كوفي أنان سيقدم لمجلس الأمن تقريرا عن مباحثاته في دمشق

قال المبعوث العربي والدولي المشترك إلى سوريا كوفي أنان ان العراق قد أبلغه دعمه لمهمته في جمع المعارضة والنظام في سوريا على مائدة مفاوضات مباشرة بأسرع وقت لوقف عمليات القتل هناك واشار إلى انه ذاهب إلى مجلس الامن اليوم لتقديم تقرير حول مباحثاته في دمشق وطهران وبغداد، فيما حذر المالكي من خطورة انعكاس اوضاع سوريا على العراق والمنطقة سلبا مؤكدا ضرورة العمل لتحقيق أهداف الشعب السوري.


لندن: قال المبعوث العربي والدولي كوفي أنان الذي يزور العراق للمرة الأولى منذ تعيينه موفدا للأمم المتحدة والجامعة العربية لحل الأزمة السورية، في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم عقب مباحثات أجراها مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أنه قد أطلعه على نتائج مباحثاته في دمشق وطهران خلال اليومين الماضيين حول تطورات الأزمة السورية . واضاف ان المالكي قد اكد له مساندته لمهمته لوقف العنف على جميع المستويات واحلال السلام في سوريا وتجنيب شعبها ويلات الحرب وجمع المعارضة والنظام في مباحثات مباشرة.

واشار إلى ان جميع الاطراف التي حادثها في العواصم الثلاث راغبة في وقف العنف في سوريا في اسرع وقت موضحا ان الرئيس الاسد نفسه يريد وقف العنف في بلاده الان.

وقال أنان إن الرئيس السوري بشار الأسد اقترح إنهاء الصراع في سوريا خطوة بخطوة بدءا من المناطق التي تشهد أسوأ أعمال عنف. واوضح ان الاسد quot;اقترح وضع منهج تدريجي يبدأ من بعض المناطق التي شهدت أسوأ أعمال عنف في محاولة لاحتوائه فيها والبناء خطوة بخطوة على ذلك لإنهاء العنف في مختلف ارجاء البلاد.quot; وقال انه يحتاج إلى بحث الاقتراح مع المعارضة السورية ولا يمكنه الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

واشار أنان إلى ان الجهود تتركز الآن على ضرورة جمع طرفي الأزمة النظام وسوريا على مائدة مفاوضات مباشرة، قد تؤتي ثمارها على الأرض وتنجح في وقف العنف، موضحا أن هذا ما يدعمه العراق وأكده له المالكي. وشدد بالقول إنه إذا كانت هناك إرادة لدى المعارضة والنظام في هذا الإتجاه فان العنف سيتوقف وتنتهي معه عمليات القتل التي يتعرض لها المدنيون من النساء والأطفال في وضع مأسوي تريد جميع الأطراف انهاءه.

وحذر أنان من انه كلما زادت عمليات العنف والقتل في سوريا زاد التطرف وتوسع في البلاد وزادت معه المخاطر على سوريا والمنطقة برمتها.

المالكي يحذر من انعكاس أوضاع سوريا على العراق والمنطقة سلبا

وقبل ذلك أكد المالكي خلال مباحثات مع أنان دعمه جهود المبعوث الأممي لإيجاد حل للأزمة في سوريا وقال quot;نعلم أن مهمتكم صعبة ولكن لابد من بذل الجهود لوقف القتل وإيجاد حل سياسي يحقق الاهداف المشروعة للشعب السوري quot;. وأشار إلى إمكانية انعكاس الأوضاع في سورية على العراق والمنطقة سلبا وإيجابا داعيا إلى التحلي بأقصى درجات المسؤولية في التعامل مع الأوضاع في سوريا .

وأوضح المالكي أن الوقت ليس وقت تصفية حسابات بين هذا الطرف أو ذاك، مشددا على ضرورة أن تنصب كل الجهود على كيفية إيقاف القتل وحقن الدماء وإيجاد حل سلمي يحقق أهداف الشعب السوري كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الإعلامي مشيرا أيضا إلى أن المالكي قد عبر عن خشيته من تنامي التطرف نتيجة تصاعد وتيرة العنف والقتل قائلا quot;علينا العمل لتطويق النار وإطفائها بدل صب الزيت عليهاquot;.

المالكي خلال مباحثاته مع أنان

وأكد المالكي استعداد العراق للقيام بأي عمل من أجل ذلك، واكد ترحيبه بأي تغيير يأتي عبر الحوار ودعا إلى وقف التدخلات الإقليمية في النزاع السوري قائلا quot;إن اي تدخل إقليمي يستدعي تدخلا مضادا والشعب السوري هو الذي يدفع الثمنquot;.

من جانبه أكد مبعوث الامم المتحدة كوفي أنان أن العراق في وضع يؤهله لإسداء النصيحة للجانب السوري وغيره، نظرا لما يتمتع به من تجارب قيمة وقال quot;انتم تعلمون أكثر من الجميع مدى الآثار التي يمكن أن تترتب على أي تصرف خاطئ يمكن ان يحدث في سورياquot;. ودعا إلى ضرورة الحفاظ على الأرواح ووقف القتل كما ناقش مع المالكي بعض الافكار المطروحة لايجاد حل للازمة السورية.

الأسد اقترح حلا تدريجيا للعنف في بلاده

وفي وقت سابق اليوم اعلن كوفي أنان في مؤتمر صحافي في طهران أن الرئيس السوري بشار الأسد اقترح احتواء العنف الدموي الدائر في بلاده منذ 16 شهراً، تدريجياً، بدءاً من المناطق التي تشهد أسوأ أعمال عنف. وقال quot;اقترح الأسد وضع منهج تدريجي يبدأ من مناطق الاضطرابات الأعنف، لمحاولة احتواء العنف هناك خطوة بخطوة، والبناء على ذلك لإنهاء العنف بكافة أنحاء البلادquot; لكنه امتنع الخوض في التفاصيل قائلاً إن الخطة بحاجة إلى مناقشتها مع المعارضة السورية.

وكان الوسيط المشترك قد وصل إلى العاصمة الإيرانية أمس الاثنين قادماً من دمشق حيث أجرى مباحثات مع الأسد. وأجرى أنان محادثات، محورها الأزمة السورية، مع وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، سعيد جليلي، وعدد آخر من المسؤولين الإيرانيين.
وبدوره، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع أنان، أن بقاء الأزمة السورية على حالها لا يصب في صالح أي طرف في المنطقة. ودعا صالحي إلى عدم التدخل الخارجي فی سوریا، مضيفاً quot;أن التدخل من شأنه أن یؤدي إلى المزید من التعقید للأزمة.quot;

ويدعم المبعوث الدولي مشاركة إيران في الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة السورية وهو ما تعترض عليه واشنطن وحلفاؤها. وقد بدأ أنان مباحثات طهران بعدما أنهى في دمشق محادثات قال إنها quot;بناءةquot; مع الأسد. وأضاف quot;خضت محادثات صريحة وبناءة مع الرئيس بشار الأسد حيث ناقشنا كيفية إنهاء العنف في بلاده والوسائل والطرق المتاحة لتحقيق ذلك.quot; واكد قائلا quot;توصلت مع الرئيس السوري إلى توصية يمكن من خلالها إنهاء الأزمة حيث سأقوم بنقل هذه التوصية إلى المعارضة المسلحة في الوقت الذي لابد فيه من الاستمرار بالحوار السياسي بين جميع الأطراف.quot;

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أكد الخميس الماضي ان بلاده متخوفة من تأثيرات تسليح المعارضة والنظام في سوريا على اوضاعه الداخلية أمنيا وسياسيا واعتبر مؤتمر جنيف الاخير بداية للتغيير في سوريا واشار إلى ان مسلحي القاعدة يتدفقون الان من العراق على سوريا . وأضاف زيباري خلال مؤتمر صحافي في بغداد ان في العراق مخاوف من تأثير هذه الاوضاع عليه أمنيا وسياسيا لذلك فإنه معني بما يجري في سوريا وضرورة درء مخاطر امتداد النزاع إلى الدول المجاورة. واشار في هذا السياق إلى تصاعد التوتر بين سوريا وتركيا والمناوشات على الحدود السورية اللبنانية. وحول موقف العراق من النظام في سوريا فيما اذا استلمت المعارضة السلطة، أوضح زيباري ان للعراق حاليا علاقات مع المعارضة ودعاها إلى بغداد للحوار مشيرا إلى ان علاقات بلاده ستكون انذاك مع الشعب السوري ومن يمثله فليس للعراق حساسية في هذا الامر.

وقال مسؤولون عراقيون خلال الأشهر الماضية أن هناك حركة تهريب للسلاح والمقاتلين باتجاه سوريا التي كانت تتهم في السابق بانها قدمت دعمًا ماليًا وعسكريًا ولوجستيًا لجماعات quot;جهاديةquot; متمردة في العراق.

وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد لحوالى 600 كلم، يقع اكثر من نصفها تقريبًا في محافظة الأنبار الغربية المحاذية لسوريا .