القاهرة: رغم أن الآمال لا زالت تحدو الأتراك فيما يتعلق بآمال استرداد السلام والوئام بينهم وبين الجانب السوري، إلا أن اللاجئين السوريين يأملوا أن تنتهج تركيا موقفاً أكثر عدوانية.

وهي الوضعية التي أبرزتها اليوم صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية بلفتها إلى هدوء موقف تركيا، رغم غضبها، في أعقاب حادثة الطائرة التي أسقطتها طائرات سورية مقاتلة قبل عدة أيام، حيث التزمت بمنهج عدم المواجهة. وبينما سبق للأتراك أن سمحوا بنقل السلاح عبر أراضيهم لدعم أفراد الجيش السوري الحر، فقد استبعد رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، احتمالية الدخول في حرب.

وأبرز أردوغان في هذا الخصوص الإحساس العام لمعظم الأتراك، القلقين للغاية من احتمالية نشوب صراع مع جارتهم الجنوبية. وأوردت الصحيفة في هذا السياق عن أسيفي أولو، 26 عاماً، وهو مدير بإحدى الشركات المتخصصة في مجال الأعمال باسطنبول، قوله: quot;تربطنا صداقة قوية بالجانب السوري، فما الذي حدث فجأةً ؟quot;.

وقال أيضاً طالب جامعي يدعى أرزو افيوغلو، 23 عاماً، في اسطنبول، إنه لا يفهم كيف يمكن لحرب أن تساعد الأتراك، وأن ضحاياها سيكونوا كثيرين، وأن سوريا ليست مشكلتهم. وأضاف رجل أعمال متقاعد يدعى فارول عمره 51 عاماً معبراً عن تمنياته في استرداد العلاقات مع سوريا quot; تركيا ليست ديمقراطية ناضجة تماماً. ومازال أمامنا عدة مشكلات لمعالجتها هنا قبل أن نقاتل من أجل الديمقراطية في أماكن أخرىquot;.

وأكمل بقوله: quot; نحن بحاجة للجلوس على المائدة مع الحكومة السورية في وجود وسيط والعمل لحل خلافاتناquot;. وقال عبد الحميد بيليتشي، وهو صحافي بارز وكاتب عمود لصحيفة زمان التركية، إن هكذا ردود فعل تعتبر نمطية وتعكس إخفاقاً في فهم نطاق الأزمة الحاصلة في سوريا.

وتابع حديثه بالقول: quot;من الصعب للغاية إقناع الأتراك بتأييد الحرب مع سوريا. وليس بوسعهم فهم الطريقة التي تحولنا من خلالها إلى خصوم بعد أن كانت بيننا علاقات طيبة للغاية خلال السنوات القليلة الماضيةquot;.

بينما قال تايفن كوسكن مصور عمره 33 عاماً: quot;تدفع أميركا بتركيا لخوض غمار الحرب مع سوريا، التي لن يقوم بها الغرب بنفسه بسبب الانتخابات والوضع الاقتصادي. وهم قلقون بشأن خسائرهم، أما خسائرنا نحن فستكون رخيصة بالنسبة لهمquot;.

وتابعت ساينس مونيتور بتأكيدها أن مزاج الحذر الشديد لا يقتصر على العامة، حيث أبدا عدد كبير من المحللين اعتراضه الشديد على فكرة الاشتباك العسكري. فقال على سبيل المثال المحلل البارز عبد الله بوزكورت: quot;ربما تعرضت تركيا لضربة في هيبتها، في الوقت الذي مازال يتشبث فيه الأسد بالحكم، بعد مرور 15 شهراً على الانتفاضة الشعبية التي تشهدها البلاد، ليشعر الأتراك بمشاعر هزيمة وذلquot;.
بينما قال فهبي بيسان، وهو أستاذ بجامعة اسطنبول، إن كثيرين، ورغم اعتراضهم على فكرة الحرب، سيفضلون وقوف بلادهم للدفاع عن نفسها، خاصة بعد حادثة الطائرة.

وفي المقابل، يأمل السوريون الذين لاذوا بالفرار إلى تركيا أن تبادر أنقرة باتخاذ خطوات تصب في صالحهم، وأوردت الصحيفة عن عمر إبراهيم، وهو لاجئ من مدينة حمص، قوله: quot;شجع سبات تركيا الواضح دمشق على اتخاذ موقف أكثر عدوانية تجاههاquot;.