يرى مراقبون وبرلمانيون أن سبب عدم إقبال المصريين على التصويت في الانتخابات الرئاسية يعود إلى جملة أسباب منها الجو الحار وعدم وجود مرشحين أكفاء بالإضافة إلى تزامن التوقيت مع امتحانات الجامعات.


القاهرة: رغم ما تحمله الانتخابات الرئاسية من زخم سياسي كبير والتعويل على الرئيس القادم في إحلال الأمن وإعادة عجلة الاقتصاد إلا أن الانتخابات الرئاسية لم تكن بالكثافة نفسها التي كانت عليها الانتخابات البرلمانية السابقة خاصة مع ثاني أيام هذه الانتخابات، وقد وصف الخبراء قلة إقبال الناخبين بالشيء الطبيعي في جميع الانتخابات الرئاسية على مستوى العالم، ومن الظلم مقارنتها بالانتخابات البرلمانية والتي تتم فيها التعصبات العائلية، كما اتهم البعض فلول الوطني والإخوانبالوقوف وراء تراجع إقبال المصريين على الانتخابات الرئاسية .

يقول الناشط السياسي إيهاب الخولي، القيادي في حزب الإصلاح والتنمية لـquot;إيلافquot;: quot;بالفعل الإقبال على الانتخابات الرئاسية ليس بالقوة والكثافة التي كانت عليها في الانتخابات البرلمانية السابقة، وربما يعود ذلك إلى عدة أسباب يأتي على رأسها الحر الشديد الذي منع الناخبين لفترة طويلة من الذهاب إلى اللجان الانتخابية وفضل الكثير عدم الذهاب في هذه الأوقات، وهو ما انعكس على طول الطوابير فى الساعات الأخيرة خاصة بعد الغروب، وهو أيضا ما دفع بالكثيرين إلى عدم الذهاب للجان الانتخاباتquot;.

شفيق ومرسي سيخوضان جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المصرية

ويتابع: quot;أما ثاني وأهم هذه الأسباب أن الانتخابات البرلمانية تختلف عن الانتخابات الرئاسية، فعادة في الانتخابات البرلمانية يرتبط معظم المرشحين بعلاقات ما مع مواطني دوائرهم خاصة أهالي بلادهم الذين يشاطرونهم الجلوس على المقاهي وخلافه، لذا فإن الارتباط بمرشح الشعب يكون أكبر بكثير من مرشح الرئاسةquot;.

ويقول د.رأفت حسين أستاذ القانون في جامعة عين شمس لـquot;إيلافquot;: quot;ربما يكون السبب الرئيس لعدم الإقبال على الانتخابات الرئاسية أن معظم المصريين لم يجدوا في الثلاثة عشر مرشحًا المتنافسين مرشحهم الحقيقي فالبعض حال بينهم وبين الترشيح القواعد الانتخابية كالدكتور والعالم أحمد زويل فكثير من المصريين كانوا يرونه مناسبا لهذا المنصب، ولكن للأسف لم يتواجد، كذلك الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل الذي استأثر بشعبية كبيرة بين المصريين ثم أحيل بينهم وبينه نتيجة جنسية والدته وهكذا، وقد كانت هناك دعوات إلى مقاطعة هذه الانتخابات لأن أيا من المرشحين الثلاثة عشر لا يلبي مطالب المصريين وطموحاتهم، وظهر هذا جلياً عندما أطلق بعض الدعاة خطبهم بألا أحدا من المرشحين يرقى لأن يأخذ صوتي وخاصة بين التيارات السلفية، وربما أثر ذلك كثيرافي عدم الإقبال على هذه الانتخاباتquot;.

وأضاف حسين أن quot;المجلس العسكري لم يعلن عن تفعيل الغرامة التي قررها بواقع 100 جنيه على كل من لا يدلي بصوته مما دعا الكثيرين إلى تكبير دماغهم، وعدم الذهابquot;.

وقال: quot;المشكلة الكبيرة أن كثيرًا من المواطنين لم يصوتوا لأن لجانهم ومقارهم الانتخابية في مناطق بعيدة عن المتواجدين بها، وأن الأمر يتطلب سفرهم فآثروا ألا يصوتوا في هذه الانتخابات، وهؤلاء معظمهم يعيشون في القاهرة ويتطلب إدلاؤهم أصواتهم السفر إلى محافظات الصعيد والوجه البحريquot;.

ويقول محمد أبو الغار الناشط السياسي لـquot;إيلافquot;: quot;إن قلة الإقبال على الانتخابات أمر متوقع، حيث إنه معروف مسبقا إقبال الناخب في الانتخابات التشريعية يكون أكبر من الرئاسية، نظرا لأن الانتخابات البرلمانية يتحكم فيها التعصب لصالح مرشح معين، وكذلك العائلات، فعدد من صوت في الانتخابات البرلمانية وصل إلى 24 مليون ناخب، وأظن أن الانتخابات الرئاسية لن تزيد عن هذا الرقمquot;.

مشيرا إلى أن الملفت للنظر هو غياب العنصر الشبابي عن التصويت على غير الانتخابات البرلمانية، وقال إن هناك تخوفاً من جانب الناخب بسيطرة الإخوان على الانتخابات داخل وخارج اللجان، وأن نزولهم لن يغير كثيراً.

كما رأى الدكتور عماد جاد، عضو مجلس الشعب في حديث مع quot;إيلافquot; أن سبب تراجع نسبة إقبال المصريين يعود إلى عدة أسباب منها إجراء الانتخابات في ظروف مناخية صعبة في مثل هذا الوقت من العام وشدة الحرارة، كذلك انشغال الشباب بامتحانات آخر العام في الجامعات والثانوية العامة، الأمر الآخر أن تصويت الناخب في الرئاسية أسهل بكثير من الانتخابات البرلمانية نظرا لقلة عدد المرشحين فترتب عليه سرعة التصويت فكان سبباً في اختفاء الصفوف والزحام أمام اللجان، وهو ما جعل المواطنين يشعرون بعدم وجود إقبال بالمقارنة بالصفوف بالانتخابات البرلمانية.