عناصر من الجيش السوري الحر

أكدت تقارير صحافية، أن قرار تركيا بإغلاق المواقع الحدودية الشرعية أتى على خلفية مخاوف من اجتياح المتشددين الاسلاميين لأحد المواقع السورية، وأكدت تركيا على أن هذا القرار لن يؤثر على السوريين الذين سيسمح لهم باللجوء الى تركيا حتى بعد الاغلاق.


القاهرة: بعدما قامت تركيا يوم أمس بإغلاق كل مواقعها الحدودية الشرعية، إثر فرض الثوار السوريين هيمنتهم على العديد من المنافذ في الجانب السوري، أكدت تقارير صحافية أنه تم اتخاذ تلك الخطوة نتيجة عدة أسباب من بينها مخاوف من أن يكون المتشددون الإسلاميون قد اجتاحوا واحداً على الأقل من المواقع السورية، عند باب الهوى، بعد بث فيديو على الإنترنت يظهر إعلان مقاتلين جهاديين عن تأسيسهم دولة إسلامية.

وقال في هذا السياق مسؤولون أتراك إن قرار الغلق هذا سيؤثر فقط على الأتراك الذين يسافرون إلى سوريا، وأنهم سيستمرون في السماح للاجئين السوريين بدخول تركيا.

وقد أشارت في هذا الصدد اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن اللاجئين لا يستخدمون المنافذ الرسمية، شأنهم شأن الثوار ومهربي السلاح والمنشقين وجرحى الحرب الذين احتشدوا في جنوب تركيا خلال الأشهر القليلة الماضية، ليحولوا بذلك واحدة من أكثر مناطق البلاد هدوءًا، إلى مركز حيوي بالنسبة للثورة السورية.

ولفتت الصحيفة كذلك إلى أن باقي حدود سوريا مع العراق ولبنان والأردن تشهد نشاطاً مماثلاً على نطاق أصغر. لكن القدر الأكبر من الترحيب قد لاقاه الثوار السوريون في تركيا التي تتبنى حكومتها منذ مدة طويلة نداءات تطالب برحيل الأسد.

وأعقبت الصحيفة بنقلها عن صبحي عطان، وهو متحدث باسم وزارة الخارجية التركية في الجنوب، مشيراً إلى الـ 43 ألف لاجئ سوري الذين تم استقبالهم في مخيمات للاجئين على الحدود، قوله:quot;علينا أن نعتني بهم لأنهم أشقاؤنا وشقيقاتناquot;.

إلى ذلك، أكدت الصحيفة أن دور تركيا في الثورة السورية امتد لما هو أعمق من مجرد مساعدة اللاجئين، رغم عدم وضوح مدى المساعدات التي قدمتها على هذا الصعيد بعيداً عن الدبلوماسية العالمية. وقال هوغ بوب، من مجموعة الأزمات الدولية في اسطنبول، إن تركيا تتلمس حالياً على ما يبدو إستراتيجية كي تتصدى من خلالها لأعمال الفوضى والهرج والمرج التي قد تتكشف مع مرور الوقت على حدودها.

وتابع بوب حديثه بالقول: quot;تريد تركيا أن يكون لها رأي في ما يحدث داخل سوريا. لكنني غير متأكد ما إن كانت قد تحصلت على أي إجابات سهلة لما يدور هناك. فهذا أمر جديد وغير متوقع تماماً بالنسبة لتركياquot;. ورأت الصحيفة أن ما يبدو واضحاً الآن هو أن الصراع السوري قد أثر بشكل كبير بالفعل على تركيا. فمدينة أنطاكيا القديمة، وهي المقصد المفضل لمعظم السوريين بعد عبورهم الحدود، تمتلئ بالأقاويل الخاصة بالحرب المندلعة على مسافة قريبة. كما أن مقاتلي الجيش السوري الحر يجوبون في شوارعها على أمل مقابلة متبرعين يمنحونهم المال والسلاح.

وتابعت الصحيفة بقولها إن الرجال الذين يعرِّفون عن أنفسهم باعتبارهم ممثلين لكتائب الثوار يستأجرون شققاً وغرفاً فندقية رخيصة، ليزيدوا بذلك عدد سكان المدينة، التي كانت جزءًا من قبل من سوريا، حيث مازال يتحدث كثيرون العربية باعتبارها لغتهم الأم.

ومع هذا، أوضحت الصحيفة أن البعض مازال يتهم تركيا بالتقصير وعدم القيام بالدور اللازم من جانبها لدعم الثوار السوريين، حتى في الوقت الذي أدان فيه رئيس وزرائها، رجب طيب أردوغان، بعبارات قوية الرئيس الأسد، الذي كان يعتبر صديقاً وحليفاً في السابق، وتكهنه في الوقت ذاته بزوال حكمه ورحيله عن السلطة في النهاية.

لكن الصحيفة شددت من جانبها على أن تركيا تقوم بدور كبير على صعيد الجهود التي يتم بذلها لتنظيم صفوف المعارضة السورية، باستضافتها مكاتب المجلس الوطني السوري المعارض في اسطنبول، وعملها كجهة مسيطرة في المعسكر المغلق الذي يستضيف الجيش السوري الحر في منطقة في قرية تقع على بعد بضعة أميال من الحدود.

وختمت الصحيفة مع بوب بنقلها عنه قوله: quot;بالتأكيد لم يتم الإعلان عن قرار خاص بأن تركيا تُسلِّح الثوار، لكني لا أعتقد أن أي أحد يحاول منع الثوار من التسلح أيضاًquot;.