ظهر القلق من النازيين الجدد مجدداً، إثر تعرض مطعم في ألمانيا يملكه أحد المقيمين المصريين، إلى التكسير الكامل من قبل مجموعة متطرفة.


صورة الحادث في الصحيفة الألمانية

برلين: كشفت صحيفة quot;ابندتسايتونجquot; الصادرة اليوم في ألمانيا عن تعرض quot;مطعم بودا لونجا quot; الذي يمتلكه أحد المصريين المهاجرين في المانيا ويدعي أشرف غريب إلى التحطيم الكامل.

وتحوم شكوك كبيرة حول قيام متطرفين يمنيين بالوقوف وراء الحادث البشع، فقد ذكرت الصحيفة في تحقيق موسع لها عن الحادث، أن المطعم الواقع في الشارع الرئيسي في مدينة توتسسينج بالقرب من ميونيخ قد تم تحطيمه بالكامل وذلك قبل ساعات من إكتشاف زوجة صاحب المطعم الحادث عندما توجهت إليه قبل بدء ساعات العمل.

ويقول صاحب المطعم الذي يقيم في ألمانيا منذ 26 عام المصدوم من الحادث quot;انها المرة الأولي التي يشعر فيها بعدم الأمان منذ أن وطأت قدماه الأراضي الألمانية، مضيفاً للصحيفة الألمانية quot;إنه يشعر بخوف شديد على حياته وعلى أسرته التي تعيش معه بعد هذا الحادث العنصري البغيضquot;.

وكل شيء داخل المطعم تم تحطيمه وتمزيق كل المقاعد الجلدية وكسر الأبواب وقام المعتدون كذلك برسم الصليب النازي المعكوف في كل الحجرات وعلى كل الجدران، مع أشارات وعبارات تهدد صاحب المطعم بقتله.

ويرى شريف إن الأمر جداً خطير quot;فهذا الرمز النازي الذي تم رسمه على الجدران يؤكد أن المعتدين هم من النازيين الجددquot;.

وحول إتهام بعض الشباب اللذين ربما أفرطوا في تعاطي الكحول، يعتبر انه quot;لا يمكن التعويل على هذا الأمر كثيراً فالرموز والإشارات التي تركوها في المطعم تدل على حقيقة الفاعلىنquot;.

في غضون ذلك قامت الشرطة بتوثيق الحادث واطلعت على كل الخسائر التي وصلت إلى كل أجزاء المطعم ولم تترك حتى دورات المياه وأجهزة المطبخ والسجاجيد ومفارش الموائد ،فقد كان واضحا ان الأيدي التي عبثت بالمحتويات كانت تود تحطيم كل شئ ، وفي هذا السياق تم تقدير الخسائر بشكل أولي بحوإلى 100 ألف يورو، وتقوم أجهزة الشرطة بتحقيقات موسعة للكشف عن الجناة.

والمفارقة الغريبة ان هذا الحادث العنصري تزامن مع أعتذار المستشارة الألمانية الرسمي إلى اسر الضحايا الذين قتلوا أو اصيبوا في ألمانيا من جراء الهجمات العنصرية التي تمت بين عامي 2000 و2006، التي نفذتها خلية يمينية متطرفة تم إكتشاف أمرها قبل 3 أشهر.

وكانت ميركل طلبت الصفح من ذوي الضحايا على معاناتهم طوال سنوات من كابوس مفزع وأمر ثقيل على النفس بسبب وضعهم في دائرة الاتهام، وتعرضهم للشك في ارتباط أقاربهم المقتولين بالمافيا وتجارة المخدرات نتيجة عدم توصل الأجهزة الأمنية إلى الجناة الحقيقيين.

ووعدت المستشارة الألمانية ببذل كل ما في وسعها لكشف الحقيقة كاملة بشأن الجرائم التي نفذتها الخلية اليمينية المتطرفة المعروفة باسم منظمة القوميين الاشتراكيين المسؤولة عن قتل ثمانية رجال أعمال أتراك وآخر يوناني وشرطية ألمانية بالرصاص، وجرح عشرات الأتراك في هجوم بقنابل المسامير بالحي التجاري ذي الأكثرية التركية في كولونيا غرب ألمانيا.

وفي ذات السياق اعتبرت ميركل أن جرائم الخلية اليمينية المتطرفة مثلت وصمة عار لألمانيا، وحثت المجتمع الألماني على القيام بمواجهة يومية فاعلة ضد انتشار الأحكام النمطية المسبقة والتمييز والتهميش والعداء للآخرين المخالفين واحتقارهم.

وكان ممثل الجالية التركية في المانيا quot; كينان كولات quot; وجه انتقادات حادة للحكومة الألمانية إثر تفاقم اعمال العنف تجاه الأجانب والأتراك، وطالب الحكومة بحماية الأقليات من نمو التيار النازي المتطرف، بل وطالت انتقاداته الألمان انفسهم عندما قال انهم يفتقدون التعاطف الإنساني وكان يقصد عدم تنديدهم بقتل الأتراك على يد التيار النازي المتطرف فعملية القتل المتسلسل لم تصاحبها اي مظاهرات او تنديدات جماعية في الشوارع على غرار ما كان يحدث تجاه المواقف المسيئة في المانيا.

وفي نفس الوقت وصف الإعلام الألماني بأنه هادئ ولم يتبني قضايا القتل هذه لمعرفة الفاعل وهو أمر يثير الشكوك، وطالب كذلك الحكومة الألمانية بأن تبذل الجهد للحد من خطر الجماعات المتطرفة.

ونمو الجماعات المتطرفة في ألمانيا أصبح يشكل صداعاً مزمناً للسلطات في البلاد، في وقت تبدو مشاعر الألمان غير واضحة تجاه الأجانب اللذين يعيشون معهم على نفس الأرض.

وأفادت التقارير بأن 36 % من الألمان اصبحوا يرون أن المانيا ستنتهي هويتها نتيجة نمو الأجانب داخلها، وزاد الطين بلة كتاب quot;تيلو زراتينquot; المعنون ـ المانيا تلغي وجودهاـ اذا حذر فيه من التواجد الأجنبي على الاراضي الألمانية ووجه انتقادات للجالية العربية والتركية وساعد في بلبلة الرأي العام بعد ان تم تداول الكتاب على نطاق واسع في وسائل الإعلام.

وساهم كذلك في الحملة المعادية للأجانب التي تتجدد دائما فى الأوقات الصعبة التي تقع ألمانيا فيها كالأنتخابات أو تدهور الوضع الاقتصادي او التعليم، حيث يتم على الفور إلقاء المشكلة على الأجانب، وإتهامهم بانهم هم الذين يقفون وراء هذا التدهور، الأمر الذي ساعد ويساعد بشكل كبير على نمو التيارات اليمينية المعادية للأجانب في المانيا.