يواصل المصريون تصويتهم في اليوم الثاني للانتخابات الرئاسية، فيما تشير التقديرات إلى تقدم أربعة مرشحين،وهم محمد مرسي،واحمد شفيق، وعبد المنعم ابو الفتوح، وعمرو موسى.
صبري حسنين من القاهرة، وكالات: يواصل المصريون التصويت في الإنتخابات الرئاسية الأولى بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك، واصطفوا في طوابير لليوم الثاني، quot;الخميس 24 مايو/ آيار الجاريquot;، أمام لجان الإقتراع إنتظاراً للإدلاء بأصواتهم، فيما تباينت الرؤى بشأن أكثر المرشحين حظاً في الفوز بالإنتخابات، لكن التكهنات تشير إلى تقدم أربعة مرشحين على الاقل، وهم محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، وأحمد شفيق رئيس الوزراء أثناء الثورة، والمحسوب على الفلول، إضافة إلى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وعمرو موسى، على التوالي.
إقبال متوسط
وشهد اليوم الثاني والأخيرمن التصويت تأخر فتح لجان الإقتراع أمام الناخبين، واستمرار الدعاية الإنتخابية المحظورة، وكان الإقبال متوسطاً رغم منح الحكومة، برئاسة الدكتور كمال الجنزوري، العاملين في الدولة والقطاع الخاص اليوم الخميس 24 مايو/ آيار إجازة رسمية مدفوعة الأجر، من أجل التصويت في الإنتخابات.
ووفقاً لشبكة quot;مراقبون بلا حدودquot;، فإن نسبة الإقبال متباينة في مختلف مناطق الجمهورية، فقد كانت نسبة الإقبال ضعيفة جدًا إلى منعدمة في عدد من اللجان وضعيفة إلى أقل من المتوسطة في عدد آخر من اللجان أقل عددًا من الفئة الأولى، وعلى سبيل المثال، هناك إقبال متوسط في لجان مدرسة الشهيد طيار محمد كامل الاعدادية بنات، مدينة سوهاج، بينما جاء الإقبال ضعيفاً في لجان مدرسة ترسا الابتدائية بنين، قرية ترسا، مركز سنورس، الفيوم.
وكانت نسبة الاقبالضعيفة جدًا في لجان مدرسة الزراعة الثانوية بنين، مركز ببا، بني سويف. وتأخر فتح مقار الإقتراع أمام الناخبين لمدد تتراوح ما بين عشر دقائق وساعة ونصف الساعة، ومنها: مدرسة الشروق الابتدائية، الوراق ، الجيزة، مدرسة آل عابدين الابتدائية بقرية موشا، أسيوط، مدرسة فاطمة الزهراء الابتدائية، الوراق، الجيزة، مدرسة الشهيد عبد العزيز الابتدائية، فيصل، الجيزة.
دعاية محظورة
فيما كثف المرشحون من دعايتهم الإنتخابية رغم أن القانون يحظرها أثناء الإقتراع، وكانت الدعاية الأكثر من نصيب مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، والفريق أحمد شفيق، ومنها تخصيص سيارات للدعاية ونقل الناخبين إلى اللجان، كما حدث في مدرسة الوراق للمرشح محمد مرسي، الوراق، الجيزة، ومدرسة الحامول الثانوية بنات، الحامول، كفر الشيخ، ولجان مدرسة الفنية التجارية المتقدمة، طلخا، الدقهلية.
أبرز الخروقات
وتلقت اللجنة العليا للإنتخابات آلاف الشكاوى أمس وصباح اليوم بخصوص خروقات المرشحين، فقدمت شبكة quot;مراقبون بلا حدودquot; 143 شكوى، منها تسع وستون شكوى تمثل تجاوزات رئيسية بالعملية الانتخابية بسبب التأثير على الناخبين والدعاية الإنتخابية أمام اللجان الانتخابية والنقل الجماعي لهم والأخطاء في اسماء الناخبين في الكشوف الانتخابية والتصويت الجماعي في لجان السيدات.
واحتلت مخالفات التأثير على الناخبين أثناء التصويت المرتبة الأولى، وفي المرتبة الثانية شكاوى الدعاية الإنتخابية أمام اللجان الانتخابية، وفي المرتبة الثالثة الأخطاء في اسماء الناخبين في الكشوف الانتخابية وبطء اجراءات التصويت وتأخر فتح اللجان الانتخابية، وفي المرتبة الرابعة شكاوى نقل مقارات الناخبين الى لجان بعيدة عن مقار سكنهم، وفي المرتبة الخامسة التصويت الجماعي وغلق اللجان قبل الموعد، بالإضافة إلى تقديم رشاوى ومنها: بلاغ من المواطن المصري طاهر يسري في لجنة مدرسة الصغرى الاعدادية بنين مركز اجا في محافظة الدقهلية،عن قيام أنصار المرشح أحمد شفيقبإقامة مقرلحملتهم في جوار المدرسة، وتقديم الطعام والشراب للناخبين وحثهم على انتخاب شفيق ومهاجمة باقي المرشحين.
تقدّم أربعة مرشحين
هذا، وقال خبراء إن هناك صعوبة شديدة في التكهن بإتجاهات التصويت في الإنتخابات الرئاسية، ووفقاً للدكتور محمد عبد السلام،الخبير السياسي، فإن الصعوبة تكمن في أن المصريين يصوتون للمرة الأولى في انتخابات رئاسية تعددية من دون وصاية من أحد أو تدخل من قبل أجهزة الأمن أو أجهزة الدولة، فضلاً عن تفتيت أصوات الكتل الرئيسية.
وقال عبد السلام لـquot;إيلافquot; إنها تجربة نادرة، مشيراً إلى أن هناك تقدماً ملحوظاً لأربعة مرشحين على الأقل هم: مرشح الأخوان محمد مرسي، إضافة إلى المرشح المحسوب على النظام السابق أحمد شفيق، الذي أحرز مركزاً متقدماً في تصويت المصريين أمس، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، إضافة إلى الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى.
وتوقع عبد السلام عدم حسم الإنتخابات من الجولة الأولى، لاسيما في ظل تفتيت أصوات الكتل الرئيسية في مصر، ومنها كتلة الإسلاميين، التي ذهبت إلى مرشح الإخوان محمد مرسي، والدكتورعبد المنعم أبو الفتوح، والدكتور سليم العوا، مشيراً إلى أن كتلة الفلول تفتتت أيضاً بين عمرو موسى، وأحمد شفيق، كما كتلة الثورة والليبراليين تفتت ما بين المرشحين: عبد المنعم أبو الفتوح، وحمدين صباحي، وخالد علي.
الاخوان يؤكدون ثقتهم في فوز مرشحهم
بعد ان كان الاعتقاد السائد قبل شهر واحد فقط ان فرص مرشح جماعة الاخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية ليست كبيرة، يؤكد الاخوان اليوم ثقتهم التامة في فوز مرشحهم بفضل ماكينتهم الانتخابية التي لا تضاهى.
وفي فيلا بهضبة المقطم في القاهرة ازدانت جدرانها بصور المرشدين العامين التسعة الذين تعاقبوا على الجماعة منذ تاسيسيها على يد الشيخ حسن البنا العام 1928، يدخل قادة الاخوان من حين الى اخر غرفة العمليات التي تعمل كخلية نحل من اجل انجاح مرشحم محمد مرسي في الجولة الاولى من هذه الانتخابات التي بدات امس الاربعاء وتنتهي اليوم الخميس.
بدا الاخوان حملتهم الانتخابية بتأخر نسبي بعد ان تراجعوا عن قرارهم بعدم خوض هذه الانتخابات وتقدموا بمرشحهم الاول خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة الذي تم استبعاده على الاثر بسبب عدم انطباق شروط الترشح عليه.
ودفع الاخوان بمرشحهم الاحتياطي محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة.
وخلال شهر واحد عملت الشبكة الواسعة لناشطي الاخوان المنتشرة في جميع انحاء البلاد على قدم وساق للترويج لمرسي بعد ان ساعدت بالفعل مرشحي الجماعة في الفوز في الانتخابات التشريعية حيث يشكلون الان الغالبية في مجلسي الشعب والشورى الجديدين.
ويقول عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة quot;انها اكبر ماكينة. وقد توقعت ان يحدث هذا مع مرور الوقتquot;.
يرى هذا المعتقل السياسي السابق الذي هرب من السجن مع كثيرين غيره خلال الانتفاضة الشعبية التي اطاحت الرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011، ان هذه الانتخابات تشكل منعطفا حاسما للبلاد ولجماعته.
واضاف العريان quot;نحتاج الى رئيس قادر على تحقيق اهداف الثورةquot;.
وكان الاخوان المسلمون الذين تعرضوا طويلا للقمع في العهود السابقة، اكدوا في البداية انهم لن يترشحوا لسدة الرئاسة.
لكنهم غيروا موقفهم عندما تبين لهم بوضوح، كما يقولون، ان البرلمان اضعف من ان يدفع الى الاصلاحات في الوقت الذي تزايد فيه الاستياء من ادائهم البرلماني لدى الذين انتخبوهم.
الا ان الاخوان ظلوا منقسمين بشان هذه المسالة حتى اخر اجتماع لمجلس شورى الجماعة الذي اقر بغالبية ضئيلة ترشيح خيرت الشاطر في اواخر اذار/مارس الماضي.
ويقول العريان quot;كان الامر صعباquot;، موضحا ان quot;المعارضين قالوا اننا سنتحمل مسؤولية كبيرة لكن الامر كان يتعلق بانقاذ مستقبل البلد. اذا لم نتحمل نحن المسؤولية فلمن سنتركها؟quot;.
وبعد ان تم استبعاد الشاطر بسبب حكم السجن الصادر ضده من محكمة عسكرية، تم الدفع بمرسي كمرشح احتياطي.
ويؤكد العريان انه تم تسخير ماكينة الجماعة لتحقيق هذا الهدف مع نزول الالاف من الكوادر المؤمنين ببرنامج الحزب وليس بالزعامة الشخصية الى الشوارع لاقناع الناخبين باختيار الاسلاميين من جديد.
وخلال وقت قصير كانت صور مرسي تملأ جميع شوارع البلاد.
عملت الجماعة على حشد الالاف في جميع انحاء البلاد لسماع خطاب مرسي في الوقت الذي كانت تحارب فيه ما اسمته حملة اعلامية مناهضة للاخوان.
واوضح العريان quot;اننا نتعامل مع السلبيات الاعلامية بالتحدث مباشرة الى الناسquot;.
كما فتحت جماعة الاخوان مركزا اعلاميا في بناية مواجهة لوزارة الداخلية بوسط العاصمة حيث نظموا يوميا العديد من اللقاءات الصحافية في حديقة المركز بينما كان قادتهم يجرون داخله لقاءات مع وسائل الاعلام.
وقال القيادي في الجماعة ياسر علي quot;منذ اكثر من 80 سنة ونحن في مكان. اننا موجودون في 4500 قرية وفي كل المدن. اننا لا نترك ابدا الشارعquot;.
التعليقات