باريس: نجح الرئيس الفرنسي المنتخب قبل ايام فرنسوا هولاند في فرض اسلوب جديد وفي ان يحتل قلب السياسة الاوروبية لكن تحت ضغط كبير من المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.

ويتجول هولاند في شوارع باريس ويتحدث الى المارة مبتسما ويزور معرضا او يشارك في احياء ذكرى ما ليعبر بعد انتخابه تماما عن رغبته في مواصلة تصرفه كرجل quot;عاديquot;.

ويريد الرئيس الاشتراكي قبل كل شيء النجاح من بداية ولايته. فسلفه نيكولا ساركوزي بقي خمس سنوات في الصورة التي رسمت بعد الانتخابات تماما quot;لرئيس للاغنياءquot; احتفل بفوزه مع رؤساء شركات كبرى ثم امضى عطلة على يخت صديق ثري له هو فنسان بولوريه.

وقال هولاند ان quot;قوة الرموز تؤثر الى حد كبير في هذه المرحلة التي لا استطيع فيها التحرك، لكنني منتخب من قبل الفرنسيين (...) لم ارغب في تغيير وتيرة حياتي ولا علاقتي بالفرنسيينquot;.

اما صديقته السابقة سيغولين روايال، فقد اعلنت ان ابناءه لن يحضروا حفل تنصيب والدهم في قصر الاليزيه الثلاثاء، خلافا لما حدث في 2007 عما تجمعت عائلة ساركوزي من جديد مثيرة اهتماما كبيرا.

وتوجه هولاند الجمعة الى كوريز حيث ينتخب منذ ثلاثين عاما ومن هذه المنطقة اطلق حملته الانتخابية في 11 آذار/مارس 2011.

وقد حرص على التعبير عن امتنانه لهذه المنطقة التي quot;منحته الكثيرquot; كما قال.

وفي مدينة تول حيث القى اول خطاب له بعد انتخابه الاحد، اكد انه quot;يشعر بمزيج من الفخر والحنين. لكن الفخر يطغى على الحنينquot;. واضاف انه quot;يمكن ان يعيش هذا الوضع كما لو انه ينتزع من المدينة وكذلك كما لو انه سموquot;.

واضاف ان quot;صفحة تطوى لكن في الكتاب نفسهquot;.

وتنتهي هذه المرحلة الانتقالية الثلاثاء مع تسلم السلطة من نيكولا ساركوزي. وفي هذه الاثناء سيعين هولاند رئيسا للوزراء وحكومة يفترض ان يعلن عنها مساء الاربعاء.

وحتى الآن، لا يبدو الرئيس الجديد سخيا في تصريحاته وان كان احد المقربين منه رئيس كتلة الاشتراكيين في مجلس النواب جان مارك آيرو يبدو مرجحا لتولي رئاسة الحكومة التي ستوزع المناصب فيها بالتساوي بين النساء والرجال وان تضم حلفاء من دعاة حماية البيئة.

وفي التوقعات المباشرة، سيسمح له الفوز المرجح لليسار في الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 10 و17 حزيران/يونيو باغلبية مقاعد البرلمان، بتطبيق برنامجه.

لكن الاقتصاد يبدو قضية ملحة اذ يتوقع تراجع وضع الوظيفة في الاشهر المقبلة بينما ينتظر اطلاق عدة خطط اجتماعية في قطاعات عدة وان يقف النمو عند 0,5 بالمئة هذه السنة.

ويأمل الرئيس الجديد ايضا في احداث تغيير في الوضع في اوروبا حيث نجح في اعادة النمو الذي طغت عليه ازمة الدين، الى قلب المناقشات.

وقد اعتبر انتخابه مصدر امل في الدول التي تواجه اجراءات تقشفية وخصوصا في اليونان التي تشهد فوضى سياسية.

لكن الاصعب هو اقناع المانيا باضافة شق يتعلق بالنمو في الاتفاقية حول الميزانية الاوروبية التي ترفض برلين اي تفاوض حولها.

وسيتوجه هولاند الثلاثاء الى المانيا للقاء ميركل التي اكدت اليوم ان اقامة شراكة مستقرة مع الرئيس الجديد امر ممكن.