كابول: كابول: وصل الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء الثلاثاء الى كابول في زيارة مفاجئة سيوقع خلالها اتفاق شراكة استراتيجية مع نظيره الافغاني حميد كرزاي، وذلك بعد عام من مقتل اسامة بن لادن الذي كان وجوده في افغانستان سببا لاجتياح تشرين الاول/اكتوبر 2001.

وكان الرئيس الاميركي غادر واشنطن ليل الاثنين الثلاثاء وحطت طائرته في قاعدة باغرام العسكرية على بعد 50 كلم من كابول. ثم توجه في مروحية الى القصر الرئاسي في العاصمة الافغانية بعيد الساعة 23,00 بالتوقيت المحلي.

وافاد مصدر رسمي ان اوباما سيخاطب الاميركيين من افغانستان في الساعة 23,30 تغ.

وسيوقع الرئيسان اتفاق شراكة استراتيجية سيحدد العلاقات بين كابول وواشنطن بعد استحقاق نهاية 2014 عندما تعود مسؤولية حفظ الامن في افغانستان الى القوات الافغانية. ولم ترشح اي معلومات عن مضمون هذا الاتفاق الذي انجز في نيسان/ابريل ويتطلب مصادقة برلماني البلدين عليه.

وتجاوبت واشنطن مع كابول في ما يتصل بشرطين طرحتهما لتوقيع الاتفاق: نقل مسؤولية سجن باغرام الى السلطات الافغانية وانهاء الغارات الليلية للقوات الدولية على متمردي طالبان.

وهذه الزيارة لاوباما هي الثالثة التي يقوم بها منذ توليه الحكم في كانون الثاني/يناير 2009. وفي زيارته السابقة لافغانستان في كانون الاول/ديسمبر 2010 لم يبق الرئيس الاميركي سوى اربع ساعات في باغرام برفقة الجنود الاميركيين ولم يلتق كرزاي.

وتنشر الولايات المتحدة 87 الف جندي في افغانستان يشكلون اكبر كتيبة داخل قوة الحلف الاطلسي (ايساف) التي تضم 130 الف جندي.

وتدخلت قوات الحلف في افغانستان في تشرين الاول/اكتوبر 2001، بعد شهر من اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر وسارعت الى الاطاحة بنظام طالبان الذي كان يستضيف اسامة بن لادن. وتمت تصفية الاخير في الثاني من ايار/مايو 2011 في هجوم اميركي في باكستان.

وادت هذه العملية الخاصة الى تدهور العلاقات بين واشنطن واسلام اباد، وخصوصا بعد اعلان مسؤولين اميركيين ان الاستخبارات الباكستانية لم تكن على علم بوجود بن لادن في بلادها. اما بالنسبة الى باكستان فاعتبرت العملية انتهاكا لسيادتها ولاسيما انها بدأت من دون ابلاغها.

ورغم المقاومة التي تبديها طالبان، تحسن الوضع الامني في افغانستان وخصوصا بفضل تصاعد قدرات القوات الافغانية وفق ما اعلن البنتاغون في تقرير نشر الثلاثاء. لكن وزارة الدفاع الاميركية تداركت ان معاقل المتمردين في باكستان والفساد يشكلان quot;تحديات جدية وبعيدة المدىquot;.

وكان اوباما ارسل عشرات الاف الجنود الاميركيين الاضافيين الى افغانستان وحدد نهاية 2014 موعدا لانسحاب الولايات المتحدة من هذا البلد، وهو استحقاق لم يبدله مقتل بن لادن.

وتاتي زيارة الرئيس الاميركي في لحظة حساسة تشهدها العلاقات بين البلدين، اثر هجمات ارتكبها شرطيون او جنود افغان بحق عناصر في قوات التحالف. فقد قتل 18 عسكريا اجنبيا بquot;نيران صديقةquot; مصدرها افراد في القوات الافغانية منذ بداية العام، ما يشكل نحو عشرين في المئة من خسائر قوات التحالف وفق تعداد لفرانس برس.

وعزي بعض هذه الهجمات الى سلوك بعض الجنود الاجانب، على غرار اميركيين تم التقاط صور لهم فيما كانوا يبولون على جثث افغان او اخرين احرقوا نسخا من المصحف.

واتهمت المعارضة الجمهورية اوباما باستغلال مقتل بن لادن لغايات انتخابية، قبل ستة اشهر من انتخابات السادس من تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية.

الاتفاق مع كابول يلحظ وجودا عسكريا اميركيا ما بعد 2014

اعلن البيت الابيض ان الاتفاق الاستراتيجي الذي وقعه الرئيسان باراك اوباما وحميد كرزاي ليل الثلاثاء الاربعاء يلحظ امكان بقاء جنود اميركيين على الاراضي الافغانية بعد انسحاب القوات المقاتلة العام 2014.

واوضحت الرئاسة الاميركية في بيان ان هذا الاتفاق لا يلحظ قواعد عسكرية دائمة في افغانستان لكنه يلزم هذا البلد منح quot;تسهيلات للقوات الاميركية حتى 2014 وما بعدهquot; مع quot;امكان (بقاء) قوات اميركية في افغانستان الى ما بعد 2014 لتدريب القوات الافغانية واستهداف (عناصر) القاعدة المتبقينquot;.

واضاف المصدر نفسه ان quot;الولايات المتحدة ستعتبر افغانستان ايضا +حليفا رئيسيا غير عضو في حلف شمال الاطلسي+quot;، وهي صفة سبق ان منحت لبلدان مثل البحرين.

وشدد البيت الابيض على ان هذه الشراكة quot;لا تلزم الولايات المتحدة بعدد (محدد) من الجنود او بتمويل مستقبليquot; في انتظار التشاور مع الكونغرس الاميركي، على ان يتم التقدم بهذه الطلبات على قاعدة سنوية.