ساراييفو: يتم الاربعاء إعادة دفن رفات حوالى 520 من ضحايا مجزرة سريبرينيتسا تم تحديد هوياتها منذ سنة، في مناسبة الذكرى السابعة عشرة لهذه المجزرة، لكن ابناء رامزة وقديرة وسهرا ليسوا في عداد هؤلاء، وسيكون على الأمهات الثلاث ان ينتظرن اكثر.

وقالت سهرا احمدوفيتش quot;لو اني اجد فقط عظمة واحدة من ابني حتى ادفنه، واعرف اخيرا مكان قبره، وأضع حدا لهذا الكابوس المستمر منذ 11 تموز/يوليو 1995quot;. في هذا اليوم انفصلت سهرا عن ابنها سمير امام شقتها في سيريبرينتسا (شرق) دقائق قبل وصول قوات صرب البوسنة الى هذه البلدة المسلمة التي كانت تحظى بحماية قوات الامم المتحدة.

تروي ان ابنها سمير الذي quot;لم يكن يبلغ انذاك 17 سنة كان يبكي، ولم يكن يدري ماذا يفعل.. التوجه مع النساء الى قاعدة الامم المتحدة في بوتوكاري (قرب سريبرينيتسا) او الالتحاق برجال فروا داخل الغابةquot;. وتابعت quot;لقد استدار نحوي خمس مرات ليقول لي لن اراك بعد اليوم، قبل ان يتوجه نحو الجبالquot;.

عرفت سهرا من شهود عيان انهم شاهدوا سمير بعد يومين مع مجموعة من الاسرى في كرافيكا قرب سريبرينيتسا، حيث تم اعدام اكثر من الف مسلم بحسب القضاء المحلي. كما فقدت سهرا اثنين من اخوتها في مجزرة سريبرينيتسا، وهما مدفونان في مقبرة بوتوكاري، حيث دفن 5137 من الضحايا واقيم لهم نصب تذكاري.

وقتلت قوات صرب البوسنة في تموز/يوليو 1995 حوالى 8 آلاف رجل ومراهق مسلم من سريبرينيتسا. واعتبر القضاء الدولي هذا القتل بانها ابادة. وبعد سنوات من المطاردة تم القبض على رادوفان كارادجيتش وراتكو ملاديتش المسؤولين السياسيين والعسكريين من صرب البوسنة، ويتم حاليا محاكمتهما امام محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، وخصوصا لدورهما في مجزرة سريبرينيتسا. كما ان سهرا فقدت زوجها الذي اختفى في بداية الحرب (1992-1995) ولم يتم العثور عليه ابدا.

وقالت هذه المرأة وهي تحمل قميصًا ازرق، اهداه جندي من القوات الاممية لابنها سمير، quot;اخشى الا يتم العثور عليهما في حياتي، فانا اعيش يوميا في انتظار ان يتصل بي احدquot;. وتابعت سهرا باكية quot;اشعر باني ما زلت اشم رائحته وهو طفل..quot;.

ومع اقتراب ذكرى المجزرة تتفتح جراح هؤلاء النسوة اللواتي بقين وحيدات، وهن مصرّات على المشاركة في احيائها، quot;حتى وان كان الثمن ان يتألمن لاسابيع بعدهاquot; كما تقول قديرة غابليتش. وفقدت قديرة ابنيها وزوجها وشقيقها في المجزرة، وهي جارة سهرا في ضاحية ساراييفو.

وقالت quot;في احد الايام اتصل بي الاطباء الشرعيون ليخبروني انه تم العثور على جمجمة وجزء من رجل ابني الاكبر ميهو، لكن هذا لا يكفي لاقامة جنازة. اما ابني الاصغر مسعود فلم يظهر منه شيءquot;. ثم صرخت باكية quot;وضعنا اولادنا بصحة جيدة، والآن ندفن اجزاء صغيرة منهمquot;.

وتم دفن الضحايا بعد المجزرة في قبور جماعية، ثم اعيد فتحها غالبيتها باستخدام الجرافات لنقل الجثث بهدف اخفاء مدى ضخامة الجريمة، ولذلك فان اعضاء مختلفة لجثة واحدة وجدت في قبور جماعية متعددة.

وقالت رامزة موزيك هذه الام التي فقدت ابنيها quot;تم العثور على اربع عظمات من ابني سنايد الذي كان عمره 19 سنة في اربعة قبور جماعية مختلفةquot;. اما ابنها الثاني سياد الذي كان عمره 18 سنة فلم يتم العثور على رفاته بعد. وتابعت quot;لقد اختفوا من حياتي كالرماد يحمله الريح. اشعر دائمًا بايديهما على كتفي عندما قالا لي الى اللقاء اميquot;.