عودة بوتين إلى الرئاسة رافقتها الضغوط

بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الروسية بأغلبية ساحقة بنسبة أصوات 64,7 % يجد فلاديمير بوتين نفسه في مواجهة تحديات لإثبات شرعية فوزه، في ظل اتهامات بالتزوير ومعارضة داخلية وخارجية لحكمه. وحاول زعماء المعارضة التعبير عن إحباطهم عن طريق تنظيم التظاهرات في موسكو.


بيروت:بعد إعلان فوز بوتين بأغلبية ساحقة في انتخابات الرئاسة الروسية، يواجه اليوم اتهامات بتزوير الانتخابات من جانب المراقبين الدوليين، وضغوطاً من المعارضة الروسية الجريئة التي تعهدت منعه من أداء فترته الكاملة كرئيس للبلاد لمدة ست سنوات.
في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ quot;نيويورك تايمزquot; ان بوتين تلقى quot;صفعة في وجههquot; كدّرت فرحه بالانتصار، بعد أن أعلن المراقبون من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن وجود انتهاكات صارخة شابت الانتخابات البرلمانية في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

وقال المراقبون إن بوتين لم يواجه منافسة حقيقية واستفاد بصورة غير عادلة من النفقات الكثيرة للحكومة الروسية لصالحه. وتلقى بوتين استجابة خفيفة من جانب الاتحاد الأوروبي وأميركا التي طالبت بتحقيقات quot;مستقلة وصادقةquot; في صحة الادعاءات بحدوث تزوير في الانتخابات، وأعربت في الوقت ذاته عن استعدادها للعمل مع بوتين في فترته الرئاسية الجديدة.
في وقت لاحق، اجتمع الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة في ساحة موسكو مطالبين بـ quot;روسيا بدون بوتينquot;، لكن الحشد الذي قدرت الشرطة عدد المشاركين فيه بـ 15000 شخص لم يكن متفائلاً كما في المسيرات السابقة.
في واشنطن، اعتبرت الصحيفة أن ردّ الفعل على نتائج الانتخابات الروسية كان صامتاً، بل ويعتمد على ضبط النفس. ولم يعلّق البيت الابيض على فوز بوتين، واعتمدت وزارة الخارجية تهنئة للشعب الروسي في بيان مكتوب، قالت فيه إن الولايات المتحدة quot;تتطلع إلى العمل مع الرئيس المنتخب بعد أن يتم التصديق على النتائج وأدائه اليمين الدستوريةquot;.

وفي حين أعربت وزارة الخارجية عن قلقها بشأن quot;الظروف التي جرت خلالها الحملة الانتخابية، واستخدام الموارد الحكومية الحزبية والمخالفات الإجرائية في يوم الانتخاباتquot;، أشاد البيان بتعهدات من جانب السلطات لزيادة الشفافية في الانتخابات وإعادة الانتخابات لحكام الاقاليم.
ونقلت الصحيفة عن اليكسي نافالني، المعارض الروسي والمدون الشهير قوله: quot;ما حدث كان إجراء وليس عملية انتخابيةquot; وأضاف: quot;كان بوتين يدعي بأنه يملك بعض الشرعية كزعيم سياسي، لكنه الآن قام بإجراء هذه الانتخابات المزيفة التي تميزت بالغش الجماعيquot;.
وقال نافالني انه لا يخشى التعرض للإعتقال، مشيراً إلى أنه quot;جزء من آلة كبيرة ستستمر بالمعارضة، وسنبقى في الشوارع إلى الأبد حتى يتقبلوا مطالبناquot;.
بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات يوم الأحد، بدا بوتين عاطفياً إذ انهمرت الدموع على خده بينما كان يلقي خطاباً أمام مؤيديه. لكن المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف قال في وقت لاحق إن دموع بوتين انهمرت بسبب قوة الرياح.

يوم الاثنين، تعرضت نتائج التصويت في الانتخابات الروسية إلى انتقادات حادة من جانب مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا. وقالت المنظمة إنها عثرت على عدد أقل من الانتهاكات في الانتخابات الرئاسية مما كان عليه في السباق البرلماني، لكنها صنفت ثلث مراكز الاقتراع التي زارتها تحت خانة quot;سيئةquot; أو quot;سيئة جداquot;.
وكان الانتقاد الأبرز الذي قدمته المنظمة في الإطار العام لهذه الحملة، هو ان العملية الانتخابية أعطت مرشحي المعارضة فرصة ضئيلة للتمثيل.
وقال تونينو بيكولا، وزير سابق للشؤون الخارجية من كرواتيا الذي قاد مجموعة من المراقبين، في مؤتمر صحافي إن quot;الهدف من الانتخابات هو أن النتيجة يجب أن تكون غير مؤكدة، لكن هذا لم يكن الحال في روسيا. لم يكن هناك منافسة حقيقية، وتمت إساءة استخدام الموارد الحكومية ما يجعل النتيجة النهائية للانتخابات في موضع شكquot;.

مع حلول الظلام يوم الاثنين، حاول زعماء المعارضة التعبير عن احباطهم عن طريق تنظيم التظاهرات في موسكو. لكن بوتين لم يعلق على هذه الاحتجاجات، على الرغم من أنه تعهد في اجتماع مع منافسيه متابعة جميع مزاعم التزوير.
من جهته، قال كونستانتين ريمشوكوف، رئيس تحرير صحيفة quot;نيزافيسيمايا غازيتاquot; الروسية quot;اذا تجاهل بوتين هذا الحشد، وإذا كان يعتقد انه انتصر، فسوف يكون هو الخاسر، لأن أفكارهم سوف تهزم أي نظامquot;.
وأضاف quot;بوتين لا يملك متسعاً من الوقت. عليه اعتماد المعايير الدولية للديمقراطية في أسرع وقت ممكنquot;.