زيباري (الثاني من اليسار) في مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في القاهرة

في موقف أكثر حسمًا للعراق من الأوضاع في سوريا، أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اليوم أن بلاده ستبذل كل جهودها من أجل انتقال سلمي للسلطة في سوريا داعيًا المعارضة السورية الى تقديم بديل ذي مصداقية للنظام مشيرًا إلى أن موقف دمشق من التغييرات الديمقراطية في العراق كان سلبيًا وأوضح أنه يدرك المعنى الذي تشكله مساعي المعارضة للتخلص من نظام شمولي.


قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال كلمة في افتتاح مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة اليوم إن بلاده ستبذل كل جهودها من أجل تحقيق انتقال سلمي للسلطة في سوريا. وقال إن العراق يدرك ماذا يعني حكم البعث الشمولي نظرا لأنه خاض التجربة معه خلال الثلاثين سنة التي مضت.

وشدد على أهمية وحدة المعارضة السورية لتشكيل بديل يحظى بالمصداقية قادر على إخراج سوريا من أزمتها الحالية وبناء دولة ديمقراطية تعددية وان تكون ممثلة لجميع مكونات الشعب من العرب والكرد والسنة والعلويين والمسيحيين والدروز وجميع الأقليات والقوميات والمكونات دون تهميش أو إقصاء.

وأضاف أن العراق سيبذل كل الجهود الممكنة من اجل ان يكون هناك تحول سلمي ديمقراطي وانتقال للسلطة في سوريا يتسلم فيها ابناء شعبها وممثلوه ونخبه السياسية دون أي تدخل عسكري وهذا يتطلب حوارًا شاملا وحقيقيا بين اطراف المعارضة والنظام السوري بما يحقق تطلعات شعبهما.

وقال زيباري quot;نود ان نوضح موقف العراق من الأزمة السورية الذي حدث به التباس ونؤكد انه لم يكن محايداً او الى جانب النظام السوري الحالي وانما كان مع تطلعات الشعب السوري وما يطمح اليه من حرية وديمقراطية على غرار موقفنا من التحولات السياسية التي شهدها عدد من الانظمة العربية فنحن لم نكن مع النظام السوري ضد المعارضة quot;. واشار الى ان مجلس الأمن هيئة سياسية تعبر عن مصالح الدول الأعضاء في المنطقة ولا سيما الخمسة الدائمين وسيتعامل بشكل أفضل لو كانت المعارضة السورية موحدة ورسالتها إلى العالم واحدة. وأوضح ان المعارضة تسعى للتخلص من نظام شمولي لا يكترث إلى سلامة الشعب.. وقال quot;اننا نعرف من تجربتنا في العراق ماذا تعني التصدي لأنظمة القمعquot;.

وتابع زيباري قائلا quot; لا يوجد أمامنا في هذه المرحلة سوى مبادرة كوفي أنان والتوافق الدولي الذي حصل حولها والعمل على تنفيذهاquot;، رغم انها لا تلبي كل طموحات الشعب السوري ولكن من الأهمية الاستفادة منها والتعامل معها بإيجابية طالما تفضي إلى عملية سياسية تقوم على انتقال سلمي للسلطة في سوريا.

وشدد زيباري على ان الشعب السوري هو من يقرر مصيره فقط.. وقال quot;نحن نكنّكل التقدير والاحترام له عندما احتضن ابناء الشعب العراقي والمعارضين من السياسيين ابان النظام السابقquot;.. وخاطب المؤتمرين قائلا quot; ان الجميع يعلم ويعرف مواقف النظام السوري بعد التحولات الديمقراطية التي حصلت في العراق بعد عام 2003 والتي للأسف كانت سلبية وهنا نجدد تأكيدنا للمعارضة والشعب السوري أننا لسنا أوصياء عليكم فتقرير مصيركم بايديكم فقط دون اي تدخل خارجيquot;.

ومن جهته، قال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير احمد بن حلي امس إن quot;الأمانة العامة وجهت الدعوات لأكثر من 200 شخصية تمثل المعارضة السورية في الداخل والخارج بأطيافها كافة، وكذلك دعوة وزراء خارجية الدول الأعضاء الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، والعراق رئيس القمة، والكويت رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، وقطر رئيس اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية، وكوفي أنان المبعوث المشترك، بالإضافة إلى الدول التي استضافت مؤتمر أصدقاء سوريا وهي تركيا وتونس وفرنساquot;.

من جانبه، قال خالد الناصر الأمين العام للتيار الشعبي السوري الحر المعارض إن quot;مؤتمر المعارضة السورية سيناقش من بين موضوعات أخرى وثيقة عهد وطني تمثل ملامح المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا بعد سقوط نظام الأسدquot;، مشيرا إلى أن quot;المؤتمر يهدف إلى إيجاد توافق على ما سيتم القيام به خلال المرحلة الانتقالية ومستقبل سورياquot;.

وكان زيباري حذر السبت الماضي خلال اجتماع في بغداد مع وزراء خارجية السويد كارل بيلد وبولندا رادو سلاو سيكورسكي وبلغاريا نيكولاي ميلادينوف من أن الدول المجاورة لسوريا ليست محصنة ضد الأزمة فيها معربًا في الوقت ذاته عن قلقه من quot;العناصر التكفيرية التي تحاول جرّ الشعب السوري الى صراعات طائفيةquot;.وقال زيباري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الوزراء الثلاثة quot;قلقنا الاكبر هو أن تتمدد الازمة نحو الدول المجاورةquot;.

وأضاف quot;ليس هناك من دولة محصنة ضد هذا التمدد بسبب تركيبة المجتمعات والامتدادات والعلاقات والأبعاد الاثنية والمذهبية واذا تحول هذا الصراع الى صراع مذهبي بالكامل أو الى حرب اهلية فالعراق سيتأثر ولبنان سيتأثر والاردن لن يكون محصنًا ضد ذلكquot;. وشدد على أنه quot;لا يمكن لأي جهة أو أي طرف تجاوز العراق ودور العراق في الازمة السورية وأي محاولات سواء اقليمية او دولية للقفز على دور العراق لن تنجحquot;.

واعلن زيباري أن العراق يقيم حاليًا quot;اتصالات مستمرة مع أطراف المعارضة السورية ولدينا لقاءات واتصالات مع المجلس الوطني وهيئة لجان التنسيق السورية وحتى مع بعض الأطراف العسكريةquot;. وأكد رفض العراق تسليح المعارضة والنظام، قائلاً إن quot;عملية تسليح الطرف المشارك ستؤدي الى المزيد من سفك الدماء وتعميق الجراح، تزويد النظام وحتى المعارضة بالسلاح يؤدي الى تعميق وإدامة الازمةquot;.

وقال مسؤولون عراقيون خلال الاشهر الماضية إن هناك حركة تهريب للسلاح والمقاتلين باتجاه سوريا التي كانت تتهم في السابق بانها قدمت دعمًا ماليًا وعسكريًا ولوجستيًا لجماعات quot;جهاديةquot; متمردة في العراق. وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد لحوالى 600 كلم، يقع اكثر من نصفها تقريبًا في محافظة الانبار الغربية المحاذية لسوريا.