حذَّر أحد كبار ضباط الجيش الروسي من أن موسكو ستضرب مواقع دفاعات صاروخية تتبع حلف شمال الأطلسي، الناتو، في شرق أوروبا قبل أن تتحضر للرد، وذلك إن مضت الولايات المتحدة قدماً في خططها التي تسعى من ورائها إلى نشر قواتها هناك.


روسيا لا تستبعد توجيه ضربة استباقية للدرع الصاروخية الأوروبية

أشرف أبوجلالة من القاهرة: قال ضابط روسي كبير، وهو رئيس هيئة الأركان العامة في روسيا، الجنرال نيكولاي ماكاروف، خلال حضوره مؤتمر دولي عن الدفاع الصاروخي في العاصمة الروسية، موسكو، بحضور مسؤولين كبار من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إنه: quot;سيتم اتخاذ قرار لاستخدام قوة مدمّرة بصورة استباقية إن زادت الأوضاع سوءًاquot;.

وذكرت في هذا السياق اليوم صحيفة واشنطن تايمز الأميركية أن الجنرال ماكاروف أطلق هذا التهديد وسط جمود واضح في المحادثات بين المفاوضين الروس والأميركيين بشأن نظام الدفاع الصاروخي، الذي يعتبر جزءًا من سياسة الرئيس أوباما لإعادة ضبط العلاقات مع موسكو.

كما جاء هذا التهديد ليثير حالة من الصدمة والسخرية من جانب محللي الدفاع الصاروخي الغربيين. وقال جيمس لوديس من مركز بيل للسياسة العامة والعلاقات الدولية في جامعة سالف ريغينا في نيوبورت: quot;إنه لأمر لافت للنظر أن يدلي ماكاروف بمثل هذا النوع من التهديد في منتدى عامquot;.

وقال باري بليشمان زميل بارز لدى مركز ستيمسون: quot;لا بد وأن ماكاروف كان في حالة سكر. فالتهديد الذي أطلقه كان مجنوناً. وآمل أن توبخه القيادة السياسية الروسيةquot;.

لكن ذلك بدا غير محتمل يوم أمس، بعدما وصف وزير الدفاع الروسي، أناتولي سيرديوكوف، محادثات الدفاع الصاروخي بأنها غير مثمرة. فيما نوهت الصحيفة إلى أن المكتب الصحافي لدى السفارة الروسية في واشنطن لم يجب على مكالمات هاتفية أو رسائل عبر البريد الإلكتروني من أجل الإدلاء بأية تعليقات بهذا الخصوص.

هذا وتصرّ الولايات المتحدة مراراً وتكراراً على أن نظام الدفاع الصاروخي الأوروبي مصمم لدرء أي هجوم من جانب إيران، لكن روسيا تؤكد أن النظام سيؤثر على قوة ترسانتها. وبينما سبق لموسكو أن عرضت تشغيل الدرع الصاروخية بشكل مشترك، فقد رفض مسؤولو حلف الناتو ذلك العرض بصورة تامة.

وسبق للرئيس باراك أوباما أن أخبر في آذار/ مارس الماضي الرئيس الروسي المنتهية ولايته ديمتري ميدفيديف بأنه سيتعامل بصورة أكثر مرونة من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الدفاع الصاروخي عقب انتهاء انتخابات الرئاسة في نهاية العام الجاري.

ومضت الصحيفة تقول إن ذلك النظام، الذي لا يزال يتم تطويره، هو نسخة مصغرة من الدرع الصاروخية، التي تم اقتراحها أثناء فترة حكم الرئيس السابق جورج بوش. لكن مسؤولين روسيين أكدوا أن نظام الدفاع الصاروخي سوف يسلب مصداقية رادعهم النووي ويزعزع استقرار توازن الدمار المتبادل بشكل مؤكد، والمستمر منذ الحرب الباردة.

عاودت الصحيفة تنقل عن الجنرال ماكاروف قوله: quot;وأظهر تحليل شامل من جانب منظمات وزارة الدفاع البحثية أنه وبمجرد أن يتم نشر المرحلتين الثالثة والرابعة، فإن القدرة على اعتراض الصواريخ الروسية العابرة للقارات ستكون حقيقيةquot;.

وأوضح هنا روبرت بفالتزغراف، أستاذ دراسات الأمن الدولي في كلية فليتشر في جامعة توفتس، أنه وفي الوقت الذي تطير فيه الصواريخ العابرة للقارات بصورة أسرع من الصواريخ قصيرة المدى، وفي وقت تختلف فيه التكنولوجيا المتعلقة باعتراضهم، بدأ ينظر الكرملين إلى عمليات نشر القوات بأنها توفر أساسًا لنظام أفضل في وقت لاحق. وأضاف quot;وتخاف روسيا من أن يتم تطوير تلك النظم في المستقبلquot;.

وأشار لوديس إلى أن: quot;الخطوط الحمراء لعبة خطرة. وهو الأمر الذي يغلي ببطء على مدار سنوات. فالروس سبق لهم أن عارضوا الخطط الأميركية، سواء التي قدمها بوش أو أوباما. لكن حقيقة إطلاقهم تهديدات علنية كهذه خطوة تمنحنا فكرة بشأن مدى الخطورة التي يشعرون بهاquot;.
وقد رفض مسؤولون أميركيون من جانبهم أي اتفاق من شأنه أن يضع حدودًا على قدرات النظام، أو على العدد الذي سيتم نشره. وختمت الصحيفة بنقلها عن مارك تونر، متحدث باسم الخارجية الأميركية، قوله: quot;أعتقد أننا سنمضي نحو مضاعفة الجهود التي نبذلها من أجل الوصول إلى أرضية مشتركة في ما يتعلق بهذا الأمر، وسنسعى كذلك من جانبنا إلى التوصل إلى تفاهمquot;.