تنتشر على موقع يوتيوب مقاطع فيديو لبعض الجنود، مرفقة بنص جريء يقول: quot;سوريا قوية بوجود ماهر الأسد، حامي وطننا، شبل الأسدquot;. وطالب موالون بترقيته في شريط مصور بث على الانترنت في يناير.

لميس فرحات: يشيرشعار quot;سوريا قوية بوجود ماهر الأسد، حامي وطننا، شبل الأسدquot;، المنتشر على اليوتيوب، إلى دعم الجنود ومحبتهم لشقيق الرئيس بشار الأسد، قائد الفرقة المدرعة الرابعة. ويرجح المحللون أن تزداد هذه quot;العبادةquot; لماهر الأسد، في الوقت الذي يبدو فيه أن النزاع ينتقل إلى مرحلة أكثر عنفاً.

ماهر الأسد

اعتبرت صحيفة الـ quot;فاينانشال تايمزquot; أن حملات الجيش على المعارضة لا تزال مستمرة، لكن الميليشيات الغامضة تلعب دوراً متزايداً في الصراع السوري. ففي الأسبوع الماضي، قتل أكثر من 100 مدني في الحولة، وظهرت تقارير جديدة يوم الجمعة تتحدث عن الهجمات على المدنيين بالقرب من وسط مدينة القصير.

تزدهر ظاهرة quot;عبادة المحاربquot; في مثل هذه الأوقات، وفقاً لما يقوله إميل حكيّم، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في المملكة المتحدة، مشيراً إلى أنه quot;في كل بلد يمر بمراحل تغيير دقيقة، يحدث مثل هذا النوع من التمجيدquot;.

واعتبرت الصحيفة أن ماهر الأسد، الذي ينظر إليه على أنه أكثر قوة وعناداً من أخيه الأكبر، بات يحظى بشعبية قوية وسط صفوف المؤيدين للنظام منذ اندلاع شرارة الثورة في سوريا قبل 15 شهراً. وقال حكيّم: quot;ماهر الأسد ليس شخصية معروفة كثيراً في سوريا، وهذا الغموض يغذي إعجاب الناس به. كما إن عدم رضاهم عن بشار، جعلهم ينظرون إلى ماهر على أنه الشخص الذي سيحقق تطلعاتهم وتوقعاتهمquot;.

رُفعت صورة ماهر الأسد في المنطقة المؤيدة للنظام من مدينة حمص المنقسمة في يناير/ كانون الثاني. ونشر مقطع فيديو مصوّر عبر موقع يوتيوب، يظهر عدداً من الجنود يرغمون معارضاً على القول إنه يعبد ماهر وبشار الأسد. وأصدرت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات تقريراً في نيسان/إبريل الماضي، رأت فيه أن quot;ظاهرة العبادةquot; تتطور لدى الأنصار المتشددين في النظام.

الشائعات حول ماهر الأسد تساهم في تكوين صورة إيجابية عنه في عيون الموالين للنظام، في الوقت الذي بدأ فيه الرئيس الأسد يفقد بريقه بعد اختراق بريده الالكتروني من قبل المعارضين ونشر الرسائل quot;الرقيقةquot; التي تبادلها هو وزوجته أسماء. ونقلت الصحيفة عن مجند سابق في الجيش السوري، قوله: quot;ماهر خطر للغاية. إنه يحارب الإرهاب، ووحداته منتشرة في كل مكانquot;.

وهناك اعتقاد على نطاق واسع يقول إن الفرقة المدرعة الرابعة مسؤولة عن أخطر العمليات في الحملة التي يشنها النظام السوري على المتظاهرين، وأن ماهر الأسد يعتمد نهجاً أكثر تشدداً في الأسابيع الأخيرة.

ونقلت الـ quot;فاينانشال تايمزquot; عن مصدر مقرّب من نظام الأسد قوله: quot;في السابق، كان ماهر اسم ضبابي بالنسبة إلى السوريين، فلا أحد يعلم عنه شيئاً. لكن في الأشهر الأخيرة، اكتسب ماهر سمعة لكونه quot;أقوى رجل في سورياquot;.

وأضاف المصدر معتبراً أن quot;شعبية ماهر تفوق شعبية الأسدquot; ضمن الطائفة العلوية، الأقلية التي تشكل العمود الفقري للنظام، مشيراً إلى أن بعض الشرائط المصورة على الانترنت في يناير/ كانون الثاني تظهر مطالب الموالين للنظام بترقية ماهر الأسد، تحت عنوان: quot;عندما تزأر الأسود، تختبئ الكلابquot;.

ويقول بيتر هارلينغ، محلل في الشؤون السورية لمجموعة الأزمات الدولية: quot;بشار بالكاد يظهر في أشرطة الفيديو هذه. وعلى الرغم من أنه يظهر على الناس بين الحين والآخر، إلا أن شقيقه يعتبر بمثابة البطل والقائد الحاسمquot;.

حتى الآن، لا يمكن اعتبار أن ماهر يشكل تهديداً على أخيه الأكبر، لأنه محبوب في دائرة انتخابية مختلفة داخل قاعدة النظام الحاكم. أما الآن، فلا يزال الرئيس هو الوجه العام للنظام، والمسؤول عن طمأنة الطبقة الوسطى على وسائل الإعلام الرسمية.

لكن جوشوا لانديس، الخبير في الشؤون السورية في جامعة أوكلاهوما، يقول إن النظام هو الذي يقوم بتشجيع quot;عبادةquot; ماهر بين الجنود من أجل تشجيعهم على توحيد صفوفهم ومنع سوريا من الانجراف في أتون حرب أهلية. وقال لانديس إن الترويج لهذا الأمر هو أشبه بسيف ذي حدين، quot;لأنه من الممكن أن يؤدي إلى استعداء المعتدلين. وهذا يمكن أن يتحول إلى معركة في الوقت الذي أصبح فيه التيار الإسلامي في المعارضة أكثر وضوحاًquot;.