تصاعدت بشكل سريع في مصرشعبية المرشح الناصريحمدين صباحي وجاءت نتائج تصويت المصريين في الخارج التي احتل فيها المركز الثالث، لتؤكد أنه منافس قوي في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى جولتها الاولى الاربعاء والخميس المقبلين.


القاهرة: quot;الرئيس هنا .. الرئيس هناquot;، هكذا صاح شبان متحمسون في قرية دكرنس في دلتا النيل وهم يستقبلون المرشح الناصري حمدين صباحي الذي يعتقدون أنه قادر على تحقيق المفاجأة في اول انتخابات رئاسية حرة في تاريخ مصر.

بشعر فضي وبابتسامة توحي بالتفاؤل، يحيي حمدين صباحي الحشود ويخرج احيانًا من سقف سيارته ملوحًا بيده للأهالي الذين يتابعونه من شرفات منازلهم.

حتى اسابيع قليلة كانت فرص حمدين صباحي، وهو في الثامنة والخمسين من عمره، تبدو ضعيفة.

غير أن شعبيته تصاعدت بسرعة خلال الاسبوعين الاخيرين وجاءت نتائج تصويت المصريين في الخارج التي احتل فيها المركز الثالث، لتؤكد أنه منافس قوي في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى جولتها الاولى الاربعاء والخميس المقبلين.

يساري عروبي، يقول صباحي عن نفسه إنه quot;يستلهم مبادئquot; الرئيس المصري الاسبق جمال عبد الناصر، ولكنه quot;لا يعتزم تكرار تجربتهquot; وبرنامجه الانتخابي كما خطابه الدعائي موجهان اساسًا للفقراء والشرائح الدنيا من الطبقة المتوسطة، بل أن شعار حملته الاساسي هو quot;حمدين صباحي واحد منناquot; ولا يمل من التذكير بأنه ينتمي الى اسرة من الفلاحين في بلدة بلطيم في محافظة كفر الشيخ في دلتا النيل.

وقال ابراهيم زعنون (38 سنة) الذي كان يقف امام مسجد في بلدة دكرنس (170 كيلومتراً شمال القاهرة) حيث توقف صباحي لأداء الصلاة اثناء جولة قام بها السبت في محافظة الدقهلية، quot;إنه ابن فلاح ويفهم مشاكلناquot;.

واضاف quot;أننا نؤيده لانه سيسعى الى توفير فرص عمل لنا وسيعيد لنا حقوقنا وكرامتناquot;.

ويخرج صباحي على اكتاف انصاره الذين يقودونه الى منصة صغيرة لالقاء كلمة.

وامام مئات الاشخاص من بينهم العديد من طلاب جامعة المنصورة المجاورة، قال المرشح موجهًا حديثه الى اهالي البلدة quot;دكرنس العظيمة .. انا واحد منكم وسأعيد لكم حقوقكمquot;.

وبمجرد أن أنهى خطابه، واصل موكبه الجولة في القرى المجاورة حيث بدا أن الناس يحتشدون على سبيل الفضول وليس لرغبة حقيقية في مساندة المرشح.

واطلقت سيدة تحمل طفلاً على كتفها زغردة عندما مرّ موكب المرشح امامها لو أنها اكدت أنها لم تحدد بعد لمن ستصوت في الانتخابات.

وكان عشرات الاطفال والمراهقين يجرون خلف سيارة صباحي السوداء اثناء مرورها في الاحياء الفقيرة.

ولكن عندما وصل المرشح الى مدينة المنزلة شمال محافظة الدقهلية لم تكن الحشود تضم فقط الفضوليين وإنما تجمع مئات من مؤيديه الحقيقيين.

وقالت سالي العزبي وهي طالبة جامعية تدرس القانون في الرابعة والعشرين من عمرها quot;اشعر بالفعل أنه واحد منا وكل شيء فيه يعجبني .. شخصيته وبرنامجه كذلك وهو يتحدث عن التعليم والاقتصاد وعن حرية المرأة وعن الفن وحرية الفكرquot;.

ومثل العديد من مؤيدي صباحي، كانت في الاصل تؤيد المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ولكن بعد انسحابه اصبحت تؤيد صباحي.

ويشدد آخرون على أنهم يؤيدون صباحي منذ البداية ويشددون على أنه حارب الفساد في عهد مبارك وشارك في التظاهرات ضد نظامه حتى قبل أن تنطلق انتفاضة الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير الماضي.

ويقول انصاره إنه يحظى بدعم كبير في المناطق الريفية الفقيرة في الدلتا (شمال مصر) حيث يلقى خطابه اليساري ودعوته الى احترام كرامة المصريين صدى كبيراً.

ولكن المنافسة تبقى مفتوحة في المنطقة التي يزورها صباحي. ففيما كان موكبه يستعدّ لمغادرة دكرنس يرفع أحد السكان كفيه اللذين كتب عليهما اسم مرشح جماعة الاخوان المسلمين، محمد مرسي.