الداخل قبل عامين بعض الباحثين المختصين بالتطرف العنيف الى التشكيك في الاعتقاد السائد بأن الاميركيين المسلمين الذين يزيد مستوى دخلهم وتعليمهم على تعليم ودخل الاميركي الاعتيادي لن يتأثروا برسالة تنظيم القاعدة.

وتزايدت المخاوف بعد اعتقال الاميركي فيصل شهزاد لمحاولته تفجير سيارة مفخخة في نيويورك عام 2010. وكان شهزاد يعمل محللا ماليا وبدا مندمجا كل الاندماج بالمجتمع الاميركي. وفي كلمة القاها اثناء محاكمته بعد الاعتراف بذنبه اتهم التدخل العسكري الاميركي في بلدان مسلمة بالمسؤولية عن تطرفه.

واثارت سلسلة القضايا التي أُحيلت على القضاء وقتذاك سجالا محتدما حول خطر التطرف بين المسلمين الاميركيين ، بما في ذلك جلسات استماع عقدت في الكونغرس برئاسة عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري ورئيس لجنة الأمن الداخلي في المجلس بيتر كنغ.

ولكن عدد القضايا تراجع وعاد الى المتوسط العام البالغ نحو 20 اميركيا مسلما كانت توجه اليهم تهمة العنف المتطرف سنويا منذ هجمات 2001 وبلغ عددهم الاجمالي 193 اميركيا مسلما خلال عشر سنوات. وطبقا لحسابات كورزمان فان 462 اميركيا مسلما اتهموا منذ عام 2001 بجرائم غير عنيفة دعما للارهاب ، بما في ذلك التمويل واطلاق اقوال كاذبة.

وتشمل القضايا المسجلة في عام 2011 سلسلة واحدة من الاعتداءات لم تسفر عن أي اصابات ، بضمنها اطلاق النار في ساعة متأخرة من الليل على مبان عسكرية في شمال فرجينيا. واعترف جندي الاحتياط السابق في مشاة البحرية يونثان ميلاكو بذنبه في القضية على أساس اتفاق يدعو الى السجن 25 عاما.

ومن المخططات الأخرى التي كشفتها الأجهزة الأمنية ويدرجها كورزمان في تقريره مخطط ايراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن ومخطط لاستهداف مسجد شيعي في مشيغان ومخطط آخر لتفجير معابد يهودية وكنائس ومبنى امباير ستيت في نيويورك.

وقال كورزمان ان من حسن الحظ ان قلة من هؤلاء أكفاء وأقل منهم الذين يصلون الى مرحلة الإعداد لهجوم دون ان يلفتوا انتباه السلطات اليهم.