سيارة إسعاف في منطقة وادي خالد قرب الحدود السورية

يواصل الثوار السوريون عملية نقل المصابين إلى لبنان، حيث يساعد الصليب الأحمر اللبناني في ايصالهم الى المستشفيات لتلقي العلاج الفوري، وذلك بدعم مادي من صندوق خاص بشؤون اللاجئين ومتبرعين من دول الخليج. يذكر أن بعض المرضى هم جنود من الجيش السوري الحر.


القاهرة: مع تواصل حالة الكرّ والفرّ بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبين الثوار، رغم توقفها لفترة وجيزة وفقاً لخطة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، ما زالت تتواصل عمليات إجلاء الأفراد المصابين من جانب الثوار إلى الحدود مع لبنان، حيث يتم نقلهم بمساعدة الصليب الأحمر اللبناني إلى المستشفيات العامة من أجل تلقي العلاج الفوري هناك، على أن يتماثلوا بعدها للشفاء في أحد المستشفيات الصغيرة ومن ثم في منزل مستأجر قبل العودة إلى سوريا مرة أخرى.

وأفادت تقارير صحافية في هذا السياق بأن الأموال المستخدمة في هذا الجهد يتم التحصل عليها من صندوق لبناني خاص بشؤون اللاجئين وكذلك من متبرعين في دول الخليج.

ومنذ بدء الانتفاضة في سوريا، والقرويون السنة والجماعات الإسلامية يساعدون بشكل متزايد هؤلاء الذين يتمكنون من عبور الحدود إلى داخل سوريا. ونظراً لعدم وجود دولة لبنانية قوية، يقوم قرويون من المقيمين حول منطقة وادي خالد بتنظيم جهودهم لتقديم المساعدات اللوجيستية ولتهريب البضائع والأسلحة عبر الحدود إلى داخل سوريا.

وفي هذا الصدد، أشار موقع quot;بوليسي ميكquot; على شبكة الإنترنت إلى أن عدداً من المستشفيات الخاصة في مدينة طرابلس اللبنانية تواجه اتهامات ذات صلة بتوفيرها العلاج للمئتي مصاب الذين تمكنوا من الهرب واجتياز الحدود إلى داخل لبنان.

وأضاف الموقع أن بعض المرضى ممن يتواجدون على سبيل المثال في أحد هذه المستشفيات في مدينة طرابلس ليسوا أناساً عاديين، بل هم جنود في الجيش السوري الحر، الذي يخوض غمار الحرب للإطاحة بنظام الأسد على الجانب الآخر من الحدود.

ولفت مراسل الموقع من مدينة طرابلس إلى أنه وقبل دخوله المبنى الخاص بذلك المستشفى، قابل شخصاً يدعى محمد من بانياس، وهو متهم بتنظيم جهود المساعدة الطبية داخل وخارج سوريا، وهو يواجه الآن عقوبة الإعدام في بلاده. وقبيل تمكنه من الهروب إلى لبنان، كان يشارك محمد في تنظيم مسيرات احتجاجية سلمية.

ونوه الموقع كذلك بسوء المعاملة التي سبق وتعرض لها محمد سواء بالسجن أو بالضرب من قِبل أجهزة المخابرات السورية، وكيف اعتقل اثنان من أشقائه واختفى شقيق ثالث لدى الإفراج عنه، وكيف قرر بعدها أن يلوذ بالفرار. وأشار الموقع أيضاً إلى نبرة الحزن التي طغت على صوته بينما كان يتحدث عن وضعه في المستقبل.

وفي غضون ذلك، انضم إلى مراسل الموقع خلال حديثه مع محمد صديق له يدعى أسامة، وقد أتى للتو من حي بابا عمرو في مدينة حمص المحاصرة، حيث كان يساعد في معالجة المدنيين ويقدم الدعم اللازم للعائلات، وبدأ يسرد هو الآخر قصته، وعرض فيديو مروع لعمه المتوفى. حيث كانت هناك علامات وكدمات في جميع أنحاء ظهره، وبدا أن رأسه إما مقطوعا أو رقبته مكسورة لأن الصورة لم تكن واضحة.

وتابع أسامة: quot;يبدو أن القوات السورية تحاول تحقيق (حلم حمص). وهو المتعلق باستراتيجية طرد جميع المواطنين السنة وملء المدينة بالعلويين، غير أنّ القتال ما زال يحدث بصورة متقطعة بسبب وجود عناصر للجيش السوري الحر في الخالديةquot;.

ثم مضى الموقع يتحدث عن رجلين آخرين، يمكثان في الطابق الثاني، أحدهما شخص هارب من الجندية لا يتلفظ بأي كلام منذ قدومه، وثانيهما مقاتل في الجيش السوري الحر مصاب بشظايا في فخذه الأيسر. وفي الغرفة المجاورة، كان يمكث مقاتل آخر يدعى أبو هشام من القصير، وهو شاب يبلغ من العمر 19 عاماً، وقد أطلقت عليه النيران ثلاث مرات في الترقوة والبطن والساق. وكان هناك أيضاً صبي يدعى ماهر، يبلغ من العمر 16 عاماً، وكان يستعين بكرسي متحرك. حيث أصيب بشلل في منطقة الخصر، بعد إطلاق النار عليه قبل عشرة أشهر حين بدأت الانتفاضة ويتواجد في طرابلس منذ ثلاثة أشهر. وهناك بعض الآمال بأن يتمكن من السفر إلى فرنسا من أجل الخضوع هناك لعملية جراحية يقول الأطباء إنه في حاجة ماسة إلى إجرائها.

وعاود محمد، المشارك في جهود تنظيم الإغاثة الطبية، ليقول :quot; لا يساعد رياض الأسد ( قائد الجيش السوري الحر ) في حقيقة الأمر، كما لا تساعد الدول الغربية هي الأخرى. وأنا على اتصال بعناصر استخباراتية من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، لكن ما يسعون وراءه جميعهم هي المعلومات الحاصلة على أرض الواقع وكذلك تقييم قدراتنا، وهم لا يفون أبداً بوعود الدعم التي يقطعونها على أنفسهمquot;.

وتابع بقوله:quot; يتعرض المواطنون السوريون لمستوى لم يشهدوه من قبل من التعذيب والاغتصاب، وهم لا يكترثون بالاستراتيجيات والخطط المستقبلية، بل إن كل ما يهمهم هو ما يثير اهتمامهم بصورة يومية. خاصة في ظل ما تشهده البلاد من عنفquot;.