نجاة بلقاسم وزيرة حقوق المرأة الفرنسية الجديدة

أطل ختان البنات بوجهه القبيح على عناوين الصحف العالمية مجددًا... وهذه المرّة في فرنسا حيث حكم على رجل وزوجته بالسجن لارتكابهما هذه الجريمة بحق بناتهما الأربع. ووعدت وزيرة حقوق المرأة، المغربية الأصل، بالانقضاض على كل منيمارس الختانباعتباره عملاً مريعًا بحق ضحاياه الصغيرات.

لندن: أصدر القضاء الفرنسي حكمًا بالسجن على رجل دين إسلامي وزوجته بعد إدانتهما بارتكابهما laquo;جريمة خطيرةraquo; هي ختان بناتهما الأربع (أو laquo;التمثيل بالأعضاء التناسلية الأنثويةraquo; كما يسمونه في العالم المستنير).

وكانت الضحايا - البالغات ما بين 11 و20 عامًا من العمر الآن - بين الحضور أثناء صدور الحكم القضائي، وانخرطن في البكاء عندما كانت عناصر الأمن تقتاد والديهنّ من قاعة المحكمة الى السجن.

ونقلت الصحف البريطانية عننظيراتها الفرنسية أن الحادثة تسببت في صدمة عامة في فرنسا وأن وزيرة حقوق المرأة والناطقة الرسمية باسم الحكومة الاشتراكية الجديدة نجاة فالو - بلقاسم، وهي مسلمة من أصل مغربي، وصفت عملية الختانبأنها laquo;جريمة خطيرة وإساءة لا تغتفر في حق كرامة الأنثىraquo;.
علمأن الرجل وافد من غينيا في غرب أفريقيا، ولم يكشف الإعلام هويته التي حجبها القضاء لأسباب قانونية. كما عُلم ايضًا أنه هاجر في وقت ما مع أسرته الى فرنسا من غينيا التي قالت دراسة في 2007 إنها تشهد التمثيل بالأعضاء التناسلية لنحو 96 في المئة من بناتها.

وحكم على الرجل بالسجنعامين، وعلى زوجته بـ18 شهرًا. وكان الاثنان قد أدينا بتهمة laquo;التآمر في عنف طوعي يؤدي الى التمثيل بالأعضاء من لدن شخص بالغ بحق قاصر دون الخامسة عشرة من العمرraquo;. وهذه تهمة يعاقب عليها القانون الفرنسي بعقوبة قصوى تبلغ 20 عامًا سجنًا.

وعلم أن الأب يحمل صفة laquo;مربوطraquo; أو laquo;مرابطraquo;. وتعرّف موسوعة laquo;ويكبيدياraquo; الحرة هذه الصفة بأنها laquo;تطلق على الشخص الزاهد في الدنيا أي المتصوف، وهو أيضًا ولي صالح. كما يطلق هذا الاسم على القبة التي يسكنها. يسمى المرابط نسبة إلى المرابطة أي ملازمة المكان وهي تسمية تستعمل في البلدان الإسلامية في شمال أفريقياraquo;.

ونقلت الصحف أنفروعاً أخرى في الدين الإسلامي تصنف هؤلاء المرابطين في فئة السحرة الدجالين لأنهم يوظفون التعاويذ والحجبات في ما يدعونه أنه مقدرات سحرية خاصة بهم. وقالت إن المرابطين يزعمون أن بوسعهم شفاء الأمراض المستعصية وتبديل أحوال الناس فقط بإشارة من أيديهم مصحوبة ببعض الكلام الذي يعطي الانطباع بأنه مستقى من الكتب الدينية.

وفي المحكمة التي انعقدت للرجل وزوجته في مدينة نيفر في وسط فرنسا، كانت البنتان الصغيرتان هما الشاكيتين، بينما سحبت الكبيرتان ادعاءهما عليهما وقررتا الوقوف الى جانبهما. وتساءل محامي البنتين الصغريين قائلاً: laquo;بأي حق قرر هذا الرجل وزوجته تقطيع أجزاء من جسدي بنتيهما؟ والغريب في الأمر أن المتهميْن أبوان محبان لبناتهما، ولكن أي أب محب يفعل مثل هذا بفلذة كبدهraquo;؟

ختان البنات جريمة تمثيل بأعضائهن التناسلية

ومن جهتهما، دافعت البنتان الكبيرتان عن أبويهما وتساءلتا عن السبب الذي يوقفهما أمام القضاء في المقام الأول. لكنّ الأبوين نفسيهما أبديا الندم على ما اقترفا، فانخرطت الأم في البكاء قائلة إنها تشعر بوخز الضمير لأنها صارت على قناعة بأن ختان البنات laquo;ليس أمرًا حسنًاraquo;. ومن جهته عبّر الأب - الذي صار مقعدًا في الآونة الأخيرة إثر جلطة دماغية - عن إحساسه بالذنب أيضًا وقال: laquo;أهم شيء في حياتي هو رفاه أسرتي، وأنا نادم على ما حدثraquo;.

وفي أعقاب صور الحكم حذّرت نجاة بلقاسم (35 عامًا) من انقضاض الحكومة بالكامل على هذه الممارسة البشعة. ووعدت بتقفّي آثار من أسمتهم laquo;الجلادينraquo;، في إشارة الى اولئك الذين يجرون، وراء الأبواب الموصدة، عمليات الختان التي تطال 50 ألف بنت في فرنسا كل عام.

وقالت الوزيرة في رسالة لها على موقعها الإلكتروني: laquo;ختان البنات إنما هو تمثيل بأعضائهن التناسلية. ولهذه الممارسة عواقب مخيفة حقًا سواء كانت جسدية تتعلق أيضًا بالخصوبة والقدرة على الحمل والولادة أو نفسية تظل باقية العمر كله بالنسبة لضحاياها الصغيراتraquo;.