بيروت: بدأ الهدوء يعود تدريجيا مساء الجمعة الى مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان اثر الصدامات التي شهدها بين العشرات من سكانه وعناصر الجيش والتي اندلعت اثر توقيف شابين فلسطينيين على حاجز عسكري واسفرت عن سقوط قتيل وثلاثة جرحى فلسطينيين برصاص الجيش، كما افادت مصادر فلسطينية.
وقال عضو تجمع علماء فلسطين الشيخ محمد الحاج لوكالة فرانس برس ان quot;مساعي قام بها رجال دين في المخيم وقيادات في الفصائل ادت الى تهدئة الامور نسبيا داخل المخيمquot;.
واندلعت الاحتجاجات حول مراكز الجيش في المخيم اثر توقيف شابين فلسطينيين كانا يستقلان دراجة نارية ورفضا الامتثال لاوامر عناصره الجيش عند حاجز داخل المخيم ما ادى الى قيام المئات من سكان المخيم بقطع طرقاته ورشق الجنود بالحجارة.
واضاف الشيخ الحاج ان quot;اتصالات تجري مع قيادة الجيش اللبناني بهدف العمل على اطلاق سراح الموقوفين الفلسطينيين وسحب التعزيزات الاضافية التي استقدمها الجيش الى المخيم وتشكيل لجنة تحقيق في الحادثquot;.
واكد الحاج quot;تراجع غالبية اعمال الاحتجاج وفتح معظم الطرقاتquot; في المخيم.
واثر الحادث خرج اهالي مخيم البداوي في طرابلس في تظاهرة احتجاجية قطعوا خلالها الطريق المؤدية الى طرابلس، ثاني كبرى مدن لبنان.
ومساء اصدرت الفصائل الفلسطينية في مخيم البداوي بيانا دعت فيه ابناء المخيم الى quot;تحمل المسؤولية واعادة الحياة الى طبيعتها خدمة لفلسطين وشهدائهاquot;.
وافاد مصدر قيادي في المخيم مراسل فرانس برس انه تم فتح الطريق المحاذية لمخيم البداوي التي كان سكانه اغلقوها، مؤكدا ان مظاهر الاحتجاج انتقلت الى داخل المخيم.
وبحسب مصدر قيادي فلسطيني فان الاحتجاجات بدأت حول مراكز الجيش في المخيم اثر توقيف شابين فلسطينيين كانا يستقلان دراجة نارية ورفضا الامتثال لاوامر عناصر الجيش عند حاجز داخل المخيم ما ادى الى قيام المئات من سكان المخيم بقطع طرقاته ورشق الجنود بالحجارة.
واضاف المصدر طالبا عدم ذكر اسمه انه على الاثر قام جنود الجيش باطلاق النار في الهواء لتفريق الاهالي الذين عمدوا الى قطع الطريق الرئيسية في المخيم بالاطارات المشتعلة وراحوا يرشقون عناصر الجيش بالحجارة ويحاولون اقتحام المواقع العسكرية، فرد الجنود باطلاق النار في الهواء.
وكان مسؤول حركة فتح-الانتفاضة في الشمال خليل ديب اكد لفرانس برس انه quot;في حال لم يتم الافراج عنهما (الشابين) فان الامور ستتجه نحو مزيد من التصعيدquot;.
ويتمركز الجيش اللبناني عند مداخل مخيم نهر البارد الثلاثة، في حين يقيم حواجز ثابتة داخله.
واندلعت في المخيم في ايار/مايو 2007 معارك عنيفة بين الجيش ومجموعة فتح الاسلام المتطرفة استمرت ثلاثة اشهر وتسببت بمقتل 400 شخص بينهم 168 عسكريا، ونزوح 31 الف شخص، وانتهت بتدمير المخيم وخروج مسلحي الحركة منه واعتقال عدد كبير منهم.
ويحكم الجيش إقفال مداخل المخيم، ولا يسمح للفلسطينيين بالدخول اليه او الخروج منه الا بتصريح، كما ان دخول الصحافيين يحتاج الى موافقة مسبقة.
وهو المخيم الوحيد في لبنان الذي يقع تحت السيطرة المباشرة للسلطات الامنية اللبنانية.
التعليقات