يبين قيادي في حزب هولاند أن الدبلوماسية الفرنسية اتجاه العالم العربي ستتغيّر في الفترة المقبلة، كما يشرح قيادي آخر الأسباب التي أدت إلى هزيمة نيكولا ساركوزي في الانتخابات الأخيرة.


باريس: خصّ القيادي في الحزب الاشتراكي الفرنسي وأحد المرشحين للاستوزار في الحكومة الفرنسية المرتقب تشكيلها، رازي حمادي، quot;إيلافquot; بتصريحات حول الرؤية التي يحملها الرئيس المنتخب فرانسوا هولاند بخصوص دبلوماسية بلده اتجاه العالم العربي، وعزم حزبه على كسب الانتخابات التشريعية المقبلة.

وبدوره قدم القيادي العربي في حزب ساركوزي، الاتحاد من أجل حركة شعبية، علي زريق لـquot;إيلافquot; تفسيرًا للهزيمة التي منيّ بها مرشحه، كما استعرض التحديات التي تنتظر تنظيمه السياسي.

عبر رازي حمادي، القيادي في الحزب الاشتراكي الفرنسي، عن شعوره quot;بالسعادةquot; بفوز مرشح حزبه فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ويقول المسؤول في الحملة الانتخابية لهولاند: quot;هولاند كان متنبهًا للربيع العربي، وعندما كان مسؤولاً اشتراكيًا كانعلى علاقة دائمة مع الحراك العربي بشكل وبآخرquot;.

وفي السياق ذاتهيزيد قائلاً: quot;كما أنه ظل متنبهًا للطريقة التي يمكن من خلالها أن يقدم الشيء الكثير للربيع العربي، وسبق له أن قام بجولات في عدد من العواصم العربية، وتعلم أن الشباب يوجد في قلب انشغالاتهquot;.

الدبلوماسية الفرنسية ستتغيّر

رازي حمادي إلى جانب الرئيس المنتخب فرانسوا هولاند

بالنسبة للدبلوماسية الفرنسية في عهد هولاند، يقول حمادي: quot;الكثير من الأشياء ستتغيّر فيها. ستبنى على الحوار والتشاور، وطريقة التعاطي مع الانتفاضات العربية ستأخذ اتجاهًا آخر ليس كما تصرف ساركوزي في حالة ليبيا وإن كان ذلك أدى إلى سقوط القذافي، كما أن التعاون المتوسطي سيأخذ مفهومًا جديدًا مبنيًا على الاحترام المتبادلquot;.

وإن كانت للقياديين الاشتراكيين المنحدرين من الهجرة حظوظ في الاستوزار في الحكومة التي سيشكلها الرئيس الفرنسي الجديد في الأيام القليلة المقبلة، يجيب حمادي الذي يعد بدوره من المرشحين لدخول هذه الحكومة: quot;هولاند قال إنه يريد التنوع، وهو رجل معروف باحترام التزاماتهquot;.

ولا يتوقع حمادي أن يفشل الاشتراكيون في الانتخابات التشريعية، التي يفرض عليهم كسبهاكي يمنحوا الرئيس فرانسوا هولاند فرصة تطبيق برنامجه الانتخابي، مؤكدًا أن quot;الفرنسيين مع التغيير وسيوفرون للرئيس المنتخب كل الإمكانيات لتنفيذ وعوده، لأن اليمين ليس له أي برنامجquot;.

زريق: هزيمة ساركوزي كانت متوقعة

كما عبر علي زريق، عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، عن شعوره quot;بخيبة أملquot; نتيجة هزيمة ممثل حزبه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية نيكولا ساركوزي، مستدركًا بقوله: quot;لكنها ليست بالكبيرة، لأنني كنت أتوقع ذلك بسبب التوجه الذي رسمه فريق ساركوزي والقريب جدًا من اليمين المتطرف خلال حملة الرئاسياتquot;.

ويضيف هذا القيادي في الحزب اليميني المنهزم في انتخابات السادس من الشهر الجاري في حديث لـquot;إيلافquot;: quot;أن الحملة التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأخيرة تناقضت مع سياسة الانفتاح التي عرف بها ساركوزي خلال 2007 حيث انتخب رئيسًا لفرنسا بعد أن صوّت له العرب بكثافةquot;، موضحًا أن quot;العديد من الفرنسيين الأصليين كانوا ضد استراتيجية الحزب في الحملة الانتخابية الأخيرةّquot;.

وعن الأجواء السائدة في حزب الاتحاد من أجل حركة بعد الهزيمة، يقول زريق: quot;إن القياديين في الحزب ينظرون بعين نقدية إلى هذه الهزيمة. والكل يعرف أن ساركوزي تبنى خطاب اليمين المتطرف. الاتحاد من أجل حركة شعبية لم يكن يومًا حزبًا متطرفًا، والذي دفعه إلى الانحدار نحو اليمين المتطرف كان مجرد تكتيك خلال الحملة الانتخابية إلا أنه كان خاسرًا لأن اليمين المتطرف ليس هو الحل وإنما هو المشكلةquot;.

هولاند يتحدث إلى وسائل الإعلام
وإذا فضل الاتحاد من أجل حركة شعبية، يفيد هذا القيادي في الحزب اليميني، أن quot;يخوض الانتخابات التشريعية بالمنهجية نفسها، كما أرادها فرانسوا كوبي الأمين العام للحزب الذي تحدث عن الهجرة والإسلام أخيرًا، سيؤدي به إلى المصير نفسهالذي وصل إليه في الانتخابات الرئاسيةquot;.

ويؤكد محدثنا أن الحزب الذي حكم فرنسا لسنوات quot;موحد لخوض الانتخابات البرلمانية كرجل واحدquot;، ملفتًا إلى quot;أن ذلك لا يعني أنه ليست هناك خلافات داخلية بين صقور الحزب، لكنها سوف لن تظهر للعلن وسيحاول الحزب أن يقدم نفسه للناخبين موحدًاquot;.

ويتحدث زريق عن وجود تيارين متصارعين داخل حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية،quot;تيار يجسده صقور الحزب والممثل في القياديين المتشددين تجاه الهجرة والإسلام كوزير الداخلية كلود غيون وغيرهquot;، وتيارسمّاه بجناح quot;الحمائمquot; الممثل في الصف quot;الشيراكيquot;، أي المحسوبين على الرئيس السابق جاك شيراك وعلى رأسهم الوزير الأول الأسبق جان بيير رفران.