موسكو: يتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الاسبوع الى بيلاروسيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، قبل ان يزور المانيا وفرنسا في اول رحلة له الى الخارج منذ عودته الى الكرملين في مطلع ايار/مايو على خلفية حركة احتجاج في البلاد.

وبوتين الذي اعيد انتخابه في اذار/مارس لولاية ثالثة بعد ولايتين بين 2000 و 2008 ثم توليه رئاسة الوزراء لاربع سنوات، يلتقي الخميس في مينسك الرئيس السلطوي الكسندر لوكاشنكو الذي تقاطعه اوروبا بسبب مساسه بالحريات في البلاد.

ويتوجه بوتين بعدها الى برلين لاجراء محادثات الجمعة مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ثم الى باريس حيث يلتقي الرئيس فرنسوا هولاند.

ويعتبر محللون خيار بيلاروسيا كمحطة اولى لبوتين بمثابة تحد للغربيين وخصوصا الاميركيين الذين انتقدوا اعادة انتخابه المثيرة للجدل.

ويقول المحلل البيلاروسي المستقل اليس لاغفينيتس ان quot;هذه الزيارة تثبت بشكل اساسي اولويات بوتين خلال ولايته الرئاسية الجديدة، فقد رفض حضور قمة مجموعة الثماني (في الولايات المتحدة في منتصف ايار/مايو) ثم يزور بلدا ديكتاتورياquot;.

وروسيا التي لا تزال ابرز دولة داعمة لبيلاروسيا رغم الخلافات بينهما، اقامت مع هذه الدولة ومع كازاخستان اتحادا جمركيا ينسج علاقات وثيقة بين هاتين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين.

واضاف لاغفينيتس ان quot;بوتين يمنح بيلاروسيا وضعا مميزاquot;.

وبعد مينسك يتوجه بوتين الى المانيا وفرنسا لمتابعة تطورات العلاقات الثنائية مع اقوى دولتين في الاتحاد الاوروبي، حيث ان موسكو تفضل العلاقات مع مختلف الدول كلا على حدة بدلا من العلاقات مع الاتحاد الاوروبي بمجمله كما يؤكد خبراء.

وتقول ليليا شيفتسوفا المحللة في مركز كارنيغي بموسكو ان بوتين اقام quot;علاقات جيدة جدا مع الرؤساء الفرنسيين السابقين ومع المستشارة الالمانية وسلفهاquot; في اشارة الى جاك شيراك ونيكولا ساركوزي في فرنسا وانغيلا ميركل وغيرهارد شرودر في المانيا.

واضافت quot;يزور باريس وبرلين لانهما شريكان كبيران في مجال الطاقة ولاعبان اساسيان في المجال السياسيquot;.

وبوتين الذي يتكلم الالمانية بطلاقة امضى خمس سنوات في المانيا الشرقية سابقا حين كان عميلا لجهاز الاستخبارات السابق quot;كاي جي بيquot; في دريسدن (1985-1990).

والتبادل التجاري بين روسيا والمانيا تزايد بقوة في السنوات الماضية رغم الانتقادات التي تستهدف موسكو في مجال حقوق الانسان.

ويتوقع ان تشمل المحادثات بين الوفدين الروسي والالماني مواضيع الطاقة والتجارة والملف السوري والازمة في منطقة اليورو.

وجدول الاعمال هذا سيكون هو نفسه في باريس حيث سيسعى فلاديمير بوتين الى تطوير علاقة شخصية مع فرنسوا هولاند كما يقول خبراء.

وقال فيكتور كريمينوك مساعد مدير معهد الولايات المتحدة وكندا quot;من غير المرجح ان يصبحا صديقين، لان هولاند متمسك جدا بالديموقراطية لكن بوتين يمكنه ان يستغل نزعته المناهضة لاميركاquot;.

وقبل انتخابه، اعتبر هولاند ان روسيا quot;ليست دولة يجب ان تكون منبوذة من قبل الاممquot; مؤكدا خصوصا ان فرنسا لن تعود عن قرار بيع موسكو سفنا حربية قوية الذي اتخذه سلفه وشكل سابقة من جانب دولة عضو في حلف شمال الاطلسي.

وفي ختام زيارته الى المانيا وفرنسا، يعود بوتين الى سانت بطرسبرغ (شمال غرب روسيا) للمشاركة في قمة روسيا-الاتحاد الاوروبي في 3 و 4 حزيران/يونيو.