فيما اعلن العراق اليوم ان مؤتمر جنيف حول الأزمة السورية أمس قد اخذ بمقترحاته حول ضرورة تشكيل حكومة انتقالية فان وزير خارجيته زيباري سيشارك في مؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة غدًا، ويلقي كلمة يؤكد فيها على العمل لإيجاد حل سلمي بين المعارضة والنظام والوقوف ضد التدخل الأجنبي وتجنيب البلاد الحرب ويحذر من أن ما يحصل في سوريا يؤثر على العراق وأن أمنها واستقلالها امتداد لأمنه وسلامته.


قالت الخارجية العراقية إن وفدها الى مؤتمر جنيف لمجموعة العمل الدولية حول سوريا برئاسة وزيرها هوشيار زيباري قدم ملاحظات جوهرية عكست موقفه في كيفية معالجة الأزمة السورية، مشيرة إلى أنه في إطار المشاورات الجارية للمجموعة العمل الدولية بشأن سوريا تقدم العراق quot;بملاحظات جوهرية عكست موقف العراق في كيفية معالجة الأزمة السورية وخصوصاً تجربة العراق في بناء العملية السياسية والدستورية بما في ذلك تشكيل الحكومة الانتقالية والمجلس الوطني المؤقت وأهمية الاتفاق على آلية لمتابعة وتنفيذ ما اتفق عليه في الوثيقة الختامية للمؤتمرquot;، كما قالت في بيان صحافي اليوم.

زيباري مع بان كي مؤتمر خلال مؤتمر جنيف حول سوريا

وأكدت أن المؤتمر قد أخذ في الاعتبار هذه الملاحظات في صياغة الوثيقة الختامية.

واشارت إلى أنه رغبة من الوفود المشاركة في التعرف على موقف العراق خلال اجتماع المجموعة الدولية بشأن سوريا لكونه من المشاركين الأساسيين في هذه المجموعة بوصفه رئيساً للقمة العربية وبلداً جارا معنياً بما يحصل في سوريا فقد اجتمع زيباري مع رؤساء الوفود العربية المشاركة في الاجتماع وهم كل من الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري بصفته رئيس المجموعة العربية المعنية بالوضع في سوريا والشيخ صباح الخالد الصباح وزير الخارجية الكويتي بصفته رئيس مجلس وزراء الخارجية العرب بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

وقال إنه في إطار المشاورات قبل انعقاد المؤتمر ورغبة من وزيرا خارجية روسيا الاتحادية والصين الشعبية للتعرف على وجهة نظر العراق خلال الاجتماع فقد إلتقى زيباري مع هما واطلعهما على موقف العراق من الازمة بهدف التوصل إلى اتفاق سياسي منظم للأزمة السورية.

وينص اتفاق جنيف خصوصا على أن الحكومة الانتقالية يمكن أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية كما اعلن مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي انان مبديا شكوكه في ان يختار السوريون اشخاصا quot;ملطخة ايديهم بالدماءquot;. ولفت انان الى ان quot;الحكومة الانتقالية ستمارس السلطات التنفيذية ويمكن ان تضم اعضاء في الحكومة الحالية والمعارضة ومجموعات اخرى، وينبغي ان يتم تشكيلها على اساس قبول متبادلquot;.

ومجموعة العمل حول سوريا تضم الدول الاعضاء الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا) ودول تمثل الجامعة العربية هي العراق والكويت وقطر، الى جانب تركيا والامانة العامة للجامعة العربية وكذلك الامانة العامة للامم المتحدة وممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي.

زيباري يلقي كلمة في مؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة

وعلى الصعيد نفسه سيلقي زيباري كلمة في مؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة غدًا سيؤكد فيها على ضرورة إيجاد حل سلمي بين المعارضة والحكومة السورية والوقوف ضد التدخل الأجنبي وعدم جر البلاد الى حرب يمكن ان يذهب ضحيتها الأبرياء من أبناء الشعب السوري.

كما سيوضح ان ما يحصل في سوريا يؤثر على العراق باعتباره جاراً له وان أمنه واستقلاله امتداد لأمن العراق وسلامته كما ابلغ ممثل العراق لدى الجامعة العربية السفير قيس العزاوي وكالة كردستان للأنباء من القاهرة اليوم.

يأتي هذا في وقت أنهت الأمانة العامة للجامعة العربية التحضيرات كافة لاستضافة المؤتمر الموسع للمعارضة السورية المقرر انعقاده بأحد فنادق القاهرة. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير احمد بن حلي إن quot;الأمانة العامة وجهت الدعوات لأكثر من 200 شخصية تمثل المعارضة السورية في الداخل والخارج بأطيافها كافة، وكذلك دعوة وزراء خارجية الدول الأعضاء الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، والعراق رئيس القمة، والكويت رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، وقطر رئيس اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية، وكوفي عنان المبعوث المشترك، بالإضافة إلى الدول التي استضافت مؤتمر أصدقاء سوريا وهي تركيا وتونس وفرنساquot;.

وأضاف بن حلي ان quot;هذا المؤتمر يعقد بناء على قرار صادر عن الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب الذي عقد بالدوحة 2 حزيران /يونيو الماضي وذلك للوصول لرؤية مشتركة تمكن المعارضة السورية عندما تدخل في الحوار من ان تكون لها تصور واضح وواقعي وعملي للمرحلة المقبلةquot;.

من جانبه قال خالد الناصر الأمين العام للتيار الشعبي السوري الحر المعارض إن quot;مؤتمر المعارضة السورية المقرر عقده بالقاهرة غداً الاثنين تحت مظلة جامعة الدول العربية سيناقش من بين موضوعات أخرى وثيقة عهد وطني تمثل ملامح المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا بعد سقوط نظام الأسدquot;، مشيرا إلى أن quot;المؤتمر يهدف إلى إيجاد توافق على ما سيتم القيام به خلال المرحلة الانتقالية ومستقبل سورياquot;.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال الاحد الماضي خلال اجتماع في بغداد مع وزراء خارجية السويد كارل بيلد وبولندا رادو سلاو سيكورسكي وبلغاريا نيكولاي ميلادينوف عن قلقه من تصاعد العنف وعمليات القتل في سوريا واشار الى أن العراق دعا منذ بداية الأزمة السورية الى ضرورة إيجاد حل سياسي وليس امنيًا لهاquot;.

واكد استعداد العراق لدعم أي مجهود دولي لإيجاد حل سلمي لما تعاني منه سوريا يضمن للشعب السوري أهدافه المشروعة ويجنبها والمنطقة المزيد من الدماء والدمار. وشدد على ضرورة منع quot;التدخلات التي من شأنها زيادة تعقيد الأوضاع في سوريا وإراقة المزيد من الدماءquot;. واشار الى أن الأزمة لا تتعلق بسوريا وحدها بل بجميع دول المنطقة لاسيما العراق الذي له حدود طويلة ومصالح مشتركة معها.

ومن جهته حذّر زيباري من أن الدول المجاورة لسوريا ليست محصنة ضد الازمة فيها معربًا في الوقت ذاته عن قلقه من quot;العناصر التكفيرية التي تحاول جر الشعب السوري الى صراعات طائفيةquot;. وقال زيباري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الوزراء الثلاثة quot;قلقنا الاكبر هو أن تتمدد الازمة نحو الدول المجاورةquot;.

واضاف quot;ليس هناك من دولة محصنة ضد هذا التمدد بسبب تركيبة المجتمعات والامتدادات والعلاقات والابعاد الاثنية والمذهبية واذا تحول هذا الصراع الى صراع مذهبي بالكامل أو الى حرب اهلية فالعراق سيتأثر ولبنان سيتأثر والاردن لن يكون محصنًا ضد ذلكquot;. وشدد على أنه quot;لا يمكن لأي جهة أو أي طرف تجاوز العراق ودور العراق في الازمة السورية واي محاولات سواء اقليمية او دولية للقفز على دور العراق لن تنجحquot;.

واعلن زيباري أن العراق يقيم حاليًا quot;اتصالات مستمرة مع اطراف المعارضة السورية ولدينا لقاءات واتصالات مع المجلس الوطني وهيئة لجان التنسيق السورية وحتى مع بعض الاطراف العسكريةquot;.

واكد رفض العراق لتسليح المعارضة والنظام، قائلاً إن quot;عملية تسليح الطرف المشارك ستؤدي الى المزيد من سفك الدماء وتعميق الجراح، تزويد النظام وحتى المعارضة بالسلاح يؤدي الى تعميق وادامة الازمةquot;.

وقال مسؤولون عراقيون خلال الاشهر الماضية أن هناك حركة تهريب للسلاح والمقاتلين باتجاه سوريا التي كانت تتهم في السابق بانها قدمت دعمًا ماليًا وعسكريًا ولوجستيًا لجماعات quot;جهاديةquot; متمردة في العراق.

وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد لحوالي 600 كلم، يقع اكثر من نصفها تقريبًا في محافظة الانبار الغربية المحاذية لسوريا .