بيروت: حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من أن الوقت يمر، والنافذة تغلق في وجه التوصل الى حل دبلوماسي للأزمة النووية الايرانية.

قبل بدء المحادثات المقرر إجراؤها في 13 نيسان (أبريل) في اسطنبول، قالت كلينتون: quot;نحن مصممون على منع إيران من الحصول على سلاح نوويquot;، مشيرة إلى اجتماع مقرر بين ايران ومجموعة (الدول الخمس +1) والتي تضم الصين، فرنسا، روسيا، بريطانيا، الولايات المتحدة، زائد ألمانيا.
وأضافت: quot;نحن ندخل في هذه المحادثات مع وجهة نظر واقعية حول نوايا ايران، يتحتم عليها أن تظهر من خلال أفعالها أنها شريك مستعد للمشاركة في هذه المفاوضات مع محاولة للحصول على نتائج ملموسةquot;.

وللتأكيد على تصاعد حدة الموقف الأميركي وجديته، أعلن الرئيس باراك أوباما يوم الجمعة الماضي تشديد العقوبات ضد الدول التي تقوم بشراء النفط من ايران.

في هذا السياق، اعتبر موقع quot;غلوبال سبينquot; الإخباري أنه من غير الواضح ما الذي سيحدث عندما تغلق النافذة نهائياً في وجه المحادثات. وأوضح أوباما في وقت سابق من هذا الشهر انه سيكون على استعداد للقيام بعمل عسكري إذا أصبح ذلك ضرورياً لمنع ايران من الحصول على سلاح نووي، لكنه في الوقت ذاته أشار إلى أن ايران لا تقوم حاليا ببناء مثل هذا السلاح.

في حال حسم احتمال عدم نجاح المحادثات النووية، سوف تتجه الولايات المتحدة نحو تنفيذ تهديدها بعمل عسكري على ايران، ما ان تتأكد الاستخبارات الاميركية من أن ايران حققت نقلة نوعية نحو التسلح في برنامجها النووي الحالي.

وفي الوقت نفسه، يسعى أوباما من خلال سلسلة من التدابير الرادعة القسرية والحوافز الدبلوماسية، إلى تهيئة الظروف التي تدفع ايران الى التخلي عن خيارها في بناء أسلحة نووية من خلال تشديد المراقبة الدولية بشأن برنامجها.

لكن هناك عوامل أخرى قد تؤدي إلى quot;إغلاق النافذةquot;:

bull; التهديدات الإسرائيلية بالقيام بعمل عسكري من جانب واحد وفقاً لخطوطها الحمراء والجدول الزمني الخاص بها.

bull; الانتخابات الرئاسية في البيت الأبيض التي تعتبر هذه المسألة ضرورية لحرمان المعارضين الجمهوريين من توبيخ الرئيس على خلفية مواقفه ازاء الشأن الايراني.
bull; استراتيجية الولايات المتحدة التي تقوم على فرضية أن الضغط على ايران من خلال فرض العقوبات الاقتصادية والتهديد بالقوة العسكرية، بهدف التوصل إلى حل دبلوماسي.

في حين أن أوباما يرسم خطا أحمر في امتلاك ايران للسلاح النووي، انتقد الرئيس الأميركي الاسرائيليين الذينى يصرون على أن ايران تملك القدرة التكنولوجية لانتاج أسلحة نووية. وأدى هذا الرأي إلى معارضة إسرائيل لأي نتيجة تسمح لإيران بالاحتفاظ بحقها في تخصيب اليورانيوم على أراضيها، حتى في اطار برنامج تحت المراقبة الدولية.

من جهته، تحدث وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك عن جدول زمني يعتمد على دخول المنشآت النووية الايرانية ما أسماه بـ quot;منطقة الحصانةquot;، حيث يتم وضع المنشآت النووية تحت بنى تحتية صلبة، مثل مفاعل فيفوردو قرب مدينة قم الايرانية، التي لا يستطيع سلاح الجو الإسرائيلي الوصول اليها.

واشار موقع quot;غلوبال سبينquot; إلى أن لا أحد يبدو متفائلاً في أن يصل المفاوضون الايرانيون إلى اسطنبول على استعداد للتنازل للمطالب الغربية. ومن المرجح أن طهران ستكون على استعداد للتحرك نحو نوع من الصفقة التي تنطوي على خطوات لبناء الثقة بين الجانبين التي يمكن أن ترسي الأساس لمزيد من الاتفاقات، لكن يحتمل أن تكون المفاوضات مطولة ومعقدة.

بناء الثقة مع إيران سيكون أمراً حيوياً للتوصل الى حل دبلوماسي، لكن الاسرائيليين الذين ينظرون بصبر قليل إلى ساعاتهم، مما سيؤثر على الموقف الأميركي. كما أن ايران تدرك جيداً أن الإدارة الأميركية مترددة، وكذلك الجيش الأميركي الذي يتفادى الدخول في حرب على أساس تهديد لم يتحقق حتى الآن.