في أول اجتماع من نوعه مع مسؤول عراقي، أكد الرئيس المصري محمد مرسي لوزير الخارجية هوشيار زيباري رغبته في زيارة العراق في أقرب فرصة والاطمئنان إلى أوضاعه الامنية مشددا على ثقته بقدرة العراقيين على تجاوز صعوباتهم الحالية .. فيما أشار رئيس التحالف الوطني العراقي الحاكم ابراهيم الجعفري الى أن مشروع الإصلاح السياسي الذي تجتمع لجنة إعداده اليوم الثلاثاء سيكون بديلا عن سحب الثقة من الحكومة ويتضمن جملة اجراءات بينها تعيين وزيرين للدفاع والداخلية.


تبادل الرئيس المصري محمد مرسي مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في قصر الاتحادية في القاهرة الحديث عن الاوضاع المصرية بعد الثورة والانتخابات الرئاسية الديمقراطية والتحديات التي تواجه مصر في ترسيخ العملية الديمقراطية وتحقيق أهداف ثورة الشعب المصري في 25 يناير والحفاظ على وحدة مصر وشعبها وتعزيز دورها الوطني والقومي اضافة الى التطرق الى الاوضاع في العراق.

وقد عبر الرئيس المصري quot;عن حبه وتقديره للشعب العراقي ونضاله وشعوره بقدرات العراقيين على تجاوز الصعوبات التي تواجه تقدمه كما عبر عن رغبته في الاطمئنان إلى الاوضاع الداخلية والتحسن الملحوظ في الوضع الامني شاكرا القادة العراقيين على مشاعر التضامن التي عبرت عنها رسائل التهنئة اليه مؤكداً رغبته في زيارة العراق في اقرب فرصة سانحةquot; كما قال بيان صحافي لوزارة الخارجية العراقية الليلة الماضية. واشار الى أن زيباري قد أكد quot;عمق العلاقات المصرية العراقية على المستويين الرسمي والشعبي وطموحات العراق ان تنمو وتتطور هذه العلاقة لما فيه خير البلدين ومصالح الشعبين الشقيقينquot;.

هوشيار زيباري مجتمعا مع محمد مرسي

وكان القادة العراقيون رحّبوا بفوز مرسي برئاسة مصر واعربوا عن املهم في ان تكون فترة حكمه الأمة لشمل جميع المصريين من أبنائها من دون محاباة مذهبية أو دينية أو قومية أو سياسية ومن دون أي تهميش او إقصاء .

وفي كلمات ورسائل وجهها القادة العراقيون الى الرئيس المصري الجديد، فقد اكدوا ثقتهم بأن يقدم الصالح العام والشعور الوطني ويغلبه على كل مصالح حزبية وفئوية لا تصلح لقيادة البلد . وقالوا ان مصر بنسيجها الاجتماعيّ المتنوّع وثقافاتها الإنسانية المتعدّدة تتطلع إلى العقل الكبير الذي يجد في تنوّعها قوة وإلى القلب الواسع الذي يحتضن أبناءها من دون محاباة مذهبية أو دينية أو قومية أو سياسية .
واكد الرئيس جلال طالباني قائلا quot;نحن في العراق سنبذل قصارى جهودنا من اجل توثيق وتوسيع الروابط الاخوية المتينة التي تجمع بين بلدينا لما فيه مصلحة الشعبين العراقي والمصري وخير الامن والاستقرار والتعاون والتنمية والديمقراطية في العالمين العربي والاسلاميquot;.

أما رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فقد عبّر عن امله في أن تستعيد مصر العربية دورها اللائق على الساحتين العربية والاقليمة داعيا الى تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. ومن جانبه، امل رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي في ان تحظى مصر وشعبها خلال المرحلة المقبلة بالامن والاستقرار والرخاء حتى تكون مصر فاعلة في الوطن العربي. اما زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فقد دعا مرسي إلى سعة الصدر ولمّ الشمل لتكون الحكومة لكل الشعب بلا إقصاء ولا تهميش.

يذكر أن محمد مرسي ولد في 20 آب (اغسطس) عام 1951في قرية العدوة في محافظة الشرقية ونشأ في قريته وسط عائلة مصرية بسيطة لأب فلاح وأم ربة منزل وهو الابن الأكبر لهما وله من الأشقاء أختان وثلاثة من الإخوة وتفوق عبر مرحلة التعليم في مدارس محافظة الشرقية، انتقل للقاهرة للدراسة الجامعية وعمل معيدا ثم خدم في الجيش المصري (1975 - 1976) كجندي في سلاح الحرب الكيماوية في الفرقة الثانية مشاة، وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة1975 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وبعدها ماجستير في هندسة الفلزات جامعة القاهرة، بالإضافة إلى نيله شهادات من خارج مصر.

الجعفري : تعيين وزيرين للدفاع والداخلية ضمن الإصلاح السياسي
قال رئيس التحالف الوطني العراقي الحاكم ابراهيم الجعفري ان مشروع الاصلاح السياسي الذي تجتمع لجنة اعداده اليوم الثلاثاء سيكون بديلا عن سحب الثقة من الحكومة ويتضمن جملة اجراءات بينها تعيين وزيرين للدفاع والداخلية.

واضاف الجعفري في تصريحات وزعها مكتبه الاعلامي وتسلمت quot;ايلافquot; نسخة منها اليوم انه انطلاقاً من تمسّك التحالف الوطني بمسؤوليته الحالية ولأنه أدار الخلافات التي طفحت على السطح بطرق وطنية عراقية تستوعب الكتل كافة قد شكّل لجنة بعنوان (لجنة الإصلاح)، وأوكل إليها مهمة تحديد الرؤى والأهداف الاستراتيجية التي يؤمن بها التحالف ولكل مكوّناته ممثلون فيها.

واشار الى ان اللجنة تقوم بدراسة جميع الأوراق المطروحة لوضع برنامج عمل إصلاحي وللمباشرة في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين حتى الوصول إلى شاطئ البديل الوطنيّ الصحيح وهو الحوار الوطني الذي يتسع لكل الفرقاء من دون إهمال اي ورقة، أو أي طرف من الأطراف.
واضاف ان لجنة الإصلاح تناقش تصوّرات حقيقة المشاكل الموجودة وحقيقة الأهداف المعطـّلة وقسّمتها إلى عدة أقسام، منها: متفـَق عليه مثل، ملء الشواغر الوزارية (وزارة الدفاع، ووزارة الداخلية) والقسم الثاني: المحكمة الاتحادية والقسم الثالث: متعلق بتنسيق العلاقة بين السلطة التشريعية ممثـَّلة ًبالبرلمان والسلطة التنفيذية ممثلة بالحكومة والقسم الرابع: الحفاظ على التوازن الدستوريّ والتوازن في المسؤوليات .

واشار الجعفري الى ان التحالف الوطني ليس مع قوى مؤتمر اربيل (العراقية والتيار الصدري والتحالف الكردستاني) في سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي أو استجوابه.. فهو يرى ان البديل لذلك هوالملتقى الوطني لحل الازمة السياسية الحالية . وشدد على ان لجنة الإصلاح تشكّلت لمعالجة ظواهر الفساد وإصلاح الأخطاء quot;ويجب أن ندير الأمر بعقلية إصلاحية صحيحةquot; بحسب قوله.
وكانت الهيئة السياسية للتحالف قد اتفقت في 21 من الشهر الماضي على تسمية اعضاء لجنة الإصلاح السياسي وتضم كلا من بهاء الأعرجي من التيار الصدري وخالد العطية وعباس البياتي وحيدر العبادي من ائتلاف دولة القانون اضافة الى ممثلين عن مكونات التحالف الاخرى.

وستعمل اللجنة على وضع الاسس المقترحة للاصلاح السياسي في البلاد والعمل على اصدار 11 قانونا مهما من بينها : تشكيل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وقانون الانتخابات وقانون الأحزاب السياسية وقانون النفط والغاز وقانون تجريم البعث وقوانين الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب وتعديل قانون الاستثمار وقانون البنى التحتية وقانون الضمان الاجتماعي و تسمية الوزراء الأمنيين اضافة الىالمصادقة على تعيين وكلاء الوزارات والمستشارين وقادة فرق الجيش ومعاوني رئيس أركان الجيش.

ويشهد العراق منذ اواخر العام الماضي مباشرة بعد الانسحاب الاميركي من البلاد نهاية عام 2011 أزمة سياسية حادة بسبب تصاعد الخلافات بين الكتل السياسية حول قضايا تتعلق بالشراكة في إدارة الدولة بالاضافة الى ملفات أخرى . وقد أدى استمرار الازمة الى مطالبة بعض الكتل السياسية بسحب الثقة من المالكي بعد ان عقدت عدة اجتماعات في كل من مدينتي اربيل والنجف . وكانت الدعوة لسحب الثقة عن طريق رئيس الجمهورية قد فشلت بعد ان اعلن الرئيس طالباني في التاسع من حزيران الماضي ان عدد الموقعين على سحب الثقة من المالكي بلغ 160نائبا فقط وهو اقل من العدد المطلوب البالغ 163 ودعا مجددا الى عقد الاجتماع الوطني لحل الازمة السياسية لكنه لم يتم بعد تحديد موعد او مكان او جدول اعمال هذا المؤتمر.