لندن: أثار مقتل أم عراقية لخمسة اطفال في الولايات المتحدة مخاوف وتساؤلات في أوساط الجالية العراقية، ولا سيما أن رسالة تهديد عُثر عليها في مكان الجريمة.

وكانت شيماء العوادي تعيش مع زوجها وأطفالها في شارع هادئ في مدينة الكاجون في ولاية كاليفورنيا. وعثرت عليها ابنتها ذات السبعة عشر عاما فاقدة الوعي في غرفة الطعام مع رسالة تقول quot;هذا بلدي. عودي الى بلدك ايتها الارهابيةquot;.

وقالت فاطمة ابنة الضحية إن رسالة أخرى تُركت على الباب الأمامي للبيت في وقت سابق ولكن والدتها لم تكترث بها واعتبرت انها مزحة سمجة. وبعد ثلاثة ايام على العثور على العوادي فارقت الحياة في المستشفى وقالت الشرطة إنها تعرضت الى الضرب بوحشية.

وحضر مئات الأشخاص الى المركز الاسلامي في المنطقة لتأبينها. ولكن رئيس مجلس شؤون المسلمين سلام المراياتي حذر المؤبنين من النظر الى مقتلها على أنه جريمة كراهية. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن المراياتي ان التسرع في الخروج باستنتاجات سيكون موقفالا مسؤولا.

وأكد المراياتي وشرطة المدينة ان التحقيق مستمر في مقتل العوادي. وقال الملازم مارك كويت ان الشرطة تدرس الأدلة المتوفرة وتُبقي كل الاحتمالات مفتوحة لكي لا يفوتها شيء مهم. ولم يستبعد ان يكون الحادث جريمة كراهية.

ويُعد مقتل العوادي أسوأ حادث يتعرض له مهاجر عراقي في المنطقة، كما قال الخطيب محمد فلاح العطار من مركز الامام علي في سان دييغو. ولكنه لفت الى أن الاعتداءات الشفهية وخاصة على النساء المحجبات ليست نادرة. وقال العطار إن زوجته سمعت أشخاصا يقولون لها ان تعود الى بلدها وان آخرين واجهوا مواقف مماثلة.

وكان العطار يعرف العوادي منذ وصولها الى سان دييغو قبل نحو 20 سنة وقال إنها امرأة طيبة.

وتحدث حنيف محبي مدير فرع مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية في سان دييغو عن مشاعر أفراد الجالية بعد مقتل العوادي. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن محبي انهم افترضوا ان الجريمة جريمة كراهية بسبب رسالة التهديد وان كثيرين يخافون ان يحدث لهم ما حدث لشيماء العوادي.

ووجه قاسم الحميدي زوج الضحية نداء بعد تشييع زوجته. وتساءل مستعينا بابنه ذي الخمسة عشر عاما محمد الحميدي لترجمة اقواله quot;نريد ان نسأل ماذا تجنون من هذا ولماذا فعلتموهquot;.

وطلب الحميدي المساعدة في العثور على قاتل زوجته قائلا quot;ان عائلتنا وجاليتنا فقدت أماًquot;. وقررت العائلة اعادة جثمان شيماء الى العراق لدفنها في مدينة النجف حيث يعيش والدها وهو رجل دين معروف.

ويعتبر تجمع العراقيين في مدينة الكاجون التي انتقلت اليها عائلة العوادي عام 2008 من اكبر الجاليات العراقية في الولايات المتحدة. وغالبيتهم من المسيحيين الكلدان ولكنّ بينهم مسلمين هربوا من نظام صدام حسين.

وبدا أفراد الجالية العراقية في المنطقة حائرين إزاء مقتل العوادي. وقالت نادين عازر لصحيفة كريستيان ساينس مونتر انها مسيحية والضحية مسلمة quot;ولكن من يا ترى يفعل شيئا كهذا بهذه المرأة المسكينة!quot;

وقالت عراقية أخرى رفضت اعطاء اسمها ان عزاءها هو التعامل مع الجريمة على انها quot;حادث معزولquot; وقالت quot;ان الضحية والجاني والله وحدهم يعلمون ما حدثquot;.