اللواء مهدي مقولة

أصدر الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور أول قراراته الجمهورية حيث قام بجملة تغييرات في محافظة عدن جنوب البلاد التي تشهد انفلاتا أمنيا، وشمل التغيير محافظ المحافظة ومدير الأمن وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية، وسط أحاديث عن توصيات أميركية بالابقاء على أقرباء صالح في مناصبهم.


صنعاء: يحاول الرئيس اليمني تحسس طريقه بحذر شديد في بلد يكتظ بالملفات والحروب السياسية والقبلية والأمنية والعسكرية.
ارتفعت المطالبات بإعادة هيكلة الجيش في البلاد فبدأ عبد ربه بإقالة أحد أهم القيادات العسكرية التي كانت موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح وهو اللواء مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الذي كان شغلا شاغلا للمعارضين منذ عقود.
مقولة، الذي كان قائدا لحرس صالح سابقا، متهم بأنه أكبر رموز الفساد في جنوب البلاد حيث تشير الأصابع إليه بأنه أكثر من قام بالسيطرة على أراضٍ في الجنوب خصوصا في مدينة عدن وذلك منذ أكثر من عشر سنوات.

ويقول الكاتب الصحافي زكريا الكمالي: quot;لو فكرنا بحصر الأراضي التي نهبها مهدي مقولة في الجنوب، لاكتشفنا أن الرجل يملك ما يوازي دولة قطر أو البحرينquot;.
يضيف الكمالي: quot;قرار إقالة مقولة مهم للحوار الوطني القادم، لكن جراح الجنوب لن تتعافى بسهولة، إن لم يتم إعادة الأراضي التي قام بنهبها إلى أصحابهاquot;.

وكان تقرير أعده وزيران سابقان هما عبد القادر هلال وزير الإدارة المحلية والدكتور صالح باصرة بتكليف من الرئيس السابق قبل عدة أعوام، أظهر أن مهدي مقولة واحد من 15 شخصية يجب إقالتهم من الجنوب لكي تهدأ ثورة الناس هناك.
التقرير الذي سمي على اسم الوزيرين (هلال- باصرة) وكان يفترض أنه يطرح حلولا لأوضاع الجنوب، اختفت آثاره بعد أن تم رفعه لرئيس الجمهورية حينها وتم التكتم عليه ولم يخرج بعدها إلى النور مطلقا.

اللواء مهدي مقولة لم يتم إبعاده نهائيا، لكن تم تعيينه نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة للقوى البشرية، وهي محاولة لتخفيف حدة القرارات التي ستتلاحق خلال الأيام القليلة القادمة.
الرئيس أصدر قرارا بتعيين اللواء سالم علي قطن قائدا للمنطقة الجنوبية وقائدا للواء (31) مدرع خلفا لمقولة وهو قائد عسكري مقبول لدى كثير من الأوساط خصوصا في الجنوب.

وفيما تعتبر إقالة مقولة أهم القرارات التي اتخذت يوم أمس، إلا أن قرارات أخرى شهدت نوعا من الجدل مثل قرار تعيين المهندس وحيد علي احمد رشيد محافظ لمحافظة عدن.
وسيحسب تعيين رشيد على أنه خاص بطرف أحزاب المشترك وشركائه حيث سيتم توزيع حقائب محافظي المحافظات مناصفة بين طرفي الوفاق الوطني من مؤتمر شعبي عام وحلفائه، ومشترك وشركائه.
وكان وزير الإدارة المحلية قد ذكر في تصريحات له أنه سيتم تعيين محافظين للمحافظات بالتوافق وبالحوار.

ولم تظهر ردود الفعل بعد عن تعيين رشيد محافظا لعدن خلفا لقعطبي الذي استقال أثناء الثورة وساند الثوار.
كما تم تعيين العميد الركن صادق صالح حيد مديرا لأمن محافظة عدن، وذلك بعد أن ظهرت تقارير تشير إلى أن القوات الأمنية في عدن شاركت في تعطيل العملية الانتخابية قبل أسبوع من خلال إفراغ بعض مراكز الانتخابات من الجنود وتم نهب عدد من المراكز الانتخابية وإحراقها .
وتشهد المحافظات الجنوبية أعمال عنف يتهم فيها البعض من الجنوبيين وشخصيات معارضة، اللواء مهدي مقولة الذي كان مقربا من صالح، بالتسبب بهذه الأعمال خاصة في ما حدث، في مدينتي زنجبار وجعار، اللتين سيطر عليهما تنظيم القاعدة.
الطريق المأمول

ويقول الصحافي زكريا الكمالي سكرتير تحرير يومية الجمهورية الحكومية لـquot;إيلافquot;: quot;عندما يبدأ الرئيس الجديد قراراته الجمهورية من عدن، فهذا يعني أن الرجل يسير في الطريق المأمول منه ويضع القضية الجنوبية في صدارة اهتماماته.
ويتابع: quot;قرار إقالة أحد أبرز ذراعات الرئيس السابق والذي كان أحد أبرز مصادر قلق الجنوب، يعطي صورة إيجابية أن الرئيس الجديد في طريقه لإزالة كل الاورام التي شوهت البلد بمباركة النظام السابق .

وأشار إلى أنه: quot;يتعين على الرئيس هادي البدء بقرارات شجاعة من أجل هيكلة الجيش.. قرارات تعمل على إصلاح الأضرار النفسية في الجنوب خاصة، حتى يدخل اليمن بأكمله في حوار وطني يعالج كل القضايا العالقةquot;.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتحدث فيه بعض المصادر منها صحيفة الخليج الاماراتية عن quot;توصيات أميركية قدمت للرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي بممارسة ضغوط للإبقاء على بعض القيادات العسكرية التي تضطلع بدور محوري في قيادة الوحدات المكلفة مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة في اليمن، وبدرجة رئيسة وهما أحمد علي، إبن الرئيس السابق علي عبدالله صالح قائد الحرس، ويحيى ابن شقيقه قائد قوات الأمن المركزي، لاعتبارات تتعلق بتصاعد تهديدات وحضور تنظيم القاعدة في اليمن، وضرورة تفعيل دور الوحدات المتخصصة في مكافحة الإرهاب في مواجهتهquot;.

ومازال الجدل قائما حول أهم شخصيتين من أبناء صالح وهما أحمد علي، قائد الحرس، ويحيى ابن شقيق صالح قائد قوات الأمن المركزي، حيث قالت صحيفة الخليج الإماراتية quot;إن مساعد الرئيس الأميركي نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، جون بيرنان، الذي زار اليمن مؤخراً، أبدى استياءه من الضغوط التي تمارسها بعض القيادات العسكرية المناوئة لصالح للدفع باتجاه التسريع بعملية إعادة هيكلة الجيش وإقالة أقاربه، خاصة نجله الأكبر قائد الحرس الجمهوري العميد أحمد، ورئيس أركان حرب قوات الأمن المركزي العميد يحيى محمد عبدالله صالحquot;.