القاهرة: كشف مسؤولون مطلعون عن أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تمضي نحو رفع اسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة من قائمة المنظمات الإرهابية الخاصة بوزارة الخارجية الأميركية، في تصعيد قد يزيد من تدهور العلاقات بين واشنطن وطهران، في وقت تتجدد فيه الجهود الدبلوماسية لمواجهة برنامج إيران النووي.

وسبق أن تم تحديد المنظمة باعتبارها منظمة إرهابية قبل 15 عاماً لضلوعها، كما قيل، في اغتيال مواطنين أميركيين في السنوات التي سبقت ثورة إيران الإسلامية عام 1979، ولتحالفها مع الزعيم العراقي القوي، صدام حسين، في مواجهة طهران.

وانخرطت المنظمة طوال العامين الماضيين بواشنطن في حملة ضغط قانونية مكثفة من أجل الظفر بقرار dقضي برفع اسمها من قائمة الإرهاب الخاصة بوزارة الخارجية.

ومن الجدير ذكره أن تصنيف المنظمة باعتبارها إرهابية، وهو ما حدث اعتباراً من العام 1997، قد تسبب في تجميد أصولها داخل الولايات المتحدة وحرمها من جمع الأموال.

ونقلت في هذا الصدد صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مسؤولين أميركيين كبار قولهم إن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، لم تتخذ بعد أي قرار نهائي بشأن وضعية المنظمة. لكنهم أشاروا إلى أن الوزارة تميل لرفع اسم المنظمة إذا واصلت التعاون بإخلائها قاعدة شبه عسكرية سابقة في العراق يطلق عليها معسكر أشرف، سبق للمنظمة أن استخدمتها في شن هجمات عابرة للحدود داخل إيران.

وأضاف المسؤولون الأميركيون أن كلينتون ستتخذ قرارها النهائي بشأن وضعية المنظمة في غضون مدة لن تقل عن 60 يوماً بعد أن يتم نقل آخر عضو بالمنظمة من معسكر أشرف إلى مرفق عبور بالقرب من مطار بغداد الدولي. وأفادت الصحيفة بأن الولايات المتحدة تعمل مع الأمم المتحدة لإعادة توطين سكان معسكر أشرف في بلدان ثالثة. علماً بأن عدد السكان المتبقين هناك يقدر بحوالي 1200 نسمة.
وقالت فيكتوريا نولاند، ناطقة باسم وزارة الخارجية يوم أمس: quot;سوف يكون تعاون المنظمة في إغلاق معسكر أشرف بسلام ونجاح عاملاً رئيسياً في القرار الذي ستتخذه كلينتون بشأن وضعية مجاهدي خلق باعتبارها منظمة إرهابية أجنبيةquot;.

وفي نفس الإطار، عبر دبلوماسيون إيرانيون وغربيون عن تخوفهم من أن تدفع قضية مجاهدي خلق إلى تبادل الاتهامات من جانب طهران، التي تصب تركيزها على تحييد المنظمة. ولطالما سبق لإيران أن اتهمت بلدان غربية بالنفاق، نظراً لاستضافتها أعضاء منظمة مجاهدي خلق وانتقادها في نفس الوقت دعم طهران للجماعات المسلحة، مثل حزب الله في لبنان وحركة حماس في الأراضي الفلسطينية.

وسبق لرامين مهمانبرست، متحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن قال الأسبوع الماضي :quot; بالرغم من الادعاءات التي يتحدث من خلالها البعض عن مكافحة الإرهاب، فإننا نعتقد أن البلدان الغربية هي التي توفر أكبر الدعم للجماعات الإرهابيةquot;.

وعاود المسؤولون الأميركيون ليقولون إن تلك التحركات الجديدة ليس لها أي صلة بالمحادثات النووية المقبلة، لكنها ترتبط بتحدي المنظمة القانوني لتوصيفها بالمنظمة الإرهابية، في إحدى محاكم الاستئناف بواشنطن. وسبق لأحد القضاة أن أمر وزارة الخارجية الأميركية قبل ما يقرب من عامين بأن تراجع وضعية المنظمة، وبموجب قواعد الكونغرس، لابد وأن تستغرق تلك العملية 180 يوماً فقط.

ومضت وول ستريت جورنال تنقل عن أحد كبار المسؤولين الأميركيين قوله :quot; هناك حالة كبيرة من العداء بين المسؤولين الإيرانيين تجاه منظمة مجاهدي خلق. لكن قيامنا برفع اسمها لابد وأن يتم وفقاً للحقائق والقانون. ولا يجب أن ينظر لأي خطوة من جانبنا لرفع اسم المنظمة على اعتبار أنها إشارة دالة على تقديمنا الدعم لهاquot;.

وقال مسؤولون آخرون مطلعون على قضية المنظمة إن كلينتون ربطت إغلاق معسكر أشرف بقضية تصنيف المنظمة باعتبارها منظمة إرهابية لنزع فتيل قضية دبلوماسية شائكة بين بغداد وواشنطن. وأشار نفس هؤلاء المسؤولين أيضاً إلى أن كلينتون يمكن أن ترفض رفع اسم المنظمة من قائمة الإرهاب بسبب معلومات أخرى تم تجميعها عن دورها في الإرهاب. بيد أنهم اعترفوا أن ذلك سيكون صعباً من الناحية السياسية بالنسبة لكلينتون بعد أن صرحت مؤخراً بأهمية قضية معسكر أشرف.

ومضت الصحيفة تنقل عن دبلوماسيين ومحللين مختصين بالشأن الإيراني قولهم إن أي تحركات من جانب واشنطن لرفع اسم المنظمة من قائمة الإرهاب قد تدفع بإيران لرفع سقف مطالبها عند جلوسها بعد أيام على مائدة التفاوض مع القوى الغربية.