في اليوم ذاته الذي تحدث فيه الرئيس السوري بشار الأسد من على منبر مجلس الشعب متهمًا أطرافاً خارجية بالتدخل وإثارة النعرات في الداخل السوري، حث وزير الخارجية السعودي مجلس الأمن الدولي على quot;إنشاء منطقة عازلة في سوريا، وذلك لحماية المضطهدين والأبرياء الذين يتعرضون لإطلاق النار.

جدة: في اليوم ذاته الذي تحدث فيه الرئيس السوري بشار الأسد من على منبر مجلس الشعب متهمًا أطرافاً خارجية بالتدخل وإثارة النعرات في الداخل السوري، اتهم وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاحد النظام السوري بأنه quot;يناور ويماطلquot; حيال خطة الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي انان بهدف quot;كسب الوقتquot;.

حثّ الفيصل،خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على هامش مؤتمر حول الارهاب في جدة، مجلس الأمن الدولي على quot;إنشاء منطقة عازلة في سوريا، وذلك لحماية المضطهدين والأبرياء الذين يتعرضون لإطلاق النارquot;: مؤكدًا quot;أن الحل الحقيقي للأزمة السورية هو الدفاع عن المواطن السوري من قسوة العمل العسكريquot;، محذراً من خطورة الوضع وإمكانية تدهور الموقف بتأثير عامل الزمنquot;.
وأوضح: quot;قبل النظام كل مبادرة لكنه لم ينفذها وهذه طريقة لكسب الوقت ولا اعتقد بأن ذلك مختلف بالنسبة لخطة انان فهو يناور ويماطلquot;.
واجاب ردًا على سؤال حول الاشتباكات في مدينة طرابلس اللبنانية، quot;أن ما يجري في طرابلس يشكل امتدادًا لما يحدث في سوريا. ومنذ فترة نلاحظ أن النظام يحاول أن يحول الصراع الى صراع طائفيquot;.
واندلعت اشتباكات بين مجموعات سنية معارضة للنظام السوري وأخرى علوية مؤيدة له في مدينة طرابلس في شمال لبنان، موقعة 14 قتيلاً و48 جريحًا منذ امس السبت، بحسب مصدر أمني.
وزار الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاسبوع الماضي السعودية ملتقيًا عاهلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز متناولاً الشأن السعودي ورافضًا في الوقت ذاته أن تتحول حدود بلاده إلى منفذ لتهريب السلاح إلى سوريا.
وتابع الفيصل quot;هذا لا يهدد لبنان فقط بل سوريا نفسها لأنه قد يتقسم البلد وهذه ظاهرة خطيرة جداquot;. معتبرًا أن quot;امتداد الصراع سيخلق امورًا أسوأ مما هي عليه الآنquot;، ومطالبًا الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي انان بتقديم تقرير quot;واضح ومحدد وشفافquot; الى مجلس الامن حول الاوضاع في هذا البلد.
بان كي مون لم يختلف في كلامه حول سوريا كثيرًا عن الفيصل مؤيدًا ما قاله الأخير حول ضرورة تنسيق الجهود الدولية للإتيان بحل يوقف نزيف الدم المتناثر في الشارع السوري: وقال quot;إن المنطقةليست مستقرة وقد شهدت الكثير من القلق والاضطراباتquot;، داعيًا أعضاء الهيئة الدولية والمجتمع الدولي إلى دعم جهود السلام والتوصل الى حلول ناجحة.
وقال الفيصلخلال المؤتمرإن أنان سيقدم بعد اسابيع تقريره ويجب أن يكون واضحًا وصريحًا ومحددًا وشفافًا وعلى الامم المتحدة حينها اتخاذ قرارها، منوهًا إلى أن السعودية تبذل جهدًا كبيرًا في إطار الحل السلمي الخاص بالمبادرات العربية.
وليس بعيدًا عن الموضوع السوري، أشار الفيصل إلى أهمية الأخذ في الاعتبار بأن هذه الجهود مهما كان حجمها أو بلغ مداها، تظل فردية تستدعي جهدًا دوليًا أوسع لمحاربة الارهاب، على اعتبار أن الأعمال الإرهابية تتجاوز حدود الجغرافية تجاوزها لحدود القيم والمبادئ والمعتقدات والثقافات الإنسانية، مما يجعل مكافحتها مسؤولية دولة مشتركة بين كافة أعضاء الأسرة الدولية.
وقال: quot;إن جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب لم تقتصر على تنديدها وشجبها له بكافة أشكاله وصوره وأيًا كان مصدره ، بل صاحب هذه السياسة العديد من الإجراءات والتدابير الداخلية لمواجهة هذه الآفة الخبيثة ، والتصدي لها من جوانبها الأمنية والفكرية وقطع مصادرها التمويلية ، واستطاعت أن تخطو خطوات مهمة انعكست بشكل ملموس على أمن الوطن والمواطنين والمقيمينquot;.
وعن إيران ونواياها وإن كان هناك تراخٍ عربي حول سوريا، قال سمو الأمير سعود الفيصل: quot;منذ زمن لا أتطرق لنوايا إيران لأنني لا أعرف ولا أظن أن هناك أحداً يعرف هذه النوايا بالتحديد لكن من دون شك الموقف الإيراني تجاه سوريا وما يحدث في سوريا يتعارض كليًا مع كل ما تبديه إيران من الحرص على الشعوب وحرية الشعوب وعدم اضطهاد الشعوب وعدم ممارسة العنف ضد الشعوبquot;.