أتى لقاء بكركي بين البطريرك الماروني وقوى 14 آذار ليربأ الصدع القائم بين الطرفين على خلفية مواقف البطريرك من الوضع السوري والتصريحات التي أدلى بها في باريس، لقاء يؤكد فيه فارس سعيد ضرورة أن يكون البطريرك راعيًا للجميع.
بيروت: إنطلقت أمس من بكركي الخطوة الأولى للقاءات بين البطريرك الراعي وقوى 14 آذار/مارس وأتت تتويجًا لاتصالات استمرت على مدى أسبوعين لرأب الصدع بين الفريقين، وتمنّت النائبة ستريدا جعجع خلال اللقاء بأن يبقى موقع بكركي فوق كل الصراعات والخلافات واعتبرت اللقاء مع الراعي تاريخيًا، اما النائب بطرس حرب فقد اكد ان بكركي تبقى مرجعنا الوطني والديني وزيارتنا اليوم تطوي صفحة من الالتباس بيننا وبين البطريرك، وبكركي هي لكل المسيحيين وهي المرجع الوطني والديني لهم.
يأتي لقاء بكركي بعد تأزم في العلاقات بين الصرح البطريركي وقوى 14 آذار/مارس على خلفية تصريحات للبطريرك الماروني ومقاربته الأحداث في سوريا بعد لقائه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، وفي هذا الصدد يؤكد النائب السابق والقيادي في قوى 14 آذار/مارس فارس سعيد لquot;إيلافquot; أنه راض عن اجتماع بكركي مع قوى 14 آذار/مارس، ويضيف:quot;أن اهم ما تم التباحث به كانت المرحلة التي تفصلنا عن انهيار النظام السوري، وان لهذا الانهيار تداعياته في لبنان وعلينا جميعنا ان ننتبه للمرحلة المقبلة، والا تربط طوائف في لبنان مصيرها بمصير هذا النظام.
عن اعتبار البعض ان اللقاء كان تنظيمًا فقط للخلاف بين بكركي و14 آذار/مارس يرد سعيد:quot; اعتقد ان الموضوع يتجاوز قضية تنظيم الخلاف، لأن خطورة الوضع تتطلب تضافر الجهود، وتنبه الجميع إلى ما يجري، لا يمكن أن يكون سقوط النظام السوري من دون تداعيات، ولا يمكن ان نضع اللبنانيين والمسيحيين في مواجهة هذا الاستحقاق، او ان نربط مصيرهم بمصيره، يكفي ان حكومة لبنان تربط مصيرها به، وعلى اللبنانيين جميعًا طوائف وأحزاب وشخصيات وافراد ان يتنبهوا لتنظيم عملية الفصل عن مصيرهم ومصير هذا النظام.
ولدى سؤاله هل يمكن القول اليوم ان التباين الذي كان مع البطريرك زالت اسبابه؟ يجيب سعيد:quot; اعتبر ان وضع الامور في مرحلة المستقبل افضل من العودة الى العتاب والشكاوى، المستقبل هو محفوف بالمخاطر، والبطريرك مسؤول عن كل لبنان، لان مجد لبنان اعطي له، وانطلاقًا من هذا الموقع عليه ان يقوم بخطوات من اجل لملمة البلد.
هل يؤسس لقاء امس إلى لقاءات مستقبلية مع البطريرك؟ يرد سعيد:quot; ذكر ان هناك ورقة سياسية ستقدم الى البطريرك، وسيستتبع الامر لقاءات مستقبلية مع البطريرك.
اما هل يمكن للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي ان يلعب الدور نفسه الذي لعبه البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير بالنسبة لقوى 14 آذار؟ فيجيب سعيد:quot; لا نطلب من البطريرك الراعي ان يكون راعي 14 آذار، والا يكون راعي 8 آذار، بل المطلوب ان يكون راعي جميع اللبنانيين، حتى يتجاوز دوره دور رعاية مصالح الجماعة او الفئة، مصلحة جميع اللبنانيين يجب ان تكون الاهم، وهذا يجب ان يكون الخط البياني لهذا الصرحquot;.
التعليقات