موسكو: تعرضت نوايا السلطات الروسية لعقد صفقة مع الولايات المتحدة وقيادة حلف الناتو بشأن ترانزيت شحناتها عبر مطار مدينة أوليانوفسك إلى ومن أفغانستان لانتقادات شديدة اللهجة في سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية جرت في روسيا اليوم بمشاركة مختلف القوى اليسارية والقومية المتشددة.

وأعلن غينادي زيوغانوف، رئيس الحزب الشيوعي الروسي، أمام نحو ألف من أنصاره في تجمع خطابي بوسط موسكو اليوم عن رفض حزبه لخطط الحكومة الروسية الهادفة إلى إنشاء مركز ترانزيت quot;تابع لحلف الناتوquot;، على حد زعمه، في مدينة أوليانوفسك الروسية.

وقال زيوغانوف إن مركز الترانزيت كهذا في حال إنشائه سيصبح أول قاعدة عسكرية أجنبية في الأراضي الروسية في تاريخ البلاد، محذرا من أن quot;هذه القاعدةquot; - كما يسميها الشيوعيون والقوميون المتشددون - قد تتحول أيضا إلى بؤرة لنشر المخدرات، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى quot;تدمير روسياquot;.

وأقيمت في أوليانوفسك اليوم أيضا مسيرة عبر شوارع المدينة تحت شعارات quot;عدم السماح بتحويل أوليانوفسك إلى قاعدة للناتو ونقطة لانتشار الأسلحة والذخيرة والمخدرات المهربة من أفغانستانquot;. وشارك في الفعالية حوالي 800 شخص من أنصار الحركات القومية واليسارية المتشددة رغم توضيحات قدمها محافظ مقاطعة أوليانوفسك سيرغي موروزوف عبر محطة التلفزيون المحلية يوم أمس الجمعة.

وكان المحافظ قد شرح في كلمته الموجهة إلى أهالي أوليانوفسك أن هذه المدينة لن تتحول إلى قاعدة للولايات المتحدة أو حلف شمالي الأطلسي، موضحا أن الشحنات المرسلة لقوات التحالف سوف تخضع لإجراءات التفتيش من قبل رجال الجمارك الروسية. وأضاف أن هذه الشحنات ستنقل إلى أوليانوفسك بواسطة عبر شبكات سكك الحديد الروسية ومنها إلى أفغانستان على متن طائرات شحن روسية. وستستخدم الوسائل والطرق نفسها لدى إرسال الشحنات التابعة لقوات التحالف الدولي لدى خروجها من أفغانستان قبل نهاية العام 2014.

وفي توضيح إضافي صرح نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر غروشكو بأنه لا مكان للحديث عن أن أوليانوفسك ستصبح محطة عبور للقوات أو الأسلحة التابعة لحلف شمال الأطلسي، مشيرا إلى أن المقصود إقامة مستودعات في هذه المدينة لاختزان السلع غير العسكرية المسموح بنقلها من وإلى أفغانستان عبر روسيا والخاصة بقوات المعاونة الأمنية المتواجدة في أفغانستان.

وشدد الدبلوماسي على أن هذه الشحنات يمكنها أن تخضع لإجراءات التفتيش الجمركي للتحقق من عدم احتوائها على المخدرات.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن حلف شمال الأطلسي يتباحث مع روسيا بشأن استخدام مطار مدينة أوليانوفسك كمحطة للطائرات التي تنقل الإمدادات اللازمة لقوات الناتو في أفغانستان.

كما أعلن محافظ أوليانوفسك، سيرغي موروزوف، في وقت سابق أن السلطات المحلية تؤيد هذه الفكرة، معتبرة أن هذا سيعطي دفعا قويا لتطوير مطار المدينة وتثبيت وضعه كمطار دولي.

وبدوره نفى نائب رئيس الحكومة الروسية المشرف على القطاع العسكري، دميتري روغوزين، أن يكون القصد إقامة قاعدة عسكرية للناتو في أوليانوفسك، موضحا أن مطار هذه المدينة سيستخدم كممر لإقلاع الطائرات التي تحمل السلع غير العسكرية إلى قوات الناتو في أفغانستان.

وستصل هذه السلع إلى أوليانوفسك من غرب أوروبا عبر خطوط سكك الحديد الروسية مع خضوعها للإجراءات الجمركية اللازمة.