القاهرة: بعد ان نزلوا منذ اكثر من عام الى الشارع بمئات الالاف يوحدهم هدف واحد هو الاطاحة بالرئيس السابق بات quot;شباب الثورةquot; منقسمين بشان سبل التوصل الى تحقيق افكارهم.
الكثير منهم اصابهم التعب من الصراع المستمر مع quot;فلولquot; النظام السابق ويشعرون بالاسف وخيبة الامل لاحساسهم بان ثورتهم تعرضت للquot;مصادرةquot; من الجيش والاسلاميين.
لكنهم غير نادمين على الاطلاق على ثورتهم رغم اعمال العنف التي تخللت هذه المرحلة الانتقالية والتي سقط فيها عشرات القتلى.
ورغم ان معظمهم يؤكد استعداده للنزول مجددا الى الشارع بعد 15 شهرا من سقوط الرئيس السابق فان شباب الثورة ما زالوا متفرقين وبلا زعامة تمثلهم.
اسراء عبد الفتاح (33 سنة) التي انشات عام 2008 صفحة quot;6 ابريلquot; على الفيسبوك لتصبح على الاثر من الحركات المساهمة بفاعلية في انطلاق الانتفاضة تؤكد انها ليست quot;عضو شرفquot; في هذه الحركة.
وتقول الشابة التي تردد اسمها بين المرشحين لجائزة نوبل لفرانس برس quot;احضر فعالياتهم وادعمهمquot;، الى جانب عملها في منظمة غير حكومية.
واقرت quot;من المؤكد ان هناك انقسامات وهذا يضعفنا. لكن هذا طبيعي في هذه المرحلة (الانتقالية)quot; مؤكدة في الوقت نفسه quot;اشعر بالتفاؤل رغم استمرار وجود جزء من النظام السابقquot;.
واضافت quot;مع الرئيس الجديد سنبدا المرحلة الانتقالية الحقيقيةquot;.
وفي الاسابيع الاخيرة تركز النقاش على الانتخابات الرئاسية: هل المشاركة ضرورية؟ وفي حالة كان الامر كذلك من المرشح الذي يجب دعمه.
تدعو اسراء الى انتخاب حمدين صباحي القومي العربي الناصري بينما اختار وائل غنيم مؤسس صفحة quot;كلنا خالد سعيدquot; التي كان لها دور حاسم في اشعال الانتفاضة، الاسلامي المعتدل عبد المنعم ابو الفتوح.
في المقابل يفضل اخرون مثل محمد واكد الناشط الاشتراكي القديم مقاطعة الاقتراع. وقال لفرانس برس quot;اعلم اننا اقلية وان الناس لن تقاطع لكن الامر يتعلق بالتنديد بعوار هذه الانتخاباتquot;.
كما يحتدم النقاش على الاستراتيجية التي يجب ان تتبع حيال الجيش ومسالة استمرار التظاهرات قبل اسابيع قليلة من تسليم السلطة الى رئيس مدني.
وقال المدون محمود سالم المشهور بquot;ساندمانكيquot; انه quot;كثوار مدنيين لا ينبغي عليكم الذهاب الى تظاهرة او اعتصام يدعو اليه الاسلاميون خاصة اذا كانت الاهداف غير واضحةquot;.
وبرر هذا الموقف بالقول quot;بعد ان يمتلىء المكان بكم سينسحبون ويتركونكم في مواجهة المشاكل والاعتقالاتquot;، وذلك ردا على احداث العنف الاخيرة التي جرت مطلع ايار/مايو في محيط وزارة الدفاع بالقاهرة بعد تظاهرة لانصار المرشح الاسلامي المستبعد حازم صلاح ابو اسماعيل.
واضاف سالم quot;هل تحتاجون الى استراتيجية جديدة؟ هل يجب وقف الاعتصامات نهائيا لانها غير مجدية وليست سوى مصيدة؟quot;.
هذا الموقف يرفضه بشدة محمد واكد الذي يرى انه من الضروري quot;التضامن مع اي تظاهرة سلمية معادية للجيشquot;.
ويرى عز الدين شكري فشير استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في القاهرة ان quot;انقسامهم يضعفهم ويفقدهم جزأ مما قد يكون لهم من ثقل سياسي في الانتخابات الرئاسية لكنه لن يؤثر على ثقل الثوريينquot; على المدى البعيد.
واوضح ان الشباب quot;غيروا اسلوب ممارسة السياسة وابعدوا حدود المسموح به (...) بفرض فكرة عدم وجود محرمات بعد الانquot;.
واضاف quot;استطيع ان اقارن الثورة في مصر بثورة ايار/مايو 1968 في فرنسا حيث لم يكن على الطلبة تولي السلطة لكنهم غيروا المفاهيم. فالوجوه (الثورية) يمكن ان تنطفىء لكن الملايين من شباب مصر الذين يشكلون قاعدة الحركة باقونquot;.