بعد ساعات من إعلان الحكومة العراقية فتح حدود البلاد الغربية مع سوريا أمام اللاجئين السوريين الهاربين من العنف في بلدهم، فقد بدأ العشرات منهم اليوم وبينهم جرحى دخول الاراضي العراقية عبر منفذ القائم الحدودي حيث تم تشييد مخيم لايوائهم فيما أعلنت الحكومة العراقية تخصيص مبلغ 50 مليون دولار لتهيئة مستلزمات استقبال العراقيين العائدين من سوريا والنازحين السوريين الى العراق.


قالت مصادر عراقية إن المجموعة الاولى من اللاجئين السوريين قد وصلت الى مخيم لإيوائهم عبر منفذ القائم الحدودي الذي سلّمه المسلحون السوريون المعارضون الى قبائل سورية في المنطقة لتسهيل عملية عبور النازحين الى العراق. وأشار محافظ الانبار قاسم الفهداوي الى ان المحافظة قد سخّرت جميع إمكانياتها لتسهيل عملية وصول اللاجئين السوريين الى المحافظة وتذليل الصعوبات امام إقامتهم في المخيم .

وأوضحت المصادر ان المجموعة الاولى من اللاجئين تضم حوالى مئتي سوريّ بينهم عدد من الجرحى وتوقعت استمرار تدفق المزيد من اللاجئين السوريين اليوم حيث تقوم وزارة الهجرة والمهجرين والهلال الاحمر العراقي بمساعدة القوات العراقية بالإشراف على عملية استقبال وايواء النازحين السوريين.
ومن جانبه، اعلن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ اليوم ان السلطات العراقية باشرت إنشاء مخيمات قرب منفذي ربيعة والقائم العراقيين مع سوريا . واشار الى ان الحكومة العراقية خصصت حوالى 50 مليون دولار لإغاثة ومساعدة العراقيين العائدين من سوريا والذين وصل عددهم الى 10 آلاف مواطن إضافة الى تهيئة مستلزمات استقبال اللاجئين السوريين.

مخيم للاجئين السوريين في محافظة دهوك في كردستان العراق

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمر أمس بفتح الحدود العراقية للسماح للاجئين السوريين الفارين من العنف في بلادهم بدخول العراق. وقال مكتب المالكي إن الأمر الذي وزع على الجيش العراقي وقوات حرس الحدود والهلال الأحمر ومسؤولين حكوميين آخرين يأمر بالاستعداد لاستقبال السوريين الذين quot;تضطرهم الظروف الاستثنائية لبلادهم إلى النزوج باتجاه العراق. وقال اللواء عصام ياسين وهو قائد كبير في قوات حرس الحدود في موقع الوليد الحدودي مع سوريا الذي يبعد 560 كيلومترا غربي بغداد انه تلقى الأمر موضحا انه ينطبق على كل المعابر الحدودية العراقية مع سوريا.
ويقول مقاتلو المعارضة السورية إنهم يسيطرون على معبر البوكمال- القائم وهو ممر تجاري رئيس يقع على مسافة أبعد إلى الشمال وكان الجيش العراقي قد أغلقه خشية امتداد العنف الى أراضي العراق.
ومن جهتها، اعلنت مديرية الهجرة والمهجرين في محافظة دهوك الشمالية عن وصول تسعة آلاف لاجئ سوري إلى إقليم كردستان العراق مؤكدة استمرار تدفق السوريين بحوالى 50 لاجئاً يومياً حيث أقامت السلطات المحلية والهيئات الدولية مخيما وهناك استعدادات تجري لاستقبال المزيد.

وعانى أكراد سوريا لفترة طويلةالتمييز ويعتبر كثيرون كردستان العراق مكانا يمكنهم أن يجدوا فيه عملا والاستقرار بسهولة مع وجود جذور ولغة مشتركة. وتشكل مطالب المنطقة الكردية في سوريا التي واجهت قمعا للحقوق مثل منع التدريس باللغة الكردية تحديا للمجلس الوطني السوري المعارض الذي يقوده منذ الشهر الماضي عبد الباسط سيدا وهو كردي.

لحظة دخول الثوار أحد المعابر الحدودية

وتشجع سلطات اقليم كردستان الأحزاب الكردية في المعارضة السورية للأسد على تنحية خلافاتها جانبا وتقديم جبهة موحدة لخوض المعركة من أجل حقوق الأكراد. وبالنسبة إلى كثير من اللاجئين الأكراد، فإن الانتماء العرقي هو الذي دفعهم إلى الفرار من سوريا إلى كردستان العراق وليس إلى لبنان أو تركيا لأنهم يعتقدون أنهم كانوا سيواجهون قيودا اكبر.

وكشف رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الاحد الماضي عن قيام الإقليم بتدريب وتنظيم كرد سوريين. وقال بارزاني في تصريحات متلفزة quot;نقوم بتدريب كرد سوريين في إقليم كردستان، ونرسلهم بعد ذلك إلى بلدهم للدفاع عن مناطقهمquot; مؤكدا بالقول quot;نعم يوجد مراكز لتدريب وتنظيم الأكراد السوريين، حيث هناك أعداد كبيرة من الشباب الكرد في سوريا الذين هربوا إلى الاقليم، وقمنا بتدريبهم لكننا لم نرسلهم بعد إلى سوريا، إلا أننا سنفعل ذلك في حال أي فراغ في السلطة ليكونوا قادرين على فرض أمن واستقرار المواطنين في حال خروج الجيش السوريquot;. وأوضح quot;من قمنا بتدريبهم هم من الهاربين من القوات السورية وسيعملون تحت راية الهيئة العليا للكرد في سوريا التي اجتمعت في اربيل مؤخراquot;.

ويوم الأحد الماضي أعلن المجلس الوطني الكردي السوري خلال اجتماع في أربيل العراقية الشمالية لجنة عليا لادارة الاقليم الكردي في سوريا بعد سيطرة الاكراد على اربع مدن هناك . وقال عضو المجلس عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي الديمقراطي الكردي في سوريا انه سيتم تشكيل لجنة عليا مشتركة بين المجلسين بهدف إدارة اقليم كردي في سوريا بعد التحرر من نظام بشار الاسد . وأوضح أنه quot;ضمن اللجنة العليا المرتقبة، سيتم تشكيل لجان فرعية لإدارة كل جانب من الجوانب المهمة على سبيل المثال لجنة الأمن، واللجنة العسكرية، واللجنة الصحية، ولجان اخرىquot;.