وصفالنائب العراقي المستقل حسن العلويالتيارالصدري بأنه تيار عاطفي، نافيا عنه صفة الطائفية، وأكد أنه ينتمي إلى العروبة ويدير ظهره إلىإيران، وانتقد العلوي طريقة تعاطي الرئيس العراقي جلال طالباني مع الأزمة في بلاده مؤكدا أنه تصرفكزعيم سياسي كردي.
قال المفكر والاعلامي العراقي النائب المستقل حسن العلوي ان الرئيس جلال طالباني لم يتصرف في الازمة السياسية الحالية كرئيس للبلاد وانما كزعيم سياسي كردي مشيرا الى انه يتعرض لضغط ايراني لا يستطيع مواجهته واعتبر ان التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر تيار عاطفي وليس طائفيا ولذلك فهو الاقدر على المصالحة وكذلك على المواجهة اذا تطلب الامر وقال ان مشكلة زعيم الكتلة العراقية اياد علاوي انه لايملك نفوذا على نوابه وهو أمر يخشاه شركاؤه.
وأضاف المفكر العلوي في حديث مع quot;ايلافquot; عن الأزمة السياسية العراقية الحالية وتداعياتها ان قيادات بعض العشائر العربية الشيعية في العراق تدار من ايران وليس من أفرادها واشار الى ان شيعة السلطة تدار من ايران وشيعة العراق بعكس ذلك . ووصف القائمة العراقية بأنها قائمة قلقة وفيها تسرب كبير وزعيمها علاوي ليس له نفوذ على نوابها. واشار الى ان طالباني يواجه ضغوطاً من ايران لايستطيع مواجهتها كما انه لايملك العدد الكافي من النواب لتغيير معادلة سحب الثقة ولذا اختار الاستمرار في العمل مع حكومة المالكي بدلاً من التصعيد معها .
النائب المستقل حسن العلوي |
وكشف العلوي تفاصيل رسالة بعث بها الى المالكي عن تداعيات الازمة الحالية اشار فيها الى انه اذا لم يحصل مشروع سحب الثقة على الاصوات المطلوبة فسيتحول الامر الى مهرجان لتعزيز الثقة بوزارته .. داعيا المالكي الى اغتنام هذه الفرصة النادرة للاصلاح على ان يبدأ بالمحيط الاقرب وبالدوائر الصغرى حوله.
وفي ما يلي ما جاء في حديث المفكر العلوي مع ايلاف:
** كيف تصف موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بعد عودته الاربعاء من ايران الى النجف واتصاله الهاتفي مع رئيس الوزراء نوري المالكي وهل ذلك يعني عودة الصدر وتياره الى المنظومة الشيعية المتمثلة بالتحالف الوطني العراقي؟.
.. ان السيد مقتدى لم يخرج من المنظومة الشيعية كي يعود اليها .. فهو ما زال منها ولكنه يختلف عن هذه المنظومة بكونه يحمل منهجاً مستقلاً في التعامل مع الاخر الذي هو خارج البيت الشيعي ..ولطالما اكدت في محاضراتي سواء في المملكة العربية السعودية او الكويت او مع قيادات وزعامات عربية وقيادات الرأي العام العربي ان هناك لبساً وغموضاً لديها بالنسبة إلى التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر .. فالتيار الصدري هو تيار عاطفي وليس طائفيا كما يعتقد البعض .. وهو لايعمل بمفهوم المنظمة السرية كما هو الحال في الاحزاب السياسية وخاصة الاحزاب الثورية.. وهو بالتالي وحده القادر على المصالحة كما هي قدرته على المواجهة .. فمن يكون قادراً على ادارة المواجهة تسهل عليه ادارة المصالحة .
كما ان التيار الصدري متصل بالامتداد العربي فهو يدير ظهره الى ايران ويتجه بصدره الى محيطه العربي الواسع .. واعتقد ان التيار الصدري اثبت في هذه الازمة رؤيته في الحفاظ على ذلك .. ومنذ سنوات كان العرب يحتاجون الى تيار شيعي لا يستلم توجيهاته من ايران ..تيار يحمل بعداً ومنطلقات عروبية ..
وكان التساؤل العربي لي هل يعقل ان العشائر العربية الشيعية في العراق تدار من ايران .. وكان جوابي لهم ان قياداتها وليس العشائر هي من كان بعضها يدار من ايران فقط .. ولهذا وضعت كتابي شيعة السلطة وشيعة العراق فشيعة السلطة تدار من ايران وشيعة العراق بعكس ذلك .. وانني كنت ابشر أن التيار الصدري سيتوسع رغم قناعتي انه سيحاصر مرتين ..او من جهتين .. من الحكومة العراقية ومن الحكومة في ايران .. وسيحاصر من اصحاب الحقوق الشرعية ايضاً .. فالسيد مقتدى لم يصل بعد الى مرتبة اية الله في الفقه الشيعي .. وهو بتقديري نتيجة مواقفه سيقاطع كما قوطع المرجع الشيعي الراحل ايه الله محمد حسين فضل الله .. وقد يدفعه ذلك للمواجهة مجدداً فهو ما زال يمتلك نسبة كبيرة من الشارع الشيعي معه .
** ماذا تتوقع ان يكون عليه موقف القائمة العراقية وزعيمها اياد علاوي بعد فشل مشروع سحب الثقة من المالكي؟
.. ان المشكلة الرئيسة التي واجهت فريق سحب الثقة هي القائمة العراقية ومن خرج من نوابها لنصرة حكومة المالكي.. ما شكل اشكالاً في جمع التواقيع للاصوات المطالبة بحجب الثقة .. فالقائمة العراقية قائمة قلقة وفيها تسرب كبير والدكتور اياد علاوي ليس له نفوذ على نوابه.. بعكس ما للتحالف الكردستاني ونفوذ قيادته عليه ونفوذ السيد مقتدى الصدر على نواب التيار الصدري وحتى لنفوذ السيد المالكي على نوابه في دولة القانون .. وهذه مشكلة كبيرة يواجهها الدكتور علاوي وباعتقادي انها ستستمر ..وحتى شركاء اياد علاوي يخشون من ذلك ومن استمرار هذه المشكلة .
** كيف ترى موقف رئيس الجمهورية جلال طالباني الذي اعلن عنه خلال اليومين الماضيين في رفض سحب الثقة من حكومة المالكي؟
.. الرئيس جلال طالباني تصرف في هذه الازمة كزعيم سياسي كردي وليس كرئيس جمهورية .. لانه لاحظ ان المصلحة بالنسبة له هي التريث بإرسال مذكرة سحب الثقة من المالكي .. ولاشك ان الرئيس طالباني يواجه ضغوطاً من جيرانه وخاصة من ايران وتأثيرها على مدينة السليمانية.. وهو لايستطيع مواجهة نفوذ ايران .. وهو ايضاً لايملك العدد الكافي من النواب لتغيير المعادلة .. كما ان هناك تأثيراً فعلياً لنواب كتلة التغيير والسيد نيشروان مصطفى .. ولذا اختار الرئيس جلال طالباني الاستمرار في العمل مع حكومة السيد المالكي بدلاً من التصعيد معها .
** وجهتم مؤخرا رسالة الى المالكي حول الازمة السياسية العراقية فماذا قلتم فيها؟
.. نعم هذا صحيح وقد شرحت في هذه الرسالة ابعاد وتداعيات الازمة السياسية العراقية وما يتوجب على المالكي القيام به وقد قلت في نص هذه الرسالة :
في ازمة غريبة على تاريخ العراق السياسي غربة الديمقراطية التي تعلقنا بأطرافها ونحن كلانا في هذه الشيخوخة .. وغربتها عندنا هي الفة حياة يومية في ديمقراطيات العالم منذ قرنين على الاقل .. فحيث تُشكل الوزارات او تسحب منها الثقة تحت قباب البرلمانات .. فقد تشكلت وسقطت تسع وخمسون وزارة في العهد الملكي العراقي الموصوف بالاقرب للنظام البرلماني داخل قبة البلاط الملكي وليس داخل قبة البرلمان ..فيما تشكلت وزارات العهد الجمهوري منذ اكثر من نصف قرن بأوامر عسكرية .
وحيث يقيم مقامكم الكريم وهي منازل اهلنا في كرادة مريم والتي اغتصبتها الحكومة السابقة وحولتها الى مستوطنة خاصة بها قبل ان يسميها الاعلام الاميركي بالمنطقة الخضراء ... شهد المكان سبعة انقلابات عسكرية ونهوض وسقوط ما لايقل عن عشرين وزارة .. لم يكن الناس يعرفون شيئاً عن قيامها او رحيلها .
ولهذا تكتسب الازمة الحالية معالي القيم الديمقراطية حيث صوت البرلمان في دورتين انتخابيتين لمقامكم الكريم رئيساً للوزراء .. وهو اي مجلس النواب يتحرك الان لجلسة حل الوزارة التي اختارها وهذا حق له .. بل هو الحق الوحيد الذي يجعل النظام القائم مختلفاً عن تاريخ طويل من الاستبداد .. فأين هي الازمة ..؟ واين هو الاشكال .. ؟ وما هذه الضجة ..؟ ولاسيما ان بجانب اي حكومة منتخبة في النظام الديمقراطي والبرلماني توجد معارضة منتخبة مثلها تسعى إلى كسب الاصوات لحل وزارة وتشكيل اخرى .. لكن مثل هذا المشهد مرفوض في تربيتنا الثورية التي نشأنا عليها والتي تعتبر ان مجرد فكرة التصويت لاختيار الزعيم مؤامرة يستحق من يفكر بها حكم الموت العلني مثلما ما حدث في مجزرة اب 1979 في العراق واعدم عشرون قيادياً من خيرة من انجبهم حزب البعث .. فهل نحن مقبلون على مجزرة انتخابية ام ترانا مقبلين على عرس ديمقراطي لم يشهده استبدادنا الشرقي ..
اخي الرئيس المالكي ..
لقد عشنا في شظف الحياة مجاهدين ومناضلين ومعارضين لربع قرن فوق ارض بلاد الشام العربية وقد عرفتك منذ ذلك التاريخ رجلاً ترك امره وحياته لله وللناس .. وعندما زرتك وانت رئيس وزراء رغم ما بيننا من خلاف لم المس شيئاً قد تغير فيك .. وهذا شأن النفوس الكبيرة .. وقد ادرت البلاد في ظروف صعبة عز على غيرك النجاح فيها .. حتى تحول خصومك اليك .. لكن الامر قد اختلف في ولايتك الثانية .. وقد صارحتك بحضور الزملاء اعضاء الكتلة البيضاء عند تشرفنا بمقابلتكم بأن ولايتك الثانية تتعثر وانك كنت في الاولى افضل منك في الثانية .. وقد نشرت هذا الرأي في وسائل الاعلام على عادتي .. فيما الاصل بأن الولاية الثانية هي فرصة واسعة يجول فيها المسؤول بعد تجربة الولاية الاولى لتحقيق ماعجز عن تحقيقه سابقاً وهذا هو حال كل من ينتخب مرتين في الديمقراطيات الغربية ..
ولقد تحدثنا في لقاءات ثنائية عن اسباب هذا التعثر واتفقنا في تشخيص بعض اسبابه واختلفنا في تشخيص اسباب اخرى .. وتمنيت عليكم ان تتركوا بصمات كالتي تركها عبد الكريم قاسم .. واخلصت المشورة كعادتي مع من يستشيرني .. وكنت كلما اقترحت عليك امراً لصالح الناس وتمشية امورهم .. حتى للفقراء من السكان الاصليين و الاصحاب السابقين للمنطقة التي تسمى الان بالمنطقة الخضراء .. فإن مصير هذه المقترحات والمطالب العادلة الى ضياع .. حتى اخذتني الشكوك بعد عامين من التجربة المستمرة معكم ان الامر لا يعدو ان يكون اما ان لرئيس الوزراء توقيعين واحد للمحظيين من محيط الحاشية يتحول فيه اشباه الاميين الى اصحاب سعادة ومعالي .. واخر يضع احلام المساكين رهناً بأيدي موظفين في مجلس الوزراء لم يعرفوا حب الناس ولا حب الخير ولا الولاء للرزق ولا لرب العمل ..وكأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد حذر من هذا الطراز من البشر في قوله الشريف quot; ان من الناس ناساً مفاتيح للخير .. مغاليق للشر .. وان من الناس ناساً مغاليق للخير .. مفاتيح للشر quot; .. اما تمثيل المكونات العراقية في مجلس الوزراء والكتل السياسية فيكاد ان يكون بالنسب الدنيا سواء على مستوى اثني ام مذهبي ام سياسي .. وهذه حالة مصادق عليها في الانظمة الثورية ومذمومة نهائياً في اي نظام يؤمن بحقوق متساوية لمكوناته هذه .
اخي الرئيس ..
انك كقارئ لتاريخ العراق ادرى بأن الزعامة لم ترتبط يوماً بمنصب رئيس الوزراء فاعظم زعماء العراق لم يكونوا رؤساء وزارات مثل محمد جعفر ابو التمن وكامل الجادرجي ومحمد مهدي كبه وصديق شنشل .. ولهذا ونحن في هذا الملتقى وليس المفترق اتمنى ان تستمر زعامتك لتيار سياسي واسع وان تكون كما كان حال رؤساء الوزارات في العراق الملكي الليبرالي حيث يتحول نوري السعيد من مكلف بتشكيل وزارة الى مكلف بمنصب وزير خارجية فيها ويتحول توفيق السويدي من وزير خارجية مرشح عند نوري السعيد الى رئيس وزراء يشاركه ثلاثة رؤساء وزارات سابقين بمناصب وزارية .. ان الامر مرتبط وانت ادرى بمنهجنا السياسي.. ثورياً ام ليبرالياً فعند الثورين يتحول الاصفار الى الهة والالهة الى اصفار وفي النظام الديمقراطي الناس سواء لا الهة ولا اصفار .
لم اكن في تاريخي السياسي ولا مرة واحدة الا مخلصاً لطبقتي الاجتماعية .. وهي الطبقة التي نشترك فيها معاً والتي وصفها المفكر الفرنسي عمونؤيل ساييس بأنها كل شيء .. وتسأل وماهو دورها .. فأجاب لا شيء .. وماذا تريد ان تكون .. فأجاب ان تكون شيئاً .. هذه الطبقة التي عقدت علينا الامال خذلناها عندما لم نشكل محكمة لمعاقبة المفسدين .. واللصوص .. والذين اصبحوا بين عشية وضحاها من طبقة الملاك الكبار .
ان حاشية رئيس الوزراء وبضمنه ديوان وكوادر مجلس الوزراء وبضمنه كوادر كان بعضها ذا شأن في الثقافة والسياسة والجهاد لم تجرؤ حتى بالهمس بقول رأيها بأن النظام البرلماني لا يتحمل ان عائلة رئيس الوزراء متنفذة .. ولهذا هاجر مارك ابن السيدة تاتشر الى الولايات المتحدة عندما اصبحت امه رئيسة للوزراء في بريطانيا .. ولكن يجتمع في النظام الثوري حبائب واقارب .. وحواشٍوورثة وحكايات لايقرأها الناس الا في قصص الف ليلة وليلة .. انهم اذا تغير رئيس الوزراء بأخر قد يكتبون شيئاً من هذا الذي اكتبه الان وانت في سدة الرئاسة ..
ان لك حزباً منظماً وبأمرتك قيادة القوات المسلحة وتحتفظ بأصوات بالبرلمان قد تحول دون سحب الثقة او قد تخفق .. ولكنها اصوات جليلة .
اني اتمنى لهذه الطبقة السياسية وحكومتها ان تتوارى عن الانظار .. رغم قناعتي ان الحكومة التي ستلي حكومتكم قد لاتكون افضل من سابقتها لفساد الطبقة السياسية التي تنتج الحكومات وقد يأتي على يديها الخير للناس.. وقد نتحسر على رئيس وزراء بمستوى المالكي بالرجولة والتواضع .. وفي التاريخ الطويل من الجهاد .. وان ترأس وزارة قد اخفقت من ست جهات .. اما اذا لم يحصل مشروع سحب الثقة على الاصوات المطلوبة فسيتحول التصويت الى مهرجان لتعزيز الثقة بوزارتكم وهي فرصة نادرة للاصلاح على ان يبدأ الاصلاح بالمحيط الاقرب وبالدوائر الصغرى وان يستهدف مغاليق الخير حتى تُشرع ابواب الدولة للفقراء والمستحقين.. والسلام عليكم ورحمة الله.
وكانت الكتل السياسية المعارضة لرئيس الحكومة المجتمعة في أربيل في 10 من الشهر الحالي قد اكدت مواصلة تعبئة القوى النيابية لمواجهة quot;ظاهرة التحكم والانفرادquot; بإدارة الحكومة فيما وجهت رسالة توضيحية إلى الرئيس طالباني جرى التأكيد فيها على صحة تواقيع النواب وكفاية العدد المطلوب دستورياً لسحب الثقة من المالكي.
التعليقات