في الوقت الذي تحتدم فيه الاشتباكات في ضواحي مدينة دمشق وأطراف مدينة حلب، تستمتر معاناة المواطنين السوريين في عدد من المدن والمحافظات البعيدة عن التغطية الإعلامية، وبالذات في أقصى الشرق السوري.

في دير الزور، وقرب الحدود العراقية، وبينما يتنازع طرفا الصراع السيطرة على هذه المحافظة الحدودية، تدور اشتباكات ويجري قصف عنيف لأحياء مدينة دير الزور، ما حدا بالمجلس الوطني السوري إعلانها مدينة منكوبة.

وفي بيان تلقت إيلافquot; نسخة منه، قال المجلس الوطني السوري quot;يقوم النظام السوري منذ نحو أسبوع بقصف وحشي لمدينة دير الزور والقرى والبلدات المحيطة بها، مستخدماً المدفعية الثقيلة والدبابات والطائرات المروحية، مما أسفر عن وقوع مئات الشهداء والجرحى وتدمير قطاع واسع من الأحياء السكنية المأهولة، وتهجير آلاف المواطنينquot;.

واعتبر البيان أن quot;العدوان الواسع الذي يقوم به النظام على مدينة دير الزور الباسلة يشكل فعلاً إجرامياً، وعملاً من أعمال الإبادة الإنسانية، وهو لا يستثني الأطفال أو النساء، كما أنه يطال كل مقومات الحياة البشرية في خطوة تعكس المستوى الإجرامي الذي انحدر إليه النظام في حربه ضد الشعب السوريquot;.

كل هذه الاشتباكات والقصف حدا بالمجلس الوطني السوري إلى إعلان quot;دير الزور مدينة وقرى وبلدات منطقة منكوبة وتحتاج إلى مساعدات إغاثية وإنسانية عاجلة، ويحث الأمم المتحدة على التحرك العاجل لتقديم المساعدة لآلاف النازحين، إضافة إلى المحاصرين بفعل القصف الوحشي، ويناشد المنظمات الحقوقية والإنسانية تبني مبادرة عاجلة لمساعدة تلك المنطقة التي سبق للنظام أن فرض عليها الحرمان من التنمية والتطوير خلال العقود الماضيةquot;.

كما دعا المجلس الوطني مجلس الأمن الدولي إلى quot;عقد جلسة خاصة لبحث الحملة العسكرية الإجرامية على مدينة دير الزور، والعمل على إرغام النظام على وقفها وتأمين الوسائل اللازمة لنقل جثث الشهداء وإجلاء الجرحى من المناطق المحاصرة، وهو الأمر نفسه الذي يجب أن يتم أيضاً بالنسبة لمدينة حمص التي دمّر النظام نحو 65 في المائة من مبانيها وبيوتاتها بشل كلي أو جزئيquot;.

وأكد البيان ختاماً أن quot;على العالم أن يتوقف عن التزام الصمت أو الاكتفاء بمجرد الإدانة في مواجهة أفعال النظام الدموية، والعمل على مواجهته والتصدي له بكل الوسائل الممكنة، وتأمين الحماية المطلوبة للشعب السوري الذي قدم حتى الآن أكثر من عشرين ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى في سعيه لاستعادة حريته وكرامتهquot;.