اسطنبول: تامل انقرة في تحسين علاقاتها بباريس مع رحيل نيكولا ساركوزي عن السلطة وهو الذي لم يكن يحظى بشعبية في تركيا بسبب معارضته الشديدة لانضمام هذه الاخيرة الى الاتحاد الاوروبي.
واعتبر المحلل السياسي سينان اولغن في اسطنبول quot;اننا لا نعرف جيدا شخصية رئيسكم الجديد، لكن من غير المرجح ان يحصل معه التنافر نفسه الذي حصل مع ساركوزيquot;.
وفي رد على انتخاب الاشتراكي فرنسوا هولاند، اعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي ينتمي الى التيار السياسي الاسلامي، عن الامل في حصول تغييرات في العلاقات بين البلدين.
وقال quot;نامل ان تكون المرحلة الجديدة في فرنسا مختلفة عن سابقتها لجهة العلاقات التركية الفرنسيةquot;.
واضاف ان quot;الرسائل الشعبوية التي تخللت الحملةquot; الانتخابية في فرنسا يجب ان تزول والا quot;فسيكون لذلك انعكاس سلبي على العلاقاتquot; الثنائية، في اشارة الى استعمال المرشح ساركوزي مواضيع تعود لليمين المتطرف.
واتهم اردوغان ساركوزي في نهاية 2011 quot;بالسعي الى تحقيق مصالح انتخابية مستخدما الكراهية ضد المسلمين والاتراكquot; بعد المصادقة على قانون في فرنسا يجرم انكار ابادة الارمن التي ترفضها تركيا. وفي نهاية المطاف رفض المجلس الدستوري الفرنسي القانون في صيغته الحالية.
وذكر المسؤول التركي اخيرا باعلان ساركوزي خلال الانتخابات انسحابه من الحياة السياسية اذا هزم.
وقال اردوغان ان quot;ساركوزي وعد بالانسحاب من الحياة السياسة، لم يبق له خيار اخر. سيذهب في عطلة ولا شكquot;.
واكد المحلل المتخصص في الشؤون الاوروبية جنغيز اكتر ان quot;العلاقات بين ساركوزي واردوغان كانت سيئة. ربما لانهما شخصيتان متشابهتان، صلبتان جداquot;.
وفي شباط/فبراير 2011 وخلال زيارة قصيرة جدا قام بها ساركوزي الى انقرة، اثارت استياء رسميا في تركيا، شنت الصحافة هجوما على الرئيس الفرنسي واتهمته بمضغ علكة عند نزوله من الطائرة وعرض نعل حذائه امام محادثيه في موقف يثير الاستياء في الدول الاسلامية.
وفضلا عن صراع الشخصيتين، سيكون تطور العلاقات الثنائية رهن ملفين كبيرين هما ابادة الارمن واوروبا.
ولا مجال لترقب الكثير من الملف الاول لان فرنسوا هولاند ابدى التصميم نفسه على غرار خصمه ساركوزي في المصادقة على قانون يجرم ابادة الارمن.
وقال في نيسان/ابريل مخاطبا ارمن فرنسا quot;مهما كانت الضغوط التي تمارس، ساقاومها ولن يدخل تاريخكم النسيان ابدا لانه لن يكون محط جدل في المستقبلquot;.
وبشان ترشيح تركيا الى عضوية الاتحاد الاوروبي، كرر ساركوزي خلال ولايته انه لا مكان لتركيا في اوروبا بينما تختلف مقاربة هولاند عنه قليلا.
وصرح هولاند لمجلة لو نوفيل اوبسرفاتور ان quot;الاتحاد الاوروبي منح تركيا وضع المرشح للانضمام. ويتعين علينا مواصلة المفاوضات بنية حسنة وترك الشعوب الاوروبية والشعب التركي تقرر عندما يحين الوقتquot;، موضحا مع ذلك ان انضمام تركيا لن يتم خلال ولايته.
واعتبر جنغيز اكتر ان quot;ثمة نقطة تفاؤلquot; لان quot;معارضة (الانضمام) في عهد ساركوزي كانت منهجية بالنسبة الى المفاوضات الاوروبية مع تركياquot;.
من جانبه، اعتبر المحلل هيو بوب (مجموعة الازمات الدولية) ان quot;هناك فرصة ذهبية لتطبيع العلاقاتquot; لان quot;ساركوزي كان يستخدم رفضه انضمام تركيا لاغراض سياسية داخليةquot;.
واضاف هولاند لمجلة لو نوفيل اوبسرفاتور انه لا بد quot;من استئناف حوارنا مع تركيا في اطار هادئ: ان تصعيد التوتر الذي كان يمارسه نيكولا ساركوزي لاغراض سياسية منذ خمس سنوات لا يتطابق ومصالح بلادنا واوروبا والسلامquot;.