المقرحي محاطًا ببعض أفراد أسرته

بغض النظر عمّا إن كان عبد الباسط المقرحي بريئًا أو مذنبًا بتفجير طائرة laquo;بان آمraquo; الأميركية فوق لوكربي، فيبدو أن وفاته، من وجهة نظر الليبيين أنفسهم، تثير الأماني بأن تمحو معها سمعة البلاد السيئة التي اكتسبتها خلال عهد العقيد القذافي.


لندن: اتخذ الحزن الذي أثارته وفاة عبد الباسط المقرحي وسط الليبيين المرتبة الثانية بعد الشعور بالارتياح. وهذا لأنها، كما يأملون، قد تسدل ستار الختام على مشاعر العالم السلبية إزاء البلاد منذ إدانته نيابة عنها بتفجير طائرة laquo;بان آمraquo; الأميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية العام 1988.

وكان من المؤشرات الى هذا الحال أن وكالة الأنباء laquo;ليبيا الحرةraquo; أذاعت نبأ الوفاة غير مطوّل، وأن المجلس الوطني الانتقالي سارع الى القول إنه ملتزم بالسعي الى كشف الحقائق المتصلة بالهجوم كاملة. وصرح محمد الحريزي، عضو المجلس والناطق باسمه لوسائل الإعلام بأن وفاة المقرحي لا تغلق باب التحقيق حول ظروف الواقعة أمام حكومة بلاده التي ستواصل البحث عن الحقيقة في ما اتصل بها.ا

لكنّ دبلوماسيين يقولون إن الأرجح أن ليبيا لن تعيد فتح القضية قبل تشكيل حكومة دائمة في أعقاب انتخابات 19 حزيران(يونيو) المقبل. وقالت صحيفة laquo;غارديانraquo; البريطانية إنها تلمست الشعور السائد في حي دمشق الراقي في طرابلس، حيث دار المقرحي التي منع أقاربه الصحافيين من دخولها. وقالت إنها وجدت أن وفاته أثارت التفاؤل - بدلاً من الحزن - إزاء أن تصبح نهاية الفصل الأخير في رواية تفضل البلاد أن يودعها العالم في طي النسيان.

ونقلت عن عرفة محمد، الشاب العامل في مطعم للوجبات السريعة في الحي، قوله: laquo;المقرحي أشاع الانطباع وسط الدنيا بأن الليبيين إرهابيونraquo;. وقالت الصحيفة إن هذا الإحساس تعززه حقيقة أن المقرحي كان مسؤولاً أمنيًا في عهد معمر القذافي وذا حظوة كبيرة لدى النظام تمثلت مظاهرها في الفيلا الفاخرة التي يملكها ويقام فيها مأتمه الآن.

ومن جهته، قال صاحب متجر للأواني المنزلية في الحي نفسه اسمه محمد: laquo;الله وحده يعلم ما إن كان المقرحي مذنبًا أو بريئًا. لكن قضية لوكربي نفسها أضرت كثيرًا بسمعة بلادناraquo;. ومضى قائلاً: laquo;عانينا من العزلة عن المجتمع الدولي لأن العالم أخذنا جميعًا بجريرة القذافي وأتباعه وجرمهمraquo;.

وقالت الصحيفة إن وفاة المقرحي تأتي متلازمة مع الوصول الى طريق مسدود يتمثل في رفض المجلس الوطني الانتقالي السماح للمحققين البريطانيين بزيارة ليبيا لغرض البحث عما يلقي بالضوء على قضية لوكربي، كما أنها تمس موضوعًا حساسًا وهو أن الأغلبية من رموز النظام البائد تشغل مناصب رفيعة في السلطة الانتقالية.

المقرحي أيام واقعة لوكربي

وعلى سبيل المثال، فإن الطاقم الإداري لجهاز أمن القذافي يظل كما هو رغم الافتراض القائل إن الجهاز نفسه حُلَّ بنهاية نظامه. وإزاء هذا الوضع أعلن القائمون على شؤون بنغازي - مهد الثورة - أن الفائزين في انتخابات مجلس المدينة التي أجريت خلال عطلة نهاية الأسبوع قد يصبحون حكومة بديلة في حال ثبت - كما يتوقعون - افتقار الانتخابات القومية في حزيران (يونيو) الى النزاهة.